كشف الحادث المفجع لأتوبيس طلاب محافظة البحيرة الذى وقع خلال الأسبوع الماضى النقاب عن واقع أكثر إيلاما بالنسبة لعدد كبير من المناطق و القرى المحرومة من الخدمات التعليمية فى المحافظات تكشف عنها الأهرام النقاب و تضع دور الأبنية التعليمية فى الميزان، وتكشف عن المعوقات التى تواجهها للوقوف على جوانب الأزمة .. ففى محافظة الشرقية ووفقا لتقرير الهيئة العامة للأبنية التعليمية قبل أشهر تحتل الشرقية المركز السابع من حيث أعداد القرى والمناطق المحرومة من خدمات ومدارس التعليم الأساسى بواقع 108 قرى وتابع بلا مدارس، مما يجعلنا أمام مسئولية حقيقة حيال هذه الأجيال قبل أن تسقط سهوا من قيد المتعلمين وخريطة التعليم فى مصر. ففى مركز الحسينية محمد أبو عمر من قرية طاروط التابعه لمنشآة أبوعمر أن أهالى قريته امتنعوا عن ارسال أبنائهم للمدارس حيث تبعد أقرب مدرسة 10 كيلو مترات. وفى قرية جميمة مركز الحسينية شكا الأهالى من عدم وجود مدرسة للتعليم الابتدائى منذ أكثر من 14 عاما بعد سقوط المدرسة القديمة فى حين أن أقرب مدرسة تبعد عنهم نحو 5 كيلو مترات وفى بلبيس قال عاطف السيد نظرا لأن التلاميذ يتكدسون داخل الفصل الواحد الذى تصل فيه أعداد الطلاب لأكثر من 80 تلميذا لكونها المدرسة الوحيدة التى تخدم عدة توابع فقد توقف ابنائى عن الذهاب للمدرسة و اكتفيت بتعليمهم داخل أحد الفصول التى ترعاها جمعية خيرية داخل القرية بينما أكد أحد المواطنين من عزبة 15 مايو التابعه لمركز أولاد صقر أن التعليم بقريته لا وجود له رغم وجود مدرسة بالقرية لكنها كأن لم تكن، فالمدرسون لا يذهبون إليها طوال الاسبوع ولا يراهم أحد إلا يوم صرف المرتبات لذا يضطر لتشغيل أبنائه معه لتوفير نفقات الدروس الخصوصية. ويعلل رئيس هيئة الأبنية وجود بعض المناطق المحرومة من مدارس التعليم الأساسى بندرة الأراضى وعدم توافر المساحات اللازمة لبناء المدارس. من جانبه أكد هشام السنجرى وكيل وزارة التربية والتعليم بالشرقية أنه جار عمل مسح شامل لجميع القرى وحصر المناطق المحرومة ووضع أولويات لبناء المدارس خلال الفترة المقبلة. و فى أسيوط: يعانى تلاميذ عدة قرى بأسيوط من عدم وجود مدارس بقراهم أما بالنسبة لمدارس التعليم الثانوى بأنواعه فمعظم قرى أسيوط تفتقر إليها ناهيك عن أن تنقل التلاميذ بين القرى يكون بعربات الربع نقل غير الآدمية. يقول حمادة أبو ليلة "مدرس" تعانى قرى كروت وعزبة الشيخ حسن والشيخ سويفى من عدم وجود أى مدارس بها وكذلك قرية الشيخ مساعد وبها مدرسة ابتدائى فقط ويضطر أبناؤها للذهاب للقرى المجاورة وكذلك قرية الشيخ عون الله لا توجد بها مدارس إعدادى وكل من قريتى بوق وبنى زيد يوجد بهما مدرسة واحدة ضاقت بتلاميذها، وفى بنى يحيى شرق يواجه تلاميذها الموت فى أثناء عبورهم للناحية الغربية عن طريق المعدية حيث لايوجد بالقرية سوى مدرسة ابتدائية صغيرة