عصر المجهول رغم مفاجأة الانتفاضات والثورات العربية للقوي الكبري والتي لم تنجح أجهزتها الاستخبارية المتقدمة في التنبؤ بها وتحذير أعوانها من قادة المنطقة الراحلين بقدومها. وهو ما أكدته الولاياتالمتحدةالأمريكية في اعترافها بأنها لم تقف خلف هذه الثورات وتدعمها بل علي العكس فوجئت باندلاعها. واقع المفاجأة دفع الرئيس الأمريكي أوباما الي تكليف عدد كبير من كبار مستشاريه لإعداد دراسة سريعة حول مخاطر ومكاسب الأمن الأمريكي في عصر المجهول المقبل بمنطقة الشرق الاوسط بعد اندلاع الثورات من اجل العمل الأمريكي علي تحييد المجهول وتجنب آثاره السيئة. المهم أن الدراسة الأمريكية دعت الي ترسيخ العلاقات مع دول أقرب الي مبادئها وطالبت بالتركيز علي مصر وتونس. علي الجانب الآخر كشفت الدراسة عن توقعاتها بتقلص تنظيم القاعدة والإرهاب امام تزايد الرفض الشعبي وذلك باستثناء اليمن التي تزداد بها حركات التطرف محذرة من حرب أهلية, وذلك قبيل إصابة ومغادرة الرئيس اليمني الي السعودية لينضم الي منفي الرئيس التونسي. أما إيران التي أكدت أنها لم تقف خلف اندلاع الثورات التي لا تصب في مصلحتها وأن تثبيت الأوضاع الديمقراطية في العراق ومصر يمكن ان يشكل منافسا قويا للدور الإيراني في المنطقة. علي الجانب الآخر لم تغفل الدراسة الأمريكية الحليف الاستراتيجي إسرائيل التي ستصبح محورا مهما لانعكاسات الثورات العربية عليها بعد تحرك اللاجئين يوم النكبة والنكسة لحدود بلادهم المحتلة. ونصحت قادة سرائيل بسرعة العمل علي تحقيق السلام والأهم هو تعميقه بين الشعوب بدلامن تعاملها السابق مع القيادات الدكتاتورية الراحلة. وبالنسبة لسوريا خيرت الرئيس بشار الأسد بين قيادة التغيير أو الرحيل. وفي منطقة الخليج أكدت الدراسة الأمريكية اهمية استمرار التعاون من اجل المصلحة المشتركة في استقرار المنطقة الحيوية ولكنها ربطتها بالتطورات السياسية المتلاحقة وتنامي صراع الأقليات وكما هي العادة الأمريكية ومن أجل حفظ ماء الوجه اشارت بصورة غير مباشرة إلي أنها تؤكد وتدعم حقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية والاصلاح الاقتصادي واختيار قادتها مع الاعتراف بأن الانترنت سهل التواصل ولكنه لم يكن محركا للثورات محذرة من انطلاق الثورات المضادة التي تهدف الي القضاء علي ربيع الحرية. هذه الدراسة الأمريكية من أجل استكشاف كيفية الحفاظ علي مصالحها في عصر المجهول المقبل بالمنطقة, بكل أسف لم تستوقف بيت العرب ومراكز الدراسات والبحوث العربية لإعداد دراسة مماثلة لاستكشاف طريقنا وكيفية التعامل بين الشعوب أولا بعيدا عن التخوين والخيانة والأهم هو وضع رؤية لتحييد سلبيات عصر المجهول الداخلية والخارجية فهل نتحرك أم ننتظر المقبل وهو للأسف بالتأكيد أسوأ إذا لم نتعامل معه بروح العلم وحق المعرفة وتحليل الحاضر لبناء مستقبل افضل. [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين