كان العرض الذى شاهدته لك هذا الأسبوع من عروض ما يسمى «الباليه المودرن» أو الرقص الحديث. هذا اللون بدأ أخيرا لدينا فى مصر ولم يحظ بكثافة مشاهدة إلا أنه بعد فترة بدأ يجتذب بعض الجماهير، وكان عرض هذا الأسبوع بدار الأوبرا المصرية قد حظى بعدد كبير من المتفرجين، ولاحظت أن عددا من المتفرجين من الشباب ربما لأن هذا الفن حديث لدينا إلى حد ما. يحمل العرض اسم «الفيل الأزرق» وهو عنوان مؤلف للكاتب أحمد مراد وكان مكانه أو عرضه فى الجزء الثانى من العرض. فماذا عن هذا العمل الذى أخرجه وصمم رقصاته مناضل عنتر وهو خريج المعهد العالى للباليه. ربما يذكر بعض المتفرجين أول عمل للباليه الحديث عندما قدمه عندنا موريس بيمار ثم بدأ بعده تلميذه وليد عونى إخراج العديد من هذه الأعمال ربما آخرها ما أطلق عليه «عصفور النار» والذى قدمه مجموعة من أعضاء فرقة الباليه المصرية، أى فرقة الباليه الكلاسيكية لدينا. خلال سنوات قليلة تم تقديم أكثر من عرض من هذا النوع ليجذب عددا من المتلقين. المهم عرض «الفيل الأزرق» قدم لنا فيه المخرج عددا كبيرا من الراقصين والراقصات، وللحق فإن تصميم الرقصات كان بديعا واعتمد فيه على قدرات رائعة للراقصين والراقصات، ومن هنا كان تصميم الرقصات بالغ الصعوبة لنشهد عرضا بالغ الجمال من حيث اللياقة البدنية العالية وقدرات التحكم التى يمثلها الراقصون والراقصات. أما عن «الفيل الأزرق» فالحقيقة أن العرض لم يستطع أن يقدم لنا ماذا يقوله النص وهو بالفعل أمر بالغ الصعوبة، وبرغم الاعتماد على بعض الجمل الحوارية القصيرة التى عادة لا تقدم فى الرقص الحديث الذى من المفترض أن يقول النص من خلال الرقص فقط. امر آخر أستشعر أهميته وهو مدة العرض التى تتجاوز المدة المفروضة لمثل هذه العروض خاصة ونحن إزاء بعض التكرار للحركات، الديكور كان جيدا فى العموم، ولكن فى البداية كان الديكور يحمل جذبا للعين أكثر من المفروض حيث يجب أن يلتفت المتلقي أكثر إلى العرض ولا يطغي عليه الديكور. الإضاءة كانت جيدة وأجد أن أعضاء الفرقة عددهم كبير، وهو ما يشجع على تقديم عروض أكثر من هذا اللون مع الحفاظ على الزمن المناسب لهذه العروض، وأيضا محاولة تقديم الفكرة أو النص من خلال الرقص فقط.