متهالكة نظرا لقدمها ووقوعها بجوار السكة الحديد، كما أن قرية عرامية الديوان لا يوجد بها إعدادى حتى الآن. أسيوط خوف وتسرب ويضيف عبدالنبى فرحان "أمين الفلاحين بتنمية أسيوط" أن أبناء الفلاحين يعانون الأمرين فمثلا عزبة أبو اسحاق يوجد بها مدرسة مشتركة ابتدائى وإعدادى وهى صغيرة جدا ولا تستوعب أعداد التلاميذ وهو ما نتج عنه تسرب أبناء الفلاحين الذين لا يقدرون على إلحاق أبنائهم بقرى مجاورة، ويشاركه الرأى وحيد فارس "مدرس" قائلا إن عزبة تل براس وتعدادها يفوق ال 4 آلاف نسمة لك أن تتخيل المعاناة التى يعيشها أطفال لاتزيد سنهم على 6 سنوات فى الذهاب إلى مدرسة قرية بنى قرة والتى تبعد عنهم بنحو 1٫5كيلو متر أو إلى مدينة القوصية والتى تبعد عنهم بنحو 4 كيلو مترات فى وقت لا توجد فيه وسيلة مواصلات مباشرة من وإلى العزبة مما دفع كثيرا من أولياء الأمور إلى تسريب أولادهم من التعليم خوفا عليهم ولايزال طلاب مدارس مثل عرب الجهمة الإعدادية بنات والتى كانت ملحقا للابتدائية الجديدة وعرب الجهمة الابتدائية يعانون الأمرين من ضيق المدرسة بحسب كلام حمادة الجهمى "موظف" الذى أكد أنه توجد قطعة أرض بقرية عرب الجهمة أملاك دولة تم تخصيصها لبناء مدرسة تعليم أساسى من 2008. ويوجه خالد فياض "موظف" من قرية التناغة الشرقية صرخة قائلا إن المدرسة الوحيدة الموجودة بالقرية والتى تخدم قريتى التناغة ونزلة باخوم لا تصلح للعملية التعليمية على الإطلاق فهى علب سردين وليست فصول تعليم، فى الوقت الذى توجد فيه قطعة أرض أملاك دولة تقدر بنحو فدانين و12 قيراطا تم نزع ملكيتها منذ عام 1980 مما يتطلب سرعة بناء المدرسة البديلة عليها وأضاف فياض أنه لا توجد مدرسة إعدادى بالقرية فيتم إرسال بناتنا إلى قرية النواميس المجاورة والتى تبعد بنحو 2 كيلو عن القرية وأشار عقيل إسماعيل عقيل رئيس حركة تنمية أسيوط إلى أنه تم رصد عدد من القرى مثل عزبتى مساعد وعمارة بقاو البدارى وتبعد أقرب مدرسة بنحو 6- 8 كيلو مترات مربعة، وهو ما يضطرهم لعبور الطريق السريع أسيوطسوهاج الزراعى ووقوع حوادث بين الأطفال و قرية نزلة عطية الملقبة بالترعة العمياء لايوجد بها مدارس من أى نوع وأقرب مدرسة على بعد 5-6 كيلو ويسلك الطلاب إليها طريقا صعبا جدا لأنه غير ممهد ويمر بين الزراعات وكذلك قرية الشيخ على التابعة للوحدة المحلية بالعقال البحرى لا يوجد بها مدارس رغم أن عدد سكانها يزيد على خمسة آلاف نسمة. من جانبه أوضح عبدالفتاح أبو شامة وكيل مديرية التربية والتعليم بأسيوط أن هناك مشكلات متراكمة فأسيوط بها نحو 159 مدرسة مؤجرة وهذه المدارس متهالكة وتحتاج لبديل فى الوقت الذى لاتوجد فيها أملاك دولة خصوصا داخل المدن وهو ما جعل كثافة الفصول فى بعض المدارس تتراوح من 60/50 طالبا لأن المدارس الموجودة غير كافية ونبحث الآن عن بدائل سواء أملاك دولة أوبالتبرع من الأهالى.