بعد الإقبال الكبير علي عروض دار الأوبرا المصرية عندما تقدم الباليهات خاصة الكلاسيكي منها, ربما شجع هذا الإقبال علي الدخول بالباليه إلي مناطق أخري كان منها المودرن أي الرقص الحديث, ولو أن الإقبال عليه لم يكن بالكثافة التي يحظي بها الباليه الكلاسيكي. الباليه الذي بدأ يحصل, بل وحصل بالفعل علي كثافة المشاهدة هو الباليه المرتبط بالخطوات الشرقية, ولعل النموذج الأشهر في هذا هو باليه خطوات شرقية الذي يقدم لنا الباليه عندما يعرض داخل الأرض المصرية بالذات ليسحب المتلقي إلي واحد من أعلي خطوات الرقص البديع. بالطبع خطوات شرقية لا تنتمي إلي الرقص الشرقي بل بعيدة عنه تماما فقط الموضوعات والخطوات والاستعراض بكامله تستشعر فيه الجو الشرقي البديع. هذا الباليه هو ما شاهدته لك بدار الأوبرا المصرية, الملابس التي لا يتفوق أو تتفوق أي جهة علي دار الأوبرا في مجال الملابس.. اتقان تام وألوان فيها تنسيق متميز تضفي بهجة لعين المتلقي فهي جزء مهم في فنون الاستعراض. أسعد كثيرا بأن راقصات الباليه لدينا يمتلكن القوام المناسب.. هذا القوام الذي أصبح نادر الوجود بين المصريات لأسباب لا أجد لها تفسيرا.. الشباب أيضا يحمل القوام المناسب تماما للاستعراض. بالطبع هذا يرجع إلي امتحانات القبول بالنسبة لمعهد الباليه الذي يتشدد في ألا يحمل الجسم القوام مستقبلا الذي لا يناسب الاستعراض, ولا يناسب القوة اللازمة لبعض الحركات المطلوبة وهي كثيرة سواء بالنسبة للراقصة والراقص. هذا العرض الذي شاهدته لك كان من العروض المتميزة التي أخرجها الفنان العظيم الراحل عبدالمنعم كامل والذي تقوم أرملته أرمينا كامل بتدريب الفرقة علي العروض التي يخرجها زوجها. ربما ما جال في خاطري خلال مشاهدة خطوات شرقية هو أن الباليه الكلاسيكي يمكن أن يدخل إلي مناطق أخري بعكس الأوبرات أو الغناء الأوبرالي الذي أكثر من عرض باللغة العربية لكنه لا يحظي بكثافة المشاهدة المطلوبة برغم أكثر من تجربة.