فى مقال سابق ، غداة تشكيل حكومة محلب طالبت بدور تنفيذى أو إستشارى للسيدة السفيرة الوزيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى السابقة، والتى أثبتت وطنيتها المخلصة بكشف الدور الخفى الذى لعبه التمويل الأجنبى لبعض منظمات العمل المدنى فى تلك الفوضى "غير الخلاقة" التى صاحبت ثورة 25 يناير وحولت مسارها بين ليلة وضحاها. وأذكر الهجوم الشرس الذى تعرضت له الوزيرة ، وكيف واجهت "بمفردها" وبمعزل عن أى حماية ، سطوة الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية التى كان لها رعايا من بين من تمت مسائلتهم قضائيا فى هذا الخصوص. واليوم ، مع تعيين فايزة أبو النجا مستشارا لرئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى أجد أن هذا المنصب "تكليف" إلى جانب كونه "تكريم"، فهذه السيدة، قادرة على القيام بأعباء هذه المهمة خاصة وأن لها علاقات بمختلف دول العالم، وسبق لها التوسط لحل العديد من المشكلات التى واجهت المنتجين المصريين فى عدد من الدول فى الوقت الذى عجزت فيه دوائر أخرى فى الدولة عن رعاية مصالح مصر بها، كل هذا يؤهلها لمثل هذا المنصب الذى لن يكون إستشاريا فقط ، بل تفعيل لكل خبراتها الدولية التى تؤهلها لمثل ذلك دور.الأمن القومى المصرى يحتاج لأمثال فايزة أبو النجا ، فنحن نمر بأكبر تحدى واجه الدولة المصرية على إمتداد تاريخها وحضارتها، وأصبح قدرا مقدورا على جيلنا الذى عاصر النكسة، وانتصار أكتوبر، وعانى من كل الضغوط الإقتصادية من أزمة إسكان وغذاء ومواصلات، وعاصر التحول الإقتصادى الكبير الذى حدث فى مصر مطلع التسعينات، وصولا لثورتى يناير ويونيو، كل هذا التاريخ الذى عشناه وحفر وجداننا ، تضعنا أقدارنا اليوم أمام تحدى أخر، وهو تحدى حماية هذا الوطن من المؤمرات التى تحاك ضده، وكل ما نأمله هو التوفيق لكل إنسان قادرا على العطاء فى هذه الظروف بالغة الخطورة.