هل ما جري في أفغانستان والعراق وليبيا وصربيا والبوسنة والهرسك واليمن وما يجري التلويح به حاليا تجاه سوريا مقدمة لشيء ما يجري الترتيب له منذ سنوات من أجل صياغة جديدة للنظام العالمي؟ هذا سؤال يستحق الاهتمام من جانبنا.. وأظن أن هذا السؤال كان هو المدخل الأساسي الذي دلف منه الكاتب الاقتصادي والسياسي الأمريكي اديفيد ميرسيرب قبل نحو10 سنوات لتأليف كتابه المهم والمثير تحت عنوان: تطورات المستقبلFutureEvolution الذي ينطوي علي مزيج شديد التناقض من التشاؤم والتفاؤل وخليط عجيب من الخرافات والأساطير إلي جانب قدر من التحليل العلمي والسياسي. في هذا الكتاب يتحدث اديفيد ميرسيرب عن الخرافة التاريخية التي أطلقها انوسترادامسونب قبل500 عام مضت بشأن املك الرعبب الذي سيحل علي الأرض في بدايات القرن الحادي والعشرين ليعلن بذلك عن حلول عصر لن تتوقف فيه الحروب والصراعات ثم يناقض المؤلف نفسه بالحديث عن مستقبل أكثر إشراقا يعم الأرض بأجمعها حيث تختفي الديكتاتوريات وحكم القوة الواحدة وينجح العالم الثالث في تخطي عقباته وتبدأ البشرية كلها في قطف ثمار الاكتشافات العلمية المدوية. ولكي يخرج مؤلف الكتاب من مطب الرؤية المستقلة والاجتهاد الشخصي في طرح نبوءات بمثل هذا القدر من الأهمية يذكر اديفيد ميرسيرب في كتابه أن الحكم بأن المستقبل سوف يكون أفضل من الماضي لا يمثل وجهة نظر شخصية بل هو رأي الخبراء في أكثر من منظمة من المنظمات التي عمل معها خلال السنوات التي سبقت شروعه في إعداد هذا الكتاب. ويشير اديفيد ميرسيرب إلي أنه جمع هذه النبوءات حول المصير الذي سيؤول إليه مستقبل الجنس البشري من خلال حوارات أجراها مع كبار رؤساء ومديري الشركات والمؤسسات الصناعية العالمية بالإضافة إلي المعلومات التي حصل عليها من العديد من رؤساء الدول والوزراء في معظم دول العالم, وإنه إلي جانب ذلك كله حرص علي تدعيم وتوثيق كتابه بخلاصة الندوات والمحاضرات التي دارت حول التوقعات المنتظرة لمصير العالم والتي نظمتها وشاركت فيها شخصيات وهيئات من ذوي القدرة علي صنع القرار والتأثير في رسم مستقبل السياسة الدولية خلال العقود المقبلة. وغدا نواصل القراءة
خير الكلام: ضياع الفرص.. نصفها غرور ونصفها الآخر جهل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله