من المؤكد أن الوضع في الشقيقة سوريا أصبح بالغ الخطورة ويتطلب من الجميع تحمل مسئولياتهم التاريخية أمام الله خاصة أن تداعيات الأحداث تتصاعد بكل أسف وتسير إلي الأسوأ.. وتهدد بنشوب حرب أهلية تشعل منطقة الشام المهمة والحساسة والمخاوف أن تتكرر مأساة العراق لتفقد الأمة العربية دولة كبري أخري بعد أن فقدنا الكثير نتيجة عدم قدرتنا علي حل مشكلاتنا بأيدينا وندفعها بأيدينا أيضا إلي التدخلات الخارجية والتدول من الدول الكبري التي لاتعرف غير تعظيم مصالحها علي حساب مصالحنا القومية.. وإذا كان مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الأخير استعار الحل اليمني لسوريا في يوم مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح بلاده لأمريكا مطالبا الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل الآمن وتفويض صلاحياته إلي نائبه وتشكيل حكومة ائتلاف وطني ومجلس تأسيسي لوضع الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال7 أشهر حددتها المبادرة العربية الأخيرة لحل الأزمة السورية بعد فشل تحقيق اقتراح أمير قطر بإرسال قوات عربية لسوريا لحقن الدماء.. وكماهو متوقع كان الرد السوري أسرع برفض المبادرة واعتبارها انتهاكا للسيادة السورية علي أرضها وتدخلا غير مقبول, وذلك في الوقت الذي لم يرفض فيه قرار مجلس الجامعة بامتداد مهمة المراقبين شهرا آخر واعتماد5 ملايين دولار لتمويلها بالرغم من عدم تحقيقها للنتائج المرجوة بالعمل علي وقف نزيف الدم السوري بين أبناء الشعب السوري من جيش حكومي وشبيحة ومعارضة فإن الدماء الطاهرة لا تزال تسال يوميا والخسائر تتوالي علي الشعب الشقيق إذا كانت مهمة المراقبين كما أعلن رئيسها هي مراقبة تنفيذ المبادرة العربية الأولي وليس العمل علي وقف القتال, وإذا كانت الجامعة العربية بمبادرتها الأخيرة قد تخطت بكثير المبادرة الأولي, ماجدوي استمرار عمل المراقبين غير المرضي عنهم من الحكومة والمعارضة أيضا. خاصة أن ماسيسفر عنه تقريرها بعد شهر لن يجدي بعد أن تكون الأحداث المتتالية تخطته بكثير في سباق ماراثوني بين الرحيل والتدويل والذي يدعمه الموقف الروسي المتراجع نسبيا في دعم الرئيس بشار الأسد والتحرك الأوروبي والدولي لتبني خطة الرحيل العربية بفرض المزيد من الضغوط من أجل الإسراع بالرحيل وهو ما ترفضه سوريا اعتمادا علي الدعم الإيراني والصواريخ بعيدة المدي التي تمتلكها ويملكها حزب الله وجيشها الذي يتعدي المليون ونصف المليون مقاتل, وجميعها عوامل تدفعنا جميعا إلي المزيد من الحوار من أجل ألا ندفع بأيدينا الأوضاع إلي الانفجار. [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين