هل ازمة الامة العربية وحل مشكلاتها المتصاعدة والمتزايدة يعود الى عجز بيت العرب الجامعة العربية عن حلها نتيجة عجز بنود ميثاق الجامعة الذى وضعه الجدود المؤسسون السبعة فى أنشاص عام 1944 . والذى يعمل به الى الآن؟ ام ان غياب الارادة العربية الصادقة للتغيير والاصلاح هى السبب الاساسى لمقاومة ورفض دعوات التعديل التى رحلت من قمة عربية لأخرى تحت دعوى المزيد من الدراسة دون ذكر الاسباب الحقيقية لعدم تعديل واصلاح ميثاق بيت العرب الجامعة العربية؟ والأهم هو اجراء اصلاحات جذرية على منظومة العمل العربى المشترك ككل وليس على ميثاق الجامعة العربية فقط . المؤسف أن الأحداث المأساوية التى تشهدها الامة العربية منذ سنوات وبدأت بمؤامرة الغزو العراقى للكويت فى التسعينيات ومن قبلها الحرب العراقية الايرانية التى اشعلت الخلافات التاريخية الكامنة بين سنة وشيعة الخليج وانعكاساتها الحالية المأساوية فى العديد من دول المنطقة بدءا من العراق الذى لم ولن يهدأ منذ الغزو الامريكى فى عام 2003بزرع واحياء قوى الشر بذور الفتن الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية من أجل بدء مسلسل تقسيم الدول العربية الكبرى الى دويلات متصارعة والقضاء على هويتها المدنية والقومية وإذابتها فى الشرق الأوسط الجديد بقيادة اسرائيل ودعم تركيا وإيران. المؤسف ان الامة العربية من المحيط للخليج لم تستوعب أبعاد المؤامرات الخارجية والإقليمية والداخلية التى يتم اعدادها منذ الانتصار العربى على اسرائيل فى اكتوبر 1973 ولم تدرك وتستوعب مقولة وزير الخارجية الأمريكى الاسبق هنرى كيسنجر (من انها ستكون آخر الحروب بين العرب واسرائيل وان الحروب فى المنطقة بعد ذلك ستكون عربية عربية) وهو ما تم الاعداد له ويتم تنفيذه على مدى السنوات الاربع الماضية تحت خدعة الربيع العربى الذى هو فى الواقع خريف دموى على شعوب دوله التى لم يتحقق لأى منها الى الآن أى من الشعارات السلمية التى رفعتها مسيرتها للتخلص من حكامها الديكتاتوريين السابقين لا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية نتيجة الموجات الارهابية الدموية التى غزت المنطقة متسترة تحت عباءة ديننا الاسلامى الحنيف وهو منهم جميعا براء .من ارهاب الاخوان المسلمين وتنظيمهم الدولى لتنظيم القاعدة بشبابه من الافغان العرب الذين انقلبوا على صانعهم الامريكى بعد استغلال عقيدتهم الدينية السنية المسلمة فى حربه ضد الاتحاد السوفييتى الملحد والقضاء عليه لتنفرد أمريكا بقيادة العالم ومع الإهمال والتجاهل الأمريكى والعربى للمجاهدين العرب كان الانقلاب بالإرهاب والانتقام بديلا عن استغلال طاقاتهم وخبراتهم القتالية فى دعم قدرات الجيوش النظامية وقوات الأمن ومشاريع بناء المجتمع وليس هدمه وتدميره والانتقام بالعمليات الارهابية القاتلة والمدمرة لقدرات ومقدرات دولهم وشعوب المنطقة. ومع اضعاف القاعدة كان. لابد من البديل لاستكمال تنفيذ مخطط الحرب عن بعد وتدمير المنطقة العربية بأيدى أبنائها من المتطرفين والارهابيين القدامى والجدد والعملاء من الخارج والداخل لنفاجأ بلغز قوة تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام (داعش) وسيطرته على مناطق متعددة ببلاد الرافدين وسوريا فى صراع مع الشيعة والمسيحيين واليزيديين والاكراد بالموصل وسيطرتهم على مدينة كوبانى السورية على الحدود مع تركيا. رغم تكثيف طائرات قوات التحالف الدولى لضرباتها الجوية فإن المعارك الارهابية الارضية الشرسة مستمرة. وتهديدات التنظيم بالانتقام من دول التحالف مستمرة ايضا بالإعلان أخيرا عن تسلسل عناصر إرهابية من داعش للسعودية والكويت والامارات والاردن ومصر وليبيا الى جانب تهديداتهم بالانتقام من دول التحالف الدولى وفى مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية ولم تتوقف التهديدات الداعشية وامتدت الى فرع التنظيم لدول المغرب العربى وتصاعد الاعمال الارهابية بالجزائر والمغرب وتونس الى جانب المأساة الدموية اليومية المستمرة فى ليبيا التى ستؤدى الى تقسيمها الى ثلاث أو أربع دويلات متصارعة .مشاهد المأساة العربية الحديثة لم تتوقف ولكنها بكل أسف مجسدة فى سوريا التى تحولت الى دولة فاشلة مدمرة بشريا ومعنويا واقتصاديا نتيجة تداخل الصراعات الدينية والمذهبية والعرقية والاقليمية والدولية من اجل المصالح الآنية على حساب استمرار الحياة بدول شعوب المنطقة . تداعيات المأساة كان لابد ان تنعكس على الجارة لبنان الباحثة عن رئيس لم تخل من التهديد واحياء الحرب الاهلية .واليمن الذى كان سعيدا يسير بقوة نحو آتون الحرب الاهلية المدمرة مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومحاولة السيطرة على باب المندب واعلان الحراك المسلح الجنوبى من اجل الانفصال مع صراعات القبائل وبقايا القاعدة . . هذه التطورات المأساوية التى يشهدها العديد من العواصم العربية الكبرى تتكامل مع تهديدات الانفصال السودانية بعد الجنوب والصومال الحاضر الغائب منذ سنوات واستمرار التهديدات الاسرائيلية على الشعب الفلسطينى بالقدس والضفة الغربيةوغزة ورغم نجاح مؤتمر اعادة الاعمار بالرعاية المصرية فإن تحقيق السلام الشامل يظل المطلب الاساسى من اجل ألا ندور فى فلك تحملنا لفاتورة التدمير والتعمير.امام هذه البانوراما المأساوية التى يعيشها عالمنا العربى يبشرنا السيد نبيل العربى امين عام الجامعة العربية بان القمة العربية القادمة بالقاهرة المقرر عقدها اواخر مارس المقبل ستحسم ملف اصلاح الجامعة العربية الذى طال انتظاره على مدى اكثر من 69 عاما !!!! والاخطر هو هل سيكون هناك علم عربى ودول كبرى غير منقسمة ومتصارعة بعد خمسة اشهر لحين انعقاد القمة؟ اعتقد اننا جميعا كشعوب تريد الحياة المستقرة والآمنة بالمنطقة تدعو الجميع لنوبة صحيان سريعة وحاسمة تبدأ على الفور بعقد قمة عربية طارئة ومستمرة تشارك فيها العقول والقوى الوطنية المستنيرة من اجل سرعة العمل لإنقاذ الامة العربية من المحيط للخليج قبيل نجاح قوى الشر الداخلية والخارجية فى القضاء عليها وتدميرها. لمزيد من مقالات أمين محمد أمين