سيدي الفاضل.. أنا زوجة صاحب رسالة نصف ساعة أعترف لك بأن ما قاله زوجي في الرسالة صحيح تماما,ولكن هذا من وجهة نظره هو فلتسمح لي أن أروي بعض الأشياء الصغيرة ولكن هذه المرة من وجهة نظري أنا كامرأة وأترك لك الحكم في نهاية رسالتي. لأنني أثق برأيك وأحترمه, ولا أخفي عليك انك انصفتني في الجزء الأول من ردك عليه.. فأنا ياسيدي امرأة شارفت علي الخمسين من عمري وهو يكبرني بعام واحد فقط, قضيت معه28 عاما من الحب والود والتفاهم.. وقفت بجانبه في كل شيء وحتي الآن أقف بجانبه في كل كبيرة وصغيرة, ولكن الشيء الوحيد الذي ينغص علينا حياتنا, وذلك بدأ بعد انجابي أولادي مباشرة هو موضوع المعاشرة الزوجية, فهو إنسان كل حياته الجنس.. كل نفس يتنفسه لابد أن يكون هناك جنس.. حتي تلميحاته اليومية والحياتية وقفشاته وهزاره لا يخلو من الكلام عن الجنس.. بدأنا حياتنا الزوجية بمعاناة شديدة في المعيشة.. وقد من الله علينا بأولادنا الثلاثة, فأصبحوا كل حياتنا وبشهادة الجميع اننا ربيناهم أفضل تربية والحمد لله درسوا في مدارس اللغات عالية المستوي وانتقلوا الي المرحلة الجامعية والفارق بينهم في العمر قليل جدا, حتي يحسبهم من يراهم انهم توائم فتخيل ياسيدي مدي صعوبة تربيتهم وخدمتهم والسهر عليهم, لو مرض واحد منهم أو مرضوا جميعا في وقت واحد.. وكل هذا من أم ضعيفة واهنة لا تحصل علي مايكفي من الطعام أو الراحة لخدمة أربعة أشخاص, ويجيء هو من عمله اترك كل ما في يدي لخدمته حتي نأوي الي الفراش ويطلبني!! أين المجهود الذي أعطيه له بعد كل هذا العناء.. أين النفسية السوية التي تطلب الجنس وهي لم تجد قوت يومها, ولا قوت أولادها, ومع ذلك كنت لا أمانع في أحيان كثيرة ولكن في أوقات أخري كان هذا فوق طاقتي.. ومع ذلك له شروطه في تأدية الجنس فلابد أن أكون راغبة وبشدة مثله ونسي أن طبيعة المرأة تختلف عن الرجل وإلا قال انني جسد ميت, وأقسم بالله انني لم أتطاول عليه باللفظ كما قال لأني انسانة أعرف ربي وأعرف حقوق زوجي علي ولكن كل ما كنت أقوله انني لست بهيمة أو حيوانة متي شئت عاشرتها, أنا انسانة لدي مشاعر وأحاسيس والمسألة ليست روتينا يجب ان يؤدي يوميا لأن مفهومي كامرأة غير ذلك تماما.. أنا محظور علي التعب أو الملل أو حتي المرض الشهري فأنا عدوته الأولي في هذه الأيام.. تخيل سيدي تحسنت أوضاعنا المالية وجاء له عقد سفر للخارج براتب غير متوقع اطلاقا لمن في سنه أو خبرته, وسافر فعلا وحمدت الله كثيرا ولكن هي سنة واحدة ورجع واعترف ان الجنس هو السبب فهو لم يقدر علي البعد عني.. الآن هو عنده مشروعه الخاص الذي يقضي فيه معظم وقته ويأتي منتصف الليل, أجهز له كل ما يطلبه وأعامله كالطفل الصغير وأداعبه واتجاوب معه في كل ما يطلبه ولكن يكرهني لمجرد أن أقول مرة واحدة لا.. هل هذا معقول؟.. دائما ما يمزح معي ويقول سأتزوج من أخري تراعيني فأقول له تزوج ولكن في هذه الحالة اتركني وشأني لأولادي وحياتي فيغضب مني.. سيدي.. أنا أردت أن أوضح بعض الأشياء البسيطة التي تنغص علي حياتي وكل فترة يحدث خلاف شديد بيننا بسببها ونحن الآن المفروض في سن الاتزان والعقل فقد تركنا مرحلة المراهقة من زمن بعيد فأنا أموت من الاحراج أمام الأبناء إذا ما عاش أمامهم دور المراهق.. وهذا لا يمنع حبي له. سيدتي.. كما قلت هي أشياء بسيطة تخفي مزايا عديدة في حياتكما.. بقليل من الحوار والتفاهم والتنازل من الطرفين يمكن التجاوز عنها, وإذا كنت أدعو زوجك الي معاملتك بالحسني, واجتذابك برفق ولين إلي العلاقة الزوجية مع تقدير كل ما تعانين منه, فإنني في نفس الوقت أدعوك الي استيعاب احتياجاته, وإذا رفضته فليكن بالقول الكريم وبالاحتواء, ولا تبالغي في رفضك له, فكثير من النساء قد يحسدونك عليه في وقت تشكو فيه الزوجات من برود الأزواج وانصرافهم عن زوجاتهم بفعل الملل والمرض وأشياء أخري.. وأتمني لكما حياة سعيدة في هذا العمر الجميل.