يشير ديفيد ميرسيرمؤلف كتاب تطورات المستقبل إلي أن الحكومة العالمية اGLOBALGOVERNMENT ب المتجسدة في شكل أفعال عالمية مشتركة ليست بالأمر الجديد. وأنها كانت قائمة فعليا دون مسمي في عدة أزمنة متباعدة من الماضي, ولقد وضع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية خلافاتهم السياسية بما فيها الخلافات العقائدية المريرة مع الاتحاد السوفيتي جانبا وانطلقوا في حرب مشتركة ضروس ضد دول المحور ألمانيا وإيطاليا واليابان,... وأن شيئا قريبا من ذلك حدث في حرب تحرير الكويت عام.1991 والخلاصة من وجهة نظر كتاب تطورات المستقبل أن السياسة العالمية سوف تشهد تغييرا هائلا يجعلها قادرة علي بناء الحكومة العالمية, ومتطلباتها, ولن يحدث هذا بأي حال من الأحوال عن طريق المنظمات القائمة حاليا, وعلي رأسها الأممالمتحدة التي سيعفيها الزمن قريبا مما تبقي لها من مهمات! والحقيقة إنه بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما طرحه هذا الكتاب من أطروحات ونبوءات اهتزت نسبيا بعد استخدام روسيا والصين لحق الفيتو في مجلس الأمن مؤخرا وإفشال المخطط الأمريكي الأطلسي المدعوم عربيا ضد سوريا إلا أنه يعكس جانبا من التفكير المستقبلي الذي يعشش في رءوس صفوة مختارة من العقول المؤثرة في تشكيل مزاج الرأي العام, وتوجيه دفة القرار السياسي داخل أكبر قوة عالمية عرفها التاريخ, وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويعزز من أهمية وقيمة ما هو مطروح في الكتاب من نبوءات أن بعض ما كان يجري أمامنا من مشاهد قبل زلزال الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن لم يكن سوي بروفة للمشهد الكبير الذي يتحدث عنه الكتاب, ويحدد له موعد عام2030 حيث مازالت هناك فترة زمنية واسعة لاصطفاف القوي وإعادة ترتيب الأوضاع ومحاولة استعادة روح الوفاق العالمي بين الكبار علي حساب مصالح الضعفاء والصغار! وفي النهاية ينبغي السؤال الضروري هو: أين نحن من هذه النبوءات وكيف نستطيع أن نتحسب لكل الاحتمالات باختيار الخندق الصحيح إذا تطورت المواجهات؟ سؤال ليس لمصر وحدها وإنما للأمة العربية كلها! خير الكلام: الحقيقة لغز كبير لا يملك أحد بمفرده مفاتيح شفرته! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله