من المفترض أن نكون جميعا متفائلين بالعام الميلادي الجديد لكن النظرة الثاقبة والواقعية لأوضاع الأمة العربية من المحيط للخليج تدفعنا للتفاؤل بحذر خاصة أمام حالة الصمت والإحباط التي تغلف حياة الغالبية من المواطنين العرب في الدول الغنية والفقيرة. ولتكن البداية من دول الربيع العربي التي ثارت شعوبها بعد صمت وصبر سنين علي حكامها الديكتاتوريين من أجل حياه أفضل تسودها الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية التي حرمت منها ولكن بعد عامين من الأمل فإن الأوضاع تسير بكل أسف من السوء إلي الأسوأ في تونس لمصر لليبيا لليمن لقمة مأساة دول الربيع سوريا التي عجزت جميع المبادرات والجهود في وقف نزيف دم الأبرياء من ترسانة أسلحة نيرون سوريا بشار الأسد وبطانته من الأشاوس الصامتين علي إحتلال أراضيهم بالجولان من عام1973 إلي الآن لم يتم خلالها توجيه طلقة من جيش الأشاوس لتحرير أراضي بلاده ولكنه بكل أسف استقوي علي شعبه لتدميره ليكرر أخطاء صدام حسين في غزوه الكويت بدلا من تحرير فلسطين, المؤسف أن نزيف الدم العربي مستمر ولم يتوقف من الإرهاب والخلافات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية السياسية التي أصبحت تغلف حياة العديد من مجتمعاتنا وتهددها بالانقسام إلي دويلات متنافرة ومتصارعة في وقت تلملم العديد من دول العالم جراحها التاريخية السابقة وتسمو عليها بالعمل والتعاون واتحاد المصالح المشتركة بينما نحن في عالمنا العربي نجتر الخلافات التي ستقضي علي ما تبقي من الأخضر واليابس أمام هذا الواقع الذي نحمله من عام مضي إلي عام جديد هل نستمر في حالة الصمت والصبر انتظارا لما هو قادم وهو غالبا الأسوأ أم لابد من نوبه صحيان واستيقاظ عربية يقودها الشباب بحساسة ممزوجة بخبرة وحكمة الكبار وفي الوقت نفسه لابد من استيقاظ الجامعة العربية من غفوتها وتغير أسلوب عملها وميثاقها لتكون جامعة للشعوب التي صبرت كثيرا علي إخفاقاتها المتعددة والأهم أن نكون قوة كبري في العالم.. فهل نتحرك؟! [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين