حالة من الحزن والحداد عاشتها أستراليا أمس، بعد النهاية الدموية لمأساة احتجاز رهائن في مقهى بسيدني على يد مسلح من أصل إيراني، في الوقت الذي واجهت فيه الحكومة الأسترالية انتقادات لاذعة بعد أن تبين أن المسلح الذي لقى مصرعه أثناء هجوم الشرطة لإنهاء الاحتجاز كان معروفا لدى السلطات الأسترالية بميله للتطرف، فضلا عن تاريخه الطويل من الجرائم، مما أثار اتهامات للدولة بالتقصير لعدم إدراج منفذ العملية على قوائم المراقبة الأمنية، وسط مخاوف من هجمات إرهابية محتملة. وكانت الشرطة الأسترالية المدججة بالسلاح قد اقتحمت مساء أمس الأول، مقهى «لينت» بوسط سيدني لتحرير الرهائن بعد 16 ساعة من الاحتجاز، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص من بينهم منفذ الهجوم الذي يدعى مان هارون مؤنس، وهو مسلم من أصل إيراني. وكشفت مصادر أمنية وإعلامية أن مؤنس كان يواجه مجموعة من التهم الخطيرة قبل ارتكابه هذه الجريمة، من بينها 40 تهمة اعتداء جنسي، إضافة إلى المشاركة في قتل زوجته السابقة، ولكنه أفرج عنه بكفالة في تلك القضية. كما أدين مؤنس عام 2012 بإرسال خطابات تهديد بالبريد إلى عائلات 8 جنود أستراليين لقوا مصرعهم في أفغانستان احتجاجا على مشاركة أستراليا في الحرب وحكم عليه بالسجن عامين، وإن كان قضى جزءا من العقوبة فقط. وفي اعتراف ضمني للتقصير من جانب الدولة، تساءل رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أمس: «كيف لم يتم إدراج شخص بهذا التاريخ الإجرامي في قوائم الدولة لمراقبة الإرهاب؟ وكيف يتحرك شخص كهذا بحرية في المجتمع»؟ وقال أبوت - في مؤتمر صحفي - إنه «من الواضح أن هناك دروسا يجب أن نتعلمها، وسنحقق في هذا الحادث بدقة لتحديد الدروس التي يجب تعلمها «، وأضاف أن الحادث كان من الممكن أن يقع حتى لو كان منفذ العملية مدرجا على قوائم المراقبة، متعهدا بأن مستوى التحكم المطلوب لمنع بعض الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية سيكون عاليا جدا بالتأكيد. وتابع رئيس الوزراء الأسترالي، أن منفذ عملية الاحتجاز له تاريخ طويل في جرائم العنف ومفتون بالتطرف ومضطرب عقليا، وأنه حاول وضع تصرفاته تحت غطاء عقلية الموت لتنظيم داعش. وردا على سؤال حول سبب الإفراج عن مؤنس بكفالة وعدم إدراجه على قائمة للمراقبة الأمنية ، أجاب أبوت:»هذا هو السؤال الذي نطرحه على أنفسنا في لجنة مجلس الأمن القومي في الحكومة اليوم»، مشيدا بالشرطة على الطريقة التي تصرفت بها في هذه «المواجهة مع الإرهاب»، على حد وصفه. وعلى الرغم من أن السلطات الأسترالية أكدت أن الجاني تصرف بمفرده، وأن جريمته ليست لها علاقة بأي شبكات إرهابية، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أمس وأمس الأول العديد من البيانات والرسائل الصادرة عن جماعات متطرفة تابعة لداعش أو موالية لها نعت «مؤنس» واصفة إياه بأنه «شهيد». وكانت ساحة مارتن بليس التي شهدت الحادث قد تحولت أمس إلى بحر من الزهور تأبينا لضحيتى الاعتداء وهما توري جونسون - 34 عاما - مدير المقهى ،وكاترينا دوسون وهي محامية - 38 عاما - وأم لثلاثة أطفال،كما وضع رئيس الوزراء باقة من الزهور في المكان. من جهته، قال أندرو سكبيوني رئيس شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، إن الشرطة تحقق في الهجوم ودوافعه وكيف حصل المنفذ على السلاح الذي استخدمه في احتجاز الرهائن ، وهي فيما يبدو بندقية رش.