عندما انطلقت ثورات الربيع العربي من تونس استبشر الجميع بها خيرا في ان تحقق ما فشل في تحقيقه القادة العرب بتنفيذ قراراتهم التي اتخذوها بالإجماع في القمة العربية بتونس بسرعة إجراء الإصلاحات الشاملة ببلادهم. وفي مقدمتها تحقيق الديمقراطية والحرية لشعوبهم وإصلاح برامج التعليم والصحة والعمل علي تحسين المستوي الاقتصادي لغالبية شعوبهم التي تعاني الآثار السيئة لثالوث الفقر والمرض والجهل ومع توالي انعقاد القمم العربية من تونس إلي أخر قمتين عقدتا بسرت بليبيا قبيل انطلاق الثورات وعلي مدي أكثر من10 سنوات لم يلتزم القادة بتنفيذ ما اتخذوه من قرارات غالبيتها بكل أسف لم تنفذ علي رغم الملايين التي تنفق سنويا في مهرجان انعقاد القمة ومع المزيد. من التجاهل والقهر والقمع والحكم الديكتاتوري لشعوب الجمهوريات العربية كان لابد أن تثور الشعوب سلميا للمطالبة بحقوقها الشرعية لحياة أفضل تسودها الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وبدلا من استجابة قادة دول الربيع لمطالب شعوبهم والعمل علي تحقيقها مما يؤدي إلي تقوية نظم حكمهم الهشة والضعيفة لقيامها علي امن الحاكم وليس امن المحكوم والوطن ونتيجة كبرياء وعناد وتسلط البعض وديكتاتورية الجميع تم مواجهة المطالب السلمية الإصلاحية لشعوبهم بالعنف والقتل والإبادة الجماعية عقابا لهم علي الخروج من شرنقة الصبر والصمت لسنين مطالبين بحياة أفضل. ولعل ما شهدته وتشهده دول الربيع من تونس لليبيا لليمن لسوريا لمصر من أحداث عنف غير مبرر والإسالة اليومية لأنهار الدماء لشهداء الثورات وجرحاها ونازحيها وذلك علي مدي أكثر من عام ونصف العام ونزيف الدم العربي لم يتوقف لم يخرج غالبية دول الربيع بعد من شرنقة الفوضي الهدامة والعنف والإرهاب لتحقيق هدف الآخر في القضاء علينا بأيدينا. وذلك بعد أن نجحت النظم السابقة وأعوانها والطامعون في الحكم في تحجيم أهداف الثورات السلمية للشباب لتحقيق مصالحهم الخاصة علي حساب مصالح الغالبية من أبناء الوطن التي قدم العديد من أبنائه شهداء للثورة من اجل حياة أفضل ولكنها بكل أسف فقد ومازال يفقد يوميا الكثير في ظل حالة العنف والإرهاب والفوضي التي تسود دول الربيع والتي كان من المفترض أن تجني ثمار ثورتها بالحياة الأفضل وهو ما يدعونا إلي وقفة صادقة مع النفس لإنقاذ ثوراتنا من أنفسنا ومن الطامعين والمتربصين لدفعنا جميعا إلي أتون الحروب الأهلية لتقضي علي ما تبقي من الأخضر واليابس [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين