فى مثل هذه الأيام تحتفل مصر للعام الخامس على التوالى مع 88 دولة بالعالم، باليوم العالمى لغسل اليدين تحت شعار «نظفوا أيديكم لإنقاذ أرواحكم»، وقد أقرت منظمة الأممالمتحدة هذا الاحتفال منذ عام 2008 وتحتفل به أكثر من 88 دولة حول العالم. وهذا العام شارك فى الاحتفال أكثر من 15 ألف طالب مصرى والذى تضمن «إطلاق حملة قومية» ليكون غسل اليدين عادة مصرية يهتم بها كل فئات المجمع. د.عاطف دنيا أستاذ طب الأطفال بجامعة الأزهر وأمين صندوق الجمعية المصرية لطب الأطفال يؤكد أن ترسيخ ثقافة غسل اليدين بالماء والصابون مسئولية تقع على عاتق كل فرد مسئول عن طفل فى المجتمع، بداية من ولى الأمر والمدرسة ووسائل الإعلام وحتى الطفل نفسه، فثقافة غسل اليدين تساهم فى تقليل معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة التى قد تصيب الأطفال وتستمر معهم فترات طويلة من الحياة بل وقد تؤدى إلى الوفايات فى أعمار حديثة، ومن جهة أخرى يجب توعية الأطفال بأهم المواقف التى يجب عليهم فيها غسل الأيدى جيدا خاصة بعد استخدام الحمام، وقبل وبعد الأكل، وبعد اللعب، وقبل النوم. وأضاف د.عاطف أن إحدى الدراسات العلمية الحديثة اثبتت أن غسل اليدين بالماء والصابون يقى من كثير من الأمراض التى تسببها الميكروبات العالقة باليدين والمسئولة عن نقل كثير من الأمراض منها الإسهال والالتهاب الرئوى والأمراض المعدية الأخرى، فنحو 3٫5 مليون طفل تحت سن الخامسة يموتون كل عام بسبب ضعف ثقافة غسيل الأيدى، على الرغم من أن تلك الوسيلة تعتبر من أكثر الوسائل فاعلية والأقل تكلفة للوقاية من العديد من أمراض الجهاز التنفسى بجميع أنواعها، مثل الأنفلونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير والطيور إلى جانب أوبئة أخرى مثل الإسهال وأمراض الجلد والتهابات العين. خطر انتشار الجراثيم هذا بالإضافة إلى أن غسل أيديهم الصغيرة باستمرار يخلصهم من الجراثيم المنتشرة والتى لا يستطيعون رؤيتها إلا بواسطة المجهر والموجودة بالملايين على بشرتهم ولكن لايستطيعون مكافحتها وحينئذ يصابون الجسم بالأمراض، والذى لا يعرفه الكثيرون أن معظم الأمراض تنتقل عبر أيدى الإنسان، لذا فمن الضرورى الحفاظ على نظافة أيدينا للوقاية من الأمراض المعدية والحد من انتقال العدوى إلى الآخرين من حولنا، خاصة أن معظم الأشياء التى نلمسها تعلق بها الجراثيم مثل مقابض الأبواب ولوحات المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر والهواتف والموبايلات والأقلام الجافة والرصاص وكل الأماكن حولنا يمكنها تنقل الجراثيم منها إلى أيدينا، ومن الأشياء الأخرى التى قد تحوى على جراثيم الكتب والمجلات وألعاب الملاهى والبطاقات والألعاب.. ومن الصعب جدا ألا نلمس أشياء قد لمسها آخرون قبلنا، ولكن حين نغسل أيدينا بالماء والصابون أو نستخدم الجل المعقم أو رغوة اليدين يمكننا التخلص من تلك الجراثيم أو إبادتها نهائيا. ويوضح د.عاطف أن هناك طريقتين لغسل اليدين، الأولى: هى فرك اليدين مع بعضهما البعض بالماء الدافئ والصابون عند اتساخ الأيدى. أو عند الشعور بأنهما متسختان يجب غسلهما لأنها الطريقة الوحيدة لإبادة الجراثيم، أما الطريقة الثانية: فهى استخدام الجل المعقم أو رغوة اليدين لتنظيفهما، وتساعد هذه الطريقة على إبادة الجراثيم أو تعقيم اليدين حين لا تبدو اليدان متسختين ولا نشعر بأنهما متسختان.. وهذه الطريقة سهلة حين لا يتوافر لدينا الماء والصابون. غسلها ضرورى..بعد زيارة المستشفيات ويشدد د.عاطف على غسل الأيدى بعد مصافحة شخص مصاب بالأنفلونزا أو الزكام أو أى مرض معد آخر، كذلك يجب غسلها بعد العطاس أو السعال، كذلك بعد الذهاب الى المستشفيات أو العيادات الطبية زوارا أو مرضى لأن الجراثيم موجودة بها أكثر من أى مكان آخر. وقد احتفلت مصر باليوم العالمى لغسل اليدين فى الأربع سنوات الماضية لنشر الوعى بضرورة نظافتهما، حيث شارك فى هذا الاحتفال كل عام أكثر من 4000 طفل من مختلف دول العالم، إلى جانب العديد من مسئولى وزارة التربية والتعليم وهيئة التأمين الصحى وجمعيات المجتمع المدنى وكثير من النجوم الفنانين والمحبوبين ونجوم المجتمع ووسائل الإعلام المختلفة.