في أجواء شديدة الصعوبة والالتباس بدأت بعثة المراقبين التابعة الجامعة العربية عملها أمس في سوريا بزيارة مدينة حمص (معقل المحتجين ضد نظام الرئيس بشار الأسد) وسط عمليات تشكيك واستقطاب ومراوغة من جانب كل من أقطاب المعارضة والمسئولين في الحكومة السورية!! وإذا كان رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية لسوريا قد أشاد بتعاون النظام السوري مع بعثته حتي الآن وأكد أن البعثة ستتعامل مع الوضع كما تنص عليه توصيات الجامعة العربية وليس بتوصيات من أي جهة سورية وطالب جميع الأطراف بالتعاون مع البعثة لإنجاح مهمتها.. فإن تحذيرات المعارضة لم تتوقف ولم تنقطع طوال يوم أمس والأيام التي سبقت مهمة البعثة!! حذروا من مراوغات الحكومة وعمليات الخداع والتزييف التي تتبعها..وقالوا إن شاحنة وصلت أمس إلي حمص تحمل لوحات جديدة لأسماء الأحياء..وأن النظام هدد أهالي حمص باعتقال الذين يحاولون الاتصال بلجنة المراقبين العرب..وأن المراقبين يقبعون تحت رقابة مشددة وأن النظام يحتجزهم كرهائن ولا يلبي مطالبهم بتأمين وسائل تنقلهم.. وأنه لم يسمح لفريق منهم بالنزول إلي الشارع وزيارة حي بابا عمرو..وأشاروا إلي أن الجيش أخفي الدبابات داخل المباني وقاعة للمناسبات.. ولم تنسي المعارضة أن تذكرنا باستمرار عمليات القتل والتي بلغت أمس 22 شهيدا بمدينة حمص حتي كتابة هذه السطور!! ولاشك أن مثل هذه الأجواء حتي وإن كانت متوقعة فإنها لا تساعد البعثة في أداء مهمتها بنجاح خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا ضعف الإمكانيات التي لديها والإمكانيات التي تمتلكها الجامعة العربية لتنفيذ خطتها لحل الأزمة الطاحنة في سوريا!! وبالرغم من كل ذلك فإن الأمل لا يزال يحدونا في إن تتمكن الجامعة في إيجاد مخرج آمن لهذه المشكلة وأن تستمر حكومة الرئيس بشار الأسد في التعاون بصدق وإخلاص مع بعثة الجامعة والا يتم اللجوء إلي مجلس الأمن الدولي لحل القضية لأن البديل سيكون أسