جاء إنتشار ، مرض الايبولا ليثير الكثير من علامات الإستفهام حول الأسباب الحقيقية التى تقف وراء إنفجاره فى غرب أفريقيا ثم زحفه نحو أوروبا والولاياتالمتحدة. ورويدا رويدا بدأت تنساب الشائعات المدعومة بمعلومات حول دور الولاياتالمتحدة وتجاربها البيولوجية السرية فى ظهور وعودة إنتشار المرض القاتل. وسرعان ما أعلن الروس عن دخولهم السباق للوصول إلى علاج للإيبولا قبل منافسهم الأمريكى. وقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية عدة شكوك اثيرت حول تمويل وزارة الدفاع الأمريكية لتجارب حية على إصابة البشر بالإيبولا قبل أسابع قليلة من إندلاع الإيبولا وتفشيها على نطاق واسع بكل من غينيا وسيراليون. ويقول سيريل برودريك الباحث والأستاذ فى علم الأمراض النباتية فى ليبيريا ان الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية مسئول عن تفشى إيبولا فى غرب إفريقيا. فقد أكد برودريك أن وزارة الدفاع الأمريكية مولت اختبارات وتجارب “إيبولا” على البشر، تلك التجارب التى بدأت قبل أسابيع من تفشى “إيبولا” فى غينيا وسيراليون. فهل هى مصادفة، كما أشار الدكتور برودريك فى صحيفة “الأوبزرفر” الليبيرية، أن تمتلك الحكومة الأمريكية معمل أبحاث يقع فى مدينة كينيما فى سيراليون مخصص لإجراء أبحاث فى مجال “الإرهاب البيولوجى للحمى الفيروسية”؟! وأكد برودريك أن كينيما بؤرة تفشى إيبولا فى غرب إفريقيا. وسرعان ما تعرض الدكتور برودريك للإنتقاد والتشكيك من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، وتحديدا صحيفة “واشنطن بوست” ولكن يبدوا أن “الشكوك ونظريات المؤامرة” لم تقتصر على برودريك بل إتسعت لتظهر فى روسيا. فبعد وقت قصير أشارت وسائل إعلام روسية “صحيفة برافدا” فى تعليق بدون توقيع أن فيروس الإيبولا الذى قضى على أرواح الألاف ويهدد أرواح الملايين يوجد علاج له بحوزة أمريكا. فقد تمت الإشارة إلى أن روسيا على علم بالتجارب التى كان يجريها البنتاجون وزارة الدفاع الأمريكية على الإيبولا منذ 30 سنة كما أنها على علم بحدوث تطور فى إنتاج مصل مضاد للإيبولا ولكن تمت الإشارة “بخبث إلى أن المصل فى يد الحكومة الأمريكية وأنها تخفيه عن العالم لأن “الإيبولا” سلاح بيولوجى يمكن الإعتماد عليه!! فالإيبولا سريعة الإنتشار وتحقق نسب وفيات تقترب من 100٪ وبالتالى فمن يملك المصل المعالج للإيبولا يمكنه أن يملى شروطه كيفما يريد. كما يمكن أن يكون سبب إخفاء المصل , الرغبة فى تحقيق مكاسب تجارية ودعائية مثلما حدث فى حالة أنفلونزا الطيور. وأشارت الصحف الروسية لما قاله لويس فراخان أو فراقان محمد زعيم التنظيم السياسى والدينى الأمريكى "أمة الإسلام" حيث أكد أن فيروس إيبولا من صنع الحكومة الفيدرالية الأمريكية!! الروس أكدوا صحة بعضا مما قاله فراخان مؤكدين أن الإيبولا ظهر بعد وقت قصير من ظهور معمل أبحاث تابع لوزارة الدفاع الأمريكية فى مدينة كينيما فى سيراليون عام 1976. ولكن الصحيفة أكدت تشكك العلماء الروس فى نجاح علماء أمريكا فى التوصل إلى علاج فعال ل “الإيبولا”حتى الآن. فقد روى علماء روس منذ العهد السوفيتى كيف كانوا يعملون فى غابات أفريقيا فى عام 1982 بالتعاون مع غينيا للبحث عن أصول “الإيبولا” فى محاولة لتحقيق السبق على الغرب بالتوصل لعلاج له. وأكد العلماء الروس حاليا أن موقع تفجر الإيبولا بغرب أفريقيا فى الوقت الحاضر يمثل إمتداد لإنتشار المرض إنطلاقا من ذات المنطقة فى الثمانينيات. وأكد الروس أن العينات التى جمعها العلماء السوفيت فى الثمانينيات مازالت تصلح لتطوير مصل يمكنه أن يعالج المرض. ولم يخف الروس تواجد علمائهم فى غينيا حاليا للبحث عن العلاج الذى يقال أنه إجتاز 5 تجارب ناجحة. وقد أعلنت موسكو نبأ توصل علماء الفيروسات فى مدينتى نوفوسيبيرسك وسيرجييف بوساد الروسيتين مصلا ضد حمى إيبولا. وقال الاكاديمى الروسى فاليرى تشيريشنيف إن اختبار المصل على الحيوانات قد إنتهى. ويتعين على العلماء الآن إجراء إختبارات على المرضى. وأوضح تشيريشنيف ان المصل قد أعد بنجاح. وتكمن المشكلة حاليا فى استخدامه فى اماكن انتشار المرض. ويتوقف ذلك على توقيع معاهدات دولية واتفاقيات علمية واقتصادية. وقال مصدر في معهد الفيروسات التابع لأكاديمية العلوم الروسية ان الاختبارات تمر بمرحلتين. وفى المرحلة الأولى يختبر المصل على متطوعين غير مصابين بالمرض للتأكد من مدى خطورته وتسببه فى توليد أجسام مضادة. أما المرحلة الثانية فتختبر فيها فاعلية المصل على عدد كبير من المرضى. وفى حال نجاح المرحلتين يتم استخدام المصل فى أماكن انتشار الحمى، الأمر الذى سيتطلب التنسيق مع الحكومات ومنظمة الصحة العالمية. وهكذا بدا من الواضح أن التقدم العلمى فى الدول الكبرى ينبع من الرغبة فى دعم البرامج العسكرية بوجه عام وبرامج السلاح غير التقليدى على وجه الخصوص. فقد بدأ السباق ولن ينتهى فلايمكن أن تسمح دولة كبرى بإنفراد دولة أخرى أو بأن تتفوق عليها علميا خاصة إذا تعلق الأمر بالإيبولا الذى أكدت أمريكا نفسها إمكانية إستخدامه كسلاح بيولوجى!