تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس بتطبيق العقوبات الأمريكيةالجديدة علي إيران, لكنها أشارت إلي أن بعض حلفاء الولاياتالمتحدة مثل اليابان يواجهون أوضاعا إستثنائية في مساعيهم لتقليص وارداتهم البترولية من الجمهورية الإسلامية. وذلك في الوقت الذي يستعد فيه قادة إسرائيل لتكثيف الضغوط علي الولاياتالمتحدة لتبني سياسة أكثر تشددا تجاه إيران وذلك من خلال زيارات يقومون بها الاسبوع المقبل إلي واشنطن. وقالت كلينتون أمام لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي نحن نطبق العقوبات الجديدة علي إيران بشكل قوي, في إشارة إلي إجراءات لحظر صادرات البترول الإيراني كوسيلة لوقف الطموحات النووية الإيرانية. ويذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع في31 ديسمبر الماضي قانونا يفرض عقوبات تستهدف قطاع البترول و البنك المركزي الإيرانيين, وذلك بمعاقبة البنوك والمؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي للجمهورية الإسلامية أو التي تجري تعاملات مالية لشراء البترول أو منتجات بترولية من إيران. وكررت كلينتون تقييمات لأجهزة المخابرات بأن إيران لم تقرر بعد السعي لإنتاج أسلحة نووية. لكنها أكدت أن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحة و مصرة علي منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقالت كلينتون إن مسئولين امريكيين أجروا مشاورات صريحة للغاية مع نظرائهم في عدد من العواصم بشأن الحاجة إلي تقليص الواردات من إيران وخفض التعاملات مع البنك المركزي الإيراني. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تدرك أن بعض الدول لا تستطيع وقف واردات البترول الإيرانية وإنها تعمل بجد لتزويدها بإمدادات بديلة. وأضافت أنه لا تزال هناك تحديات بشأن الإمدادات البديلة و لكن اجمالا فان الجهود الأمريكية بشأن تنفيذ العقوبات تؤتي أثرها فيما يبدو, علي حد تعبيرها. ومن جانبه, صرح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ملتزمتان بمنع إيران من الحصول علي سلاح نووي, مشيرا إلي أنه قد تم تطبيق عقوبات قاسية علي النظام الإيراني لتحقيق هذا الهدف.وأكد كارني أن جميع الخيارات مطروحة للتعامل مع الملف النووي الإيراني. وفي غضون ذلك, نقلت صحيفة هاآرتسالإسرائيلية عن أنتوني بلينكن مستشار الأمن القومي الأمريكي قوله أن السياسة الأمريكية في التعامل مع إيران تهدف إلي كسب مزيد من الوقت, مؤكدا في الوقت نفسه أن إسرائيل حرة في اتخاذ قرارها بشأن إيران وأن واشنطن لن تملي علي تل أبيب ما تفعله عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي. وفي الإطار ذاته, توقع مسئولون أمريكيون بأن إيران سترد بقوة علي اي هجوم من خلال إطلاق صواريخ علي إسرائيل وتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف عناصر مدنية وعسكرية في الولاياتالمتحدة, وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وفي المقابل, أكد أريه هيرزوج رئيس إدارة الدفاع الصاروخي بوزارة الدفاع الإسرائيلية في حوار مع صحيفة جيروزليم بوستالإسرائيلية أن منظمومة حيتس الصاروخية الإسرائيلية قادرة علي اعتراض الصواريخ الإيرانية طويلة المدي أمثال صاروخي شهاب وسجيل. وعلي صعيد متصل, كشفت مصادر إسرائيلية أمس عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتيانياهو سيطلب من الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال زيارته المرتقبة للولايات المتحدة في5 مارس الحالي, أن يعلن صراحة دعمه لضرب إيران. ونقل راديو صوت إسرائيل عن المصادر قولها إن نيتانياهو يريد من أوباما تصريحات أكثر وضوحا وليس مجرد التأكيد الغامض بأن جميع الخيارات مطروحة علي الطاولة, وتحديدا أن يعلن أوباما بصراحة أن بلاده تستعد لعملية عسكرية في حال تخطت إيران خطوطا حمراء معينة. وأضافت أن ثمة مناخا من عدم الثقة بين واشنطن وتل أبيب حول التعامل مع إيران, ففي الوقت الذي يعتقد فيه نيتانياهو أن إدارة أوباما تسعي لحشد الرأي العام الإسرائيلي ضد ضرب إيران, تتشكك الإدارة الأمريكية في أن نتانياهو يسعي لاستغلال أعضاء الكونجرس وبعض المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية للضغط علي أوباما لدعم الهجوم. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي عن أنه لم ينصح إسرائيل عن أثناء زيارته لها في يناير الماضي بعدم شن هجوم علي إيران بسبب برنامجها النووي. وفي سياق متصل,توجه فيه أمس الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الي الولاياتالمتحدة لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي باراك أوباما والقاء كلمة لدي افتتاح مؤتمر لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية( إيباك),حيث يناقش الرئيسان عدة قضايا أهمها الملف النووي الإيراني. ومن ناحية أخري, ذكر تقرير أعده مركز بيجن- السادات للدراسات الإسراتيجية الإسرائيلية أن الوضع الأمني لإسرائيل هو الأسوأ منذ نهاية الحرب الباردة وذلك بسبب الثورات العربية وإيران. ووصي التقرير الذي حمل عنوان الثورات العربية عام2011 والأمن القومي الإسرائيلي إسرائيل بأن تزيد من نفقاتها العسكرية وأن تعزز من علاقاتها الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة لمواجهة التدهور الأمني في المنطقة والذي رأي التقرير أن إسرائيل لن تستطيع مواجهته إلا بهاتين الخطوتين نظرا لقلة نفوذها وسيطرتها علي التطورات في الشرق الأوسط. وفي طهران, حذر وزير الدفاع الإيراني أحمدي وحيد أمس من وصفهم بالأعداء من أن إيران لم تكشف بعد عن كامل قدراتها الدفاعية, وأنها تخفي العديد من القدرات العسكرية السرية لتستخدمها في يوم ممطر بالأسلحة إذا تم الاعتداء عليها. .ومن جانبه أكد مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر صالحي أن طهران لا تستبعد أن تسمح لمفتش الوكالة بزيارة منشآتها النووية العسكرية بما فيها منشأة بارشين ولكن بشرط أن يكون هناك اتفاق مكتوب بين طهران و الوكالة علي المواقع التي ستتم زيارتها.