مشكلات التعليم كثيرة ومستمرة، منها ما يعانيه أبناؤنا الطلاب وليست نابعة من الجهات المسئولة عنه ، ولا تستطيع المدارس حلها لأنها خارج أسوارها وتقع ضمن مسئولية جهات أخرى عديدة ، ومن بين هذه المشكلات الفوضى والعشوائيات التى تسود كل شيء تقريبا فى مصر. من هذه المشكلات تكدس الميكروباصات فى مواقف عشوائية بالشوارع المحيطة بمجمع مدارس شهير يقع مباشرة على شارع الهرم الذى يعد واجهة سياحية لمحافظة الجيزة ، وهذا المجمع التعليمى يضم 3800 طالبة فى مدرسة «أم الأبطال» الثانوية بنات وما يزيد على 1500 طالبة فى مدرسة «الشهيد محمد محمود» التجريبية الملاصقة لها ، أى نحو 6 آلاف طالب وطالبة ، كما يوجد فى مقابل هذا المجمع مدرستان ابتدائيتان فى الجانب الآخر من شارع الهرم مما يرفع العدد إلى 10 آلاف طالب وطالبة، وتشكل كل هذه المدارس مجمعا تعليميا ذا مكان مهم يقسمه شارع الهرم ، ورغم ذلك تجد بجوار أحد أسواره موقفا عشوائيا للميكروباص بملحقاته من غرزة لشرب الشاى وما يتبادله السائقون من ألفاظ نابية وما يسببونه من تعطيل وإعاقة لدخول وخروج الطالبات والطلاب ، والويل لمن يبدى اعتراضه على وجودهم فغاية ما يتمناه أن يمر من بينهم بسلام ، والصورة خير شاهد عليها ، ونحن فى غنى عن ذكر أثر ما يصدر من هؤلاء فعلا وقولا، ويتنافى مع أبسط مبادئ الأدب والأخلاق على أبنائنا وبناتنا ، كما أنهم يجعلون هذا الشارع المطل على المدرسة قطعة من العذاب ، خاصة وقت خروج ودخول الطلاب والطالبات. والغريب أن سور هذه المدرسة من الجانب الآخر تلتصق به نقطة مرور يبدو أنها لم تر هذه الميكروباصات ولم تعلم عنها شيئا فى حين أنها تستوطن شارعا ملاصقا للمدرسة من الجهة الأخرى ولا يبعد عنها سوى أمتار قليلة. موقف بديل وحرصا منا على عدم التجنى على أحد فقد توجهنا إلى الجهة المنوط بها الإشراف على الميكروباصات فى الجيزة وهى «الجهاز التنفيذى للنقل الجماعى بمحافظة الجيزة» والتقينا رئيسه الجديد اللواء على شعير الذى تولى منصبه منذ أيام ورغم ذلك فقد تقصى عن الأمر، وقال: إن هذا الموقف عشوائى وكان قد تم نقل هذه السيارات منذ سنوات إلى مكان بديل فى شارع آخر قريب جدا من الموجودة فيه حاليا حرصا على مصلحة أبنائنا الطلاب، لكنهم عادوا إلى مكانهم الأول من تلقاء أنفسهم. كماخاطبنا المهندس محمود فوزى رئيس حى العمرانية- بخصوص «غرزة الشاي» الموجودة بجوار سور المدرسة ، وبعض بائعى الفاكهة الموجودين على ناصيته ، فوعد بتوجيه حملة مرافق لإزالتها، وتم بالفعل رفع بائعى الفاكهة ، لكن غرزة الشاى عادت مجددا ونرجو المتابعة الدورية لعدم عودتها. وتبقى نقطة أخيرة هي: من يردع الشباب الذين يتحرشون بالطالبات؟ ويصل الأمر ببعضهم للاستعراض بكلاب بوليسية تثير الرعب فى الشارع دون أدنى خوف من مساءلة أو حساب. وفى النهاية نحن نعترف بأهمية الميكروباص فى هذه المنطقة ، لكن الأمر يحتاج الى وجود أمنى مكثف فى هذه المنطقة سواء من المرور أو باقى أجهزة الداخلية مع ضرورة البحث عن مكان بديل لهذا الموقف.