سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال استقباله رئيس مجموعة التحالف التقدمى للاشتراكيين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي ..السيسى: مصر حريصة على تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبى فى إطار الندية الكاملة
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، والتى يتعين ألا تُدار وفقاً للمشروطية، وأن تقوم على ندية كاملة ورغبة حقيقية فى إحلال السلام والاستقرار واحترام حقوق الإنسان، كما شدد على أهمية دعم العلاقات المصرية الأوروبية فى شتى المجالات، ومن بينها الشق البرلماني، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات بين البرلمان الأوروبى ومجلس النواب المصري، الذى تعد انتخاباته آخر استحقاقات خارطة المستقبل. جاءت تصريحات الرئيس ، خلال استقباله جيانى بيتالا رئيس مجموعة التحالف التقدمى للاشتراكيين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي، بمقر رئاسة الجمهورية أمس، وذلك بحضور وزير الخارجية سامح شكرى والسفير جيمس موران، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بمصر. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس شدد على التزام مصر وسعيها الدءوب لتأسيس دولة ديمقراطية حديثة ومتطورة، مشيراً إلى أهمية أن ينظر الاتحاد الأوروبى إلى مصر نظرة موضوعية. كما أشار الرئيس إلى أن ما يتم اللجوء إليه من بعض الإجراءات لحماية الأمن القومى تعد مؤقتة وتفرضها ضرورة التعاطى مع الموقف الأمنى الراهن وما تتعرض له مصر من أعمال إرهابية تنال من أبناء الشعب المصري، فضلاً عن أن الوعى الذى اكتسبه الشعب المصرى من تجاربه على مدى السنوات الثلاث الأخيرة جعله يصر على الحصول على حقوقه، وعلى تطبيق قيم الديمقراطية التى كانت جزءا جوهريا من مطالبه فى ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأضاف الرئيس أنه لا يمكن تقييم الأوضاع فى مصر بمعزل عن محيطها الإقليمي، وما يجرى فى دول المنطقة، مشيرا إلى أن سيناء كانت فى سبيلها لأن تكون بؤرة إرهابية، لولا أن أدرك الشعب المصرى حقيقة الأمور وثار فى الثلاثين من يونيو من أجل التغيير، ولو تُركت الأمور لما كانت عليه لأدت إلى تطورات سلبية كانت ستطال جميع دول المنطقة، وكان سيصعب السيطرة على الموقف. وعلى صعيد الدعم المقدم إلى مصر من أجل مكافحة الإرهاب، أوضح الرئيس السيسى أن مصر تتطلع إلى دعم أكبر وتعاون أوثق مع كل دول العالم المحبة للسلام وهى تخوض معركتها ضد الإرهاب، لا سيما أنها تشن مواجهة شاملة ومباشرة مع قوى التطرف، التى وإن اختلفت مسمياتها فإن بينها قاسما أيديولوجيا مشتركا، فضلا عن أن عدم التصدى بفعالية لهذه الجماعات المتطرفة من شأنه أن يسفر عن انفجار الأوضاع فى المنطقة بأسرها، وتزايد احتمالات تأثر أوروبا ذاتها بذلك. وأوضح السفير علاء يوسف أن المسئول الأوروبى نقل تعازى الاتحاد الأوروبى والبرلمان الأوروبى إلى مصر فى سقوط شهداء الحادث الإرهابى الذى وقع فى شمال سيناء، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون المصرى الأوروبي، خاصة فى ضوء الجهود الدءوبة التى تبذلها الحكومة المصرية على كل الاتجاهات، وفى مقدمتها استحقاقات خارطة المستقبل. كما أشاد بيتالا بالإنجازات التى تمت على الصعيد السياسي، وكذلك فى مجال الإصلاح الاقتصادي، معربا عن تطلع الاتحاد الأوروبى لأن تتواكب تلك الجهود مع تحقيق تقدم فى مجالات الحقوق والحريات، سواء كان ذلك على صعيد حرية الصحافة والأحكام الصادرة بحق الصحفيين، أو قانون التظاهر. وأكد المسئول الأوروبى الدور المصرى الرائد إقليميا، الذى نجح فى تحقيق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإقرار الهدنة، مطالبا باستمرار الجهود المصرية من أجل استئناف العملية السلمية وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، مشددا على محورية الجهود المصرية فى هذا الصدد. وفيما يتعلق بالشق الخاص بالتعاطى مع حرية الصحافة والإفراج عن الصحفيين المحتجزين، أوضح الرئيس أنه سبق أن أشار مرارا إلى أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع التجاوزات القانونية للصحفيين يكون بترحيلهم إلى خارج البلاد وليس بسجنهم، ولكن مادامت هذه القضايا منظورة أمام القضاء فلا يمكن التدخل فيها أو التعقيب على أحكام القضاء المصرى الذى يتمتع باستقلالية كاملة نص عليها الدستور المصري، فى ظل دولة المؤسسات التى يحرص على ترسيخها. وعلى صعيد تعديل قانون التظاهر، أوضح الرئيس أن هذا القانون مستمد من القوانين الغربية، مشيرا إلى ضرورة أن تطلع الدول الغربية على هذا القانون ولا تكتفى بالاستماع فقط إلى الرؤى الناقدة له، مؤكداً أن التظاهر حق لكل مواطن يريد أن يعبر عن رأيه بطريقة سلمية وفى إطار القانون، ولا يمكن أن تترك هذه الظاهرة لتتحول إلى أعمال عنف وتعطيل مسيرة الوطن وتخريب المنشآت العامة والاعتداء على الممتلكات. وأوضح المتحدث الرسمى أن المسئول الأوروبى وجه الشكر للرئيس على إيضاح الحقائق فيما يتعلق بالموضوعات محل النقاش، مشيرا إلى أنه أبدى تفهما للملاحظات التى تم إبداؤها بشأن قانون التظاهر، مؤكدا أن المظاهرات بوجه عام يتعين أن تتم فى إطار سلمي. كما أكد بيتالا أهمية دعم العلاقات الأوروبية مع مصر سياسيا واقتصاديا، مؤكداً أن مصر دولة ذات حضارة عريقة، فضلاً عن كونها دولة قوية وراعية للسلام. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة يمكن أن تشهد دعما وتفعيلًا للعلاقات المصرية الأوروبية، فى ضوء تولى وزيرة الخارجية الإيطالية منصب الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. وذكر أنه سيقوم بنقل الموقف إلى كل من رئيس البرلمان الأوروبى ورئيس المجلس الأوروبى للعمل على زيادة دعم مصر ومساندتها خلال المرحلة المقبلة. وأعرب المسئول الأوروبى عن دعم الاتحاد لمصر فى حربها ضد الإرهاب بكل أشكاله وضد كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة، بغض النظر عن مسمياتها، معربا عن اتفاقه مع الرؤية المصرية بضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة، وليس فقط تنظيمات بعينها، ومؤكدا حق مصر فى الدفاع عن أمنها القومي. وأكد «بيتالا» ، فى نهاية اللقاء، أهمية المؤتمر الاقتصادى الذى ستستضيفه مصر فى فبراير المقبل، مشددا على قيامه بالتوصية بالعمل على ضمان مشاركة أوروبية فاعلة فى المؤتمر.