«لا أنام»

يعتبر النوم جزءا ضروريا من صحتنا وحياتنا اليومية، ولذلك فإن اضطراب النوم، أو عدم القدرة على الاستغراق فى النوم الفترة المسموح لنا بها يوميا يسبب لنا قلقا شديداً وشعوراً بعدم الارتياح، خاصة للنساء اللاتى لديهن التزامات ومسئوليات تفرض عليهن الاستيقاظ مبكرا وفى وقت محدد.
ويؤكد العلماء المتخصصون فى دراسة اضطرابات النوم أن هناك فروقا فسيولوجية وهرمونية بين الرجل والمرأة لها تأثيرات على النوم واضطراباته، وبالرغم من أنها لاتوجد بين الجنسين فى الصغر الا أنها موجودة بوضوح بين الجنسين فى الكبر، كذلك فان طبيعة عمل ومسئوليات كل من الرجل والمرأة قد تؤثر على عدد ساعات النوم، فالمرأة بطبيعة الحال من أقل فئات المجتمع فى عدد ساعات النوم، حيث يصل معدل عدد ساعات نومها إلى أقل من 7 ساعات يوميا مابين أعمار 30- 60 سنة ، ويعود ذلك إلى التغيرات الفيسيولوجية التى قد تؤثر فى جودة نومها كالدورة الشهرية، وقد يكون الحمل وسن انقطاع الطمث أحد هذه الأسباب عندما تقع المرأة تحت عبء مستوى تغير الهرمونات الذى يؤثر بالتالى على جودة النوم، كما أن المرأة التى تقوم بآداء أدوار مميزًة فى رعاية شئون الأسرة وتربية الأطفال وفى بعض الأحيان العمل خارج البيت يؤثر بصورة مباشرة على نومها، ونقص النوم خلال الليل ينعكس سلباً على نومها خلال النهار، وعندما تتفهم المرأة أسباب قلة نومها فإن ذلك سيساعدها فى الحصول على نوم أفضل.
أهم الأسباب
هناك العديد من الأخطاء الشائعة التى تسبب أرقا للمرأة وفى عدم حصولها على النوم الكافى وقد حددها العلماء فى عدة نقاط أهمها:
مشاهدة التليفزيون قبل النوم: فالضوء الخافت الصادر من شاشة التليفزيون أو جهاز الكمبيوتر يخدع الدماغ بأن موعد النوم لم يحن بعد، لذلك تعانى من عدم النوم بعد ساعات من التعرض لهذه الأشعة لهذا عليها التخلص من هذه العادة سريعا.
تفقد الوقت: استيقاظها خلال الليل وتعرضها للتوترلمعرفة كم من الليل مضى وكم تبقى كى تستيقظ.. لتبدأ واجبات النهار؟ ولتنعم بنوم هادىء عليها أن تبعد الساعة عن سريرها وتضبط المنبه وتنتظر حتى تستيقظ فى موعدها مرتاحة فى الصباح.
التحدث فى التليفون: أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن التحدث فى التليفون طويلاً قبل موعد النوم يقلل نسبة النوم العميق خلال مراحل النوم المتعددة، وهى أهم مراحل السبات فعلى المرأة ألاترد على الهاتف قبل ساعة من ذهابها للنوم.
ترك الأضواء: فالأضواء الصادرة عن الهواتف المحمولة والساعات المضيئة والأنوار الخافتة تقلل من معدلات إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن السبات العميق، لذلك فعليها إبعاد الأضواء عنها تماما.
تناول الكافايين: سواءً الشاى أو القهوة أو حتى المشروبات الغازية، إذ ينصح الأطباء بالإمتناع عن المشروبات المنبهة قبل 8 ساعات من النوم نظراً لبقاء مادة الكافايين لمدة طويلة فى الجسم.
التدخين: وقد تبين أن معدل النشاط الدماغى عند المدخنين أثناء النوم أعلى بكثير من غير المدخنين، مما يجعل مزاجهم سيئاً عند الصباح، لذا إذا كنت من المدخنات امتنعى عن تدخين سيجارتك قبل 4 ساعات على الأقل من وضع رأسك على وسادتك. ملابس النوم الضيقة: تؤثر سلباً على إفراز هرمون الميلاتونين، ومن ثم فى عمق النوم، كما أنها تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، وهو عكس المطلوب تماماً فعلى المرأة ارتداء الملابس المريحة الفضفاضة.
النوم على منطقة البطن : مضر ومزعج ويسبب القلق واضطراب النوم، ومن الأفضل النوم على الجانب الأيمن.
.. تلك بعض من العادات السيئة التى قد نقوم بها كل يوم دون العلم بمدى أضرارها، لو تجنبناها واستبدلناها بأوضاع النوم الصحية فسنحافظ دائماً على تألقنا ونشاطنا، وننعم بنوم هانئ وصحى على الدوام.