احتدمت المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والمتظاهرين الفلسطينيين أمس، الذين خرجوا فى جميع أنحاء الأراضى الفلسطينية المحتلة، احتجاجا على جريمة اغتيال الشاب خير الدين حمدان يوم الجمعة الماضى، واعتقلت قوات الاحتلال عشرات المتظاهرين. يأتى ذلك فى وقت، ذكرت فيه إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس تفاصيل خطة لشق عشرات الطرق الاستيطانية بالضفة الغربيةالمحتلة وعلى طول 300 كيلومتر. ووصفت الإذاعة الخطة ب «خطة الدرج» والتى تم بلورتها على مدى عقدين من الزمان، وتحتوى على 44 خطة لشق طرق لم تنفذها إسرائيل حتى الآن، ومن بينها 24 خطة تمت المصادقة عليها، فى حين لا يزال 20 شارعا آخر قيد الدراسة ولم يصادق على شقها. وقالت مصادر فلسطينية أمس إن قوات الاحتلال اعتقلت خلال مواجهات الليلة قبل الماضية 32 شابا فلسطينيا على الأقل، فيما أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلى، فى بيان لها، أنها اعتقلت 30 متظاهرا بدعوى الاشتباه بهم بالضلوع فى أعمال شغب، عقب تجدد المواجهات الليلة قبل الماضية فى قرية «كفر كنا» التى تشهد تصاعدا فى التظاهرات منذ استشهاد ابنها حمدان، حيث ألقى المتظاهرون الحجارة على عناصر الشرطة التى وُجدت بشكل مكثف وحاولت تفريقهم بخراطيم المياه وقنابل الغاز والقنابل الصوتية. وتواصلت الاشتباكات والاعتقالات فى مدينة أم الفحم، و قرية الفريديس، ومدينة الطيبة. واعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية أمس أربعة شباب من أنحاء مختلفة من مدينة القدسالمحتلة واقتادتهم إلى مراكز اعتقال. وفى مدينة «شفا عمرو»، تظاهر المئات من الفلسطينيين وسط المدينة، فيما أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريقهم. وتظاهر المئات فى كل من "عكا" و"حيفا" و"كفر مندا" و"رهط" احتجاجا وتنديدا بجريمة اغتيال الشاب حمدان، وفى هذه الأثناء، أحبط سكان حى بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى الليلة قبل الماضية محاولة لمجموعة من المستوطنين اليهود للاستيلاء على منزل يعود لعائلة فلسطينية. وفى غزة، أصيب صيادان فلسطينيان جراء إطلاق الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة وقذائفها بشكل مكثف صباح أمس تجاه قوارب الصيادين قبالة سواحل رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية أن زوارق الاحتلال أطلقت نيران رشاشاتها وقذائفها بشكل مكثف صوب قوارب الصيد قبالة سواحل مدينة رفح، مما أدى إلى اشتعال النيران فى قاربى صيد فى عرض البحر وتدميرهما بشكل كامل. وعلى صعيد آخر، ندد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس بإقرار لجنة وزارية إسرائيلية مشروع قانون لتطبيق القوانين الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية. وقال عريقات، فى بيان صحفى، إن "الرد الفلسطينى على قرار الحكومة الإسرائيلية يجب أن يكون أمام محكمة الجنايات الدولية". واعتبر أن "ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من ممارسات فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك واستمرار الاستيطان والاستيلاء على المنازل وتهجير السكان وفرض الحقائق على الأرض وخاصة فى القدسالشرقيةالمحتلة واستمرار حصار قطاع غزة يجب الرد عليه أمام محكمة الجنايات الدولية". وفى سياق آخر، اعتبرت حركة "فتح" أن التبريرات التى ساقتها حركة حماس بإلغاء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات فى ساحة الكتيبة بمدينة غزة تهرب من المسئولية تحت حجج وذرائع واهية ومرفوضة. ومن جهته، كشف القيادى فى حركة حماس بالضفة الغربية ناصر الشاعر عن لقاءات واتصالات فلسطينية على أعلى المستويات لتطويق تداعيات أزمة تفجيرات قطاع غزة التى حدثت قبيل الاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات .