بداية أعتذر لقرائي الأعزاء من الرجال لأنني كنت قد وعدتهم بأنني سأتناول معهم موضوعا في غاية الحساسية استنادا للمقال السابق (أبو عين زايغة).. لكن ما تمر به مصرنا من محن وشدائد يحول بين نفسي وذلك، ولا يمنحني التفكير في أي شيء آخر "مليش نفس".. وأعتقد أننا جميعا (محبي مصر) نشعر بمرارة النفس وقلبنا يعتصر على جنودنا الشهداء الأبرار الذين زهقت أرواحهم فداءا لتراب هذا الوطن الغالي.. أدعوكم قبل قراءة أي كلمة في هذا الموضوع أن تقرأوا الفاتحة أو ما تيسر من الإنجيل على أرواح هؤلاء الجنود والأبرياء الذين نحتسبهم عند الله شهداء. نتحدث كثيرا عن أمن هذا الوطن وعن المؤامرات التي تحاك ضدنا من الخارج، نعم لا أحد يشكك في ذلك، وكلنا نعرف ذلك جيدا، لكن ماذا نحن فاعلون؟ لا يوجد بلد في العالم يدار بالعواطف، فما الذي يحدث؟ لابد من الحزم والحسم والتعامل مع كل الأعداء والخونة بكل قوة، حتى إذا لزم الأمر فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة عامين حتى تستقر الأوضاع، إنما نعيش حالات من عدم الأمن والانفلات وسفك الدماء الذي نحن فيه، أمر غير مقبول.. والأهم لمصلحة من؟ إذا كان هناك خونة يتآمرون على مصلحة مصر، فلا عزاء لهم، ولا دية لهم ولا تعاطف معهم مطلقا وللجحيم بإذن الله! من اليوم لا مظاهرات ولا شعارات رابعة أو غيره ولا أي جماعات، المهم التوحد من أجل الوقوف والتصدي لمصلحة تراب وطننا الغالي، كفانا شعارات وأفكار مستوردة من هنا وهناك وخراب للعقول، البلد ستذهب منا إن لم نستيقظ ونقف على قلب رجل واحد، ولسنا أقل من الجنود الذين ضحوا بأرواحهم فداءا لهذا الوطن! نحن نعيش معركة حامية الوطيس، نارها أقوى من نار حرب العدو التي خضناها، فمعركتنا مع العدو الإسرائيلي كانت واضحة المعالم، وأطرافها كانت معروفة، أما ما نعيشه اليوم، فهي تقضي على الأخضر واليابس، حرب ضد الإنسانية، حرب مصلحتها تدمير هذا البلد والشعب بحيث لا يقوم من كبوته أبدا. هؤلاء الخونة والكلاب الذين يتآمرون على مصر، يعتقدون أنهم يراهنون على نفسية جنودنا، ظنا منهم بأنهم إذا أحدثوا بلاءا لزملائهم، سيتأثرون سلبا ويتراجعون عن الدفاع عن هذا الوطن.. ولهؤلاء الجبناء نقول أن هؤلاء الجنود الشرفاء أقسموا على الحفاظ على تراب مصر، والحفاظ على أمنه وسلامته وشعبه.. فهم خير أجناد الأرض وذكروا في القرآن الكريم! بالنسبة لسيناء، الأمر يحتاج تضافر الجهود ومساعدة الشيوخ والعواقل، فهم الأكثر دراية والأكثر معرفة بدروب وزوار يق سيناء، بل وهم الأقدر على مساعدة الجيش وإمداده بالمعلومات الكافية، فقط إن خلصت النوايا! من قلبي: لا يستطيع أحد أن يراهن على نفسية هؤلاء الجنود أو يضعها حتى محل رهان، لأن الجيش المصري خير أجناد الأرض، فهؤلاء حلفوا اليمين على حماية هذا الوطن، وفداءه من الأعداء، ووقت وساعة الجد، كلنا جنود هذا الوطن، كلنا جنودك يا مصر... إسلمي يا مصر... إسلمي يا مصر، إنني الفدا ذي يدي إن مدت الدنيا يدا أبدا لن تستكيني أبدا إنني أرجو مع اليوم غدا ومعي قلبي وعزمي للجهاد ولقلبي أنت بعد الدين دين لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادي إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي واسلمي في كل حين أنا مصري بناني من بنى هرم الدهر الذي أعيا الفنا وقفة الأهرام فيما بيننا لصلوف الدهر وقفتي أنا في دفاعي وجهادي للبلاد لا أميل لا أمل لا ألين لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادي إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي واسلمي في كل حين ويك يا من رام تقييد الفلك أي نجم في السما يخضع لك وطن الحر سمًا لا تمتلك والفتى الحر بأفقه ملك لا عدا يا أرض مصر بكى عاد أننا دون حماكي أجمعين لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادي إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي واسلمي في كل حين للعلا أبناء مصر للعلا وبمصر شرفوا المستقبل وفدًا لمصرنا الدنيا فلا نضع الأوطان إلا أولا جانبي الأيسر قلبه الفؤاد وبلادي هي لي قلبي اليمين لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادي إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي واسلمي في كل حين... حفظ الله مصرنا وأعاد لها أمنها وأمانها!!!!! النشيد الوطني لمملكة مصر في الفترة من 1923 إلى عام 1936، كلمات: مصطفى صادق الرافعي ولحن: صفر علي! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن