تفاءلت بشدة فور صدور بيان مشترك بين الإعلام الرسمي ممثلا في اتحاد الإذاعة والتليفزيون والإعلام الخاص ممثلا في غرفة صناعة الإعلام المرئي فقد بادر عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمشرف علي وزارة الإعلام بإقتراح لتوحد كل وسائل الإعلام المصري في مواجهة الإرهاب الخسيس ولاقي ترحيبا سريعا من رئيس غرفة الإعلام المهندس محمد الأمين حتي أن الفضائية المصرية كان لها السبق في التعريف بالمبادرة من خلال شاشتها التي نقلت أول مداخلتين لرئيس الإتحاد ورئيس غرفة الإعلام ليعلنا عن تلك المبادرة وفي اليوم التالي مباشرة تم عقد إجتماع سريع ضم ممثلين عن القنوات الفضائية والإتحاد. كل ذلك يدعو إلي التفاؤل بشأن حال الإعلام المصري في الفترة المقبلة حيث أدرك الإعلام الرسمي والخاص أنه آن الأوان للوقوف صفا واحدا وراء الدولة وقواتنا المسلحة ورجال الشرطة في كل الإجراءات الحاسمة لحفظ أمن مصر وشعبها في الحرب ضد الإرهاب، وإن كنت أسجل الآن تفاؤلي بتلك الخطوة بل ووجوب التحية للأمير والأمين إلا أنني أطالب بتنفيذ خطوات سريعة ومؤثرة نلحظ منها تغييرا لصالح الإعلام والمواطن والمجتمع المصري، خاصة بعد حالة التخبط والعشوائية التي شهدتها مجموعة من القنوات الفضائية خلال الأسبوع الماضي وحتي الآن وبعد الإتفاق والتعهد علي مراعاة المسئولية الوطنية.. فقد لاحظت حجما لا نهائيا من الجهل والإفتاءات في مناقشة الأوضاع في سيناء بعد الحادث الإرهابي الغشيم وتحليل عشوائي للوضع بل وإقتراحات وتكهنات من جانب ضيوف البرامج ومذيعيها، فكان كل من يعلم ومن لا يعلم يتحدث في هذا الشأن وفي أمور بالغة الحساسية وتتطلب أن يكون الضيوف المتحدثون علي دراية بحقائق مهمة حتي لا يثيروا الفتن والبلبلة في وقت تحتاج فيه بلدنا للهدوء والتكاتف والإتزان والنظر فقط لمصلحة الوطن. وفي نفس السياق لابد أن يعي كل إعلامي يجلس علي مقعد من مقاعد برامج التوك شو أن الحرية مسئولية ولا يمكن أن تكون مبررا لإثارة النزاعات أو تصفية الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة والترخص في القول والفعل آو إدعاء البطولة الزائفة ولكن لابد أن يعلي كل مذيع أو مذيعة ضميره المهني والوطني ويساهم في أن يكون إحدي عجلات القاطرة التي تتجه بالمجتمع نحو مصر المستقبل.. مصر الجديدة التي ننشدها جميعا خاصة بعد أن بدأنا نلحظ مؤشرات فعلية نحو الإستقرار الذي لابد ان يكون الإعلام شريكا في صناعته. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى