هذا العرض الذى شاهدته لك لفرقة الباليه المصرية هو أول عروض هذه الفرقة العريقة لهذا العمل وهو الذى يحمل اسم «عصفور النار». العرض قدم فى الجزء الأول باليه رقصات متتالية وقد سبق أن شاهده الجمهور لكنه فى الواقع مع بساطته من أكثر العروض التى تتسم بالكوميديا الحركية وذلك من خلال رقصات لأربع راقصات وأربعة راقصين قدموا لنا عددا من أبدع وأقوى حركات الباليه بالغة الصعوبة. الجزء الثانى هو الذى قدم لأول مرة وهو «عصفور النار» الذى صممه وأخرجه وليد عونى صاحب أشهر العروض فى مجال الرقص الحديث أو الباليه المودرن. هذا الباليه هو بالفعل ينضم إلى الباليه المودرن ولكنه يعتمد فى الأساس على الحركات الكلاسيكية ولعل من أهم هذه الحركات هى أنها تقدم من خلال حذاء الباليه الكلاسيكى الخاص، وأيضا معظم مشاهد الباليه الكلاسيكى ولكن فى صورة متطورة وأيضا بالغة الصعوبة. الباليه يقدم على موسيقى سترافنسكى وكانت القيادة للمايسترو المصرى ناير ناجى، ولهذا الموسيقار نفسه سترافنسكى كان الجزء الأول من عرض الأوبرا فى باليه رقصات متتابعة. «عصفور النار» يقدم من خلال قصة يمكن أن نعتبرها خيالية لأمير شاب يقع فى حب فتاة جميلة ولكنها محبوسة بفعل السحر الأسود الذى أصابها بها أحد الأشرار ولكن الأمير ينجح فى فك وإبطال هذا السحر بمساعدة العصفور النارى. فكل العروض للباليه الكلاسيكى تعتمد على قصص خيالية هى فقط وعاء لوضع الموسيقى والرقص داخله وهو ما نشاهده فى معظم الباليهات مثل باليه «بحيرة البجع» و «كسارة البندق» و «الجمال الناعم» وغيرها. إذن هنا القصة هى الوعاء الذى يضم النص والموسيقى مع خليط الديكور بالطبع والإضاءة التى تتحرك مع الأصوات وهكذا. ويعد عونى الذى صمم وأخرج هذا الباليه قد يكون أول من استغل فرقة الباليه المصرية الكلاسيكية فى باليه مودرن اجتذب الجمهور الذى اعتاد على الباليه الكلاسيكى. قدم تصميما بديعا واستغل أكثر من مستوى فى المسرح ليقدم أو ليضيف إلى فرقتها عرضا جديدا وبالطبع ما ساعد فى الأساس عليه هو مديرة فرقة الباليه أرمينيا كامل التى تقوم أيضا بتدريب الفرقة التى دائما ما نجدها على المستوى لن أقول الجيد ولكن المستوى الذى لا يقل عن مستويات الباليهات العالمية التى نشاهدها فى دور الأوبرا فى العالم. فى النهاية تحية لكل من أسهم فى هذا العمل مع المايسترو ناير ناجى ورئيس الأوبرا إيناس عبدالدايم.