العناد هو سلوك إنسانى، و جزء لا يتجزأ من التركيبه البشرية، ومن أوضح الفترات التى تتسم بالعناد فى حياة المرء هى فترة المراهقة، ويرى العلماء أن هذه الفترة رغم مافيها من سلبيات إذ يثور المراهق فيها على المجتمع و على العادات و التقاليد و القيود المفروضة عليه ولكنها فى مضمونها ثورة ايجابية لأنها من أهم المراحل التى يتم فيها تكوين شخصيته التى يبنى على أساسها مستقبله كفرد مؤثر فى المجتمع. لذلك فمن المهم احتواؤه و تقديم الدعم المناسب لكل مراهق ومراهقة يمر بهذه المرحلة الانتقالية لما سوف يترتب عليه من رسم سمات الشخصية. مراحل المراهقة يقول الدكتور محمد رجائى استشارى الطب النفسى إن المراهقة إسم مشتق من الارهاق، أى إرهاق للمراهقين و إرهاق لذويهم من الآباء والأمهات، ويمكن تقسيم سن المراهقة الى ثلاث مراحل: وتبدأ لدى الفتيات من المرحله الأولى من 9 سنوات حتى 15سنة، و الثانية من 15 الى 18، و المرحله الثالثة من 18 الى 21 سنه، و بالنسبة للذكور المرحلة الاولى تبدأ فى مرحلة أكثر تأخرا من 12 الى 15 سنه و الثانية من 15 الى 18، و الثالثة تبدأ من 18 الى 21 عاما، ويمر الجنسان خلال فترة المراهقة بثلاثة مراحل يحدث خلالها تغيرات بيلوجيه أى جسمانيه، يصاحبها تغيرات فسيولوجية و نفسية و إجتماعية و عاطفية و تغيرات تحدث فى الشخصية والجدير بالملاحظة أن ليس هناك فرق بين الجنسين فى هذه التغيرات. وهذه مرحلة يبدأ لدى المراهق تطور فى ملامح شخصية والذى يتأرجح ما بين قمة الايجابية و المثالية العليا، والفوضى و الاستهتار و العناد، و هنا يبدأ الصدام مع الآباء لعدم ادراكهم بالتغيرات والتطورات المفاجئة التى حدثت خلال الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، فمازال الآباء ينظرون إلى الأبناء المراهقين على أنهم أطفال ينبغى توجيههم، وهنا تكون الطامة الكبرى، حيث يظهر الابناء بعض السلوكيات السلبية كرد فعل لأوامر أو تعنت بعض الآباء فيكون بالعناد و المراوغة و الكذب و غيرها من السلوكيات من عدم التواصل الإيجابى الفعال مع الوالدين نتيجه عدم احتوائهم و تقديرهم خلال فترات نموهم الفكرى والسلوكى والاجتماعى. الحوار مع المراهقين ينصح د. رجائى الأسرة والآباء والأمهات والمدرسين فى المدرسه بأهميه الحوار مع الابناء المراهقين مع اعطائهم أكبر مساحه من الحرية والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم، وعدم توبيخه أمام الآخرين أو حتى بعيدا عنهم، والامتناع نهائيا عن اعطائهم النصائح والإرشادات المبالغ فيها، خاصة أمام الآخرين حتى لا تأتى بنتائج عكسية ويفقدون ثقتهم بأنفسهم، وعلى نحو أفضل يمكن مشاركتهم فى الألعاب المنزليه كالكوتشينة والشطرنج، وغيرها من الألعاب، كما أن دعوة الأبناء للتنزه خارج المنزل من أفضل الأفكار لمصادقة المراهقين، والتعرف على اصدقائهم و الترحاب بهم و حسن استضافتهم واحترام خصوصيتهم بعدم التدخل فى كل شئونهم، والعمل على تحديد أوقات للجلوس معهم ومشاركتهم وجبات الطعام الثلاث، ومشاركتهم فى المناسبات الاجتماعية ومساعدتهم على تحمل المسئولية وكل ما يخص الأسرة سواء بالداخل او الخارج، مثلااحكى له عن ماذا فعلت فى عملك ومشاركتهم فى الرأى فى كل ما يتعلق باحتياجات المنزل وتدبير النفقات المنزلية، وبذلك يمكن احتوائهم والبعد عن الصدام و تدعيم التواصل الإيجابى بين الآباء والمراهقين.