انتهت فترة رئاسة د. عبد المنعم كامل لدار الأوبرا المصرية والتي استمرت حوالي 8 سنوات وكامل من رواد فن البالية في مصر ومن الذين حافظوا علي الفرقة منذ كانت مجرد فرقة طليعية تابعة لمعهد البالية في أكاديمية الفنون وقد عاصرت كفاحه من اجل تقديم فن جيد كما أنه كافح كثيرا حتي أنتقلت الفرقة إلي دار الأوبرا لتصبح نواة لفرقة كبري ظل يحلم بها مع رفيقة الدرب وزوجته أرمينيا كامل وبجهود من د. طارق علي حسن الذي تولي رئاسة دار الأوبرا الفترة وجيزة شاهدنا بالية دون كيشوت كأول انتاج لهذه الفرقة التي تضم ريبرتوارها حاليا العديد من الباليهات العالمية.. اما فترة رئاسته للاوبرا والتي جاءت بعد مرحلة من القحط الفني الشديد حيث تغيرت منظومتها الأدارية وأيضا اهدافها الفنية وفقا لمفاهيم الرئيس الذي سبقه.. نجده بدأ في إستقدام فرق لها ثقل عالمي في مجال الإستعراض سواء باليه أو رقص حديث وتزايد اهتمامه بفرقة البالية وكان من أهم إنجازاته عروض أوبرا عايدة في الصين وعروض المتروبوليتان.. هذا ماله ولكن ما عليه اولا في مجال البالية انه لم يتمكن من تقديم باليه مصري في إطار عالمي لم يقدم نهضة حقيقية في هذا الفن قائمة علي الإبداع المتنوع فلم يقدم إبداعات غيره كما لم يعطي فرصة لإظهار مواهب في مجال التصميم المحلي حتي الراقصين المصريين لم يأخذوا حقهم في الدعاية وكان الإعتماد علي الأجانب السمة الغالبة اما الفرق الرئيسية شهدت تراجع فنجد فرقة الأوبرا متعثرة في ميزانيتها الضعيفة وبدأ يتولي أيضا إخراج الأوبرات ولم تحدث نهضة لدرجة اننا اطلقنا علي المكان عبارة "أوبرا بدون أوبرا" أما أوركسترا القاهرة السيمفوني فأكمل مسلسل إسناده إلي الأجانب وتذبذب مستواه ولهذا لم يتقدم تقدما ملحوظا منذ تركه المايسترو الصعيدي الذي فوجئنا انه يحارب عودته وفي الأونة الأخيرة بدأت تتراجع الفرق الزائرة المتميزة ليحل محلها فرق تجارية استهلاكية اما اوركسترا الأوبرا فأصبحت القيادة فيه تسند بالأمر المباشر منه لغير الدارسين وعدنا لمربع الهواة والأجانب الذي كنا نعاني منه في بداية خمسينات القرن الماضي اما المنظومة الإدارية وتغيير الأهداف التي رسخها من سبقه فظلت كما هي.. عامة لاننسي ان كامل كان يعمل في منظومة فساد عامة في الدولة ومحاربة النهضة شيء كان مقصودا وما نأخذه عليه انه لم يحاول الخروج من الدائرة بل اصبح احد تروسها التي نتمني ان تعي الرئيسة الجديدة ذلك وتسعي للخروج من هذه العجلة ولا تكون أحد تروسها..