أنا هالة برعى من الإسكندرية، وأكتب إليك بناء على طلب صديقة عزيزة لكى أستشيرك فى أمر يخصها، فبعد رحلة كفاح امتدت نحو خمس وعشرين عاما، قرر زوجها صاحب المركز المرموق، والمكانة العائلية المعروفة، والشكل الوسيم جدا، أن يعيش حياته مع أخريات تحت كثير من المسميات والحجج، وهو مسلم متدين يؤدى الفروض الدينية على أتم وجه، وحج بيت الله الحرام واعتمر، لكنه ملّ وزهق من روتين الحياة، على حد زعمه، وقد وصل فى الغالب إلى الزواج العرفى وارتبط باحدى السيدات. لقد وقفت زوجته إلى جانبه منذ سنوات بعيدة، ودعمته معنويا، وماديا بكل ما تملكه من أموال وساعده أهلها من أجل المحافظة على الوجاهة الاجتماعية للأسرة، ولم تتصور يوما أن تصل الأمور بينهما إلى ما وصلت إليه من شعور قاس بالمهانة والذل، وقد طلبت الطلاق منه ومصرة عليه، فهل من حل يحفظ كيان هذه الأسرة، ويعيد إليها الاستقرار المفقود؟!. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لا حل لهذه المشكلة التى تتكرر فى بيوت كثيرة، سوى المصارحة والمكاشفة، فقد تكون هناك نقاط خلاف بينهما حول أمر ما، وقد لا تلبى له زوجته احتياجاته النفسية والجسدية، إذ يحدث أحيانا نوع من الفتور، وعدم التجاوب من جانب الزوجة من هذه الناحية، ولا يستطيع أن يصبر عليها، وبدلا من ارتكاب المعصية، فإنه يتزوج من أخرى تسد جوانب النقص التى طرأت على زوجته. ومثل هذه الأمور يجب علاجها بين الزوجين، ولا تتسرب تفاصيلها إلى الأصدقاء والصديقات، فتصبح مشاعا بين الناس يتناقلونها فيما بينهم ويزيدون الفجوات والجراح حتى يصعب تضميدها، وأحسب أن زوج صديقتك بما يملكه من ناصية الحكمة والالتزام الدينى، قادر على بحث هذا الأمر مع زوجته بشرط أن تلين له الجانب، وتقر له بحقه فى حياة مستقرة بعيدا عن الاغواءات التى يتعرض لها.. فالحل النهائى مرهون بدرجة تنازل كل منهما عن بعض شروطه، فإذا وجد نفسه فى حاجة لهذا الزواج، وعدل بين زوجته الحالية، ومن سوف يرتبط بها وفقا للتعاليم الدينية، وما شرعه الله سبحانه وتعالى، كان له ما أراد، ويصبح من حقها حينئذ بين أن تستمر معه فى عش الزوجية، أو أن تنفصل عنه إذا وقع عليها ضرر نفسى أو معنوى. ويبقى أن أقول له: اجعل الزواج من أخرى هو آخر الحلول بعد أن تستنفد كل السبل فى الوصول إلى حل يرضيك مع زوجتك التى قضت معك حتى الآن ربع قرن من الزمان، إذ لابد أن يكون هناك نوع من التضحية من أجل أن تسير عجلة الحياة، ثم من يدريك أن تلبى الزوجة الجديدة كل ما تريده مهما يطل العمر «فالحياة فى تغير مستمر» وأسأل الله لكما التوفيق والسداد ورأب ما تصدع من بنيان حياتكما بإذنه تعالى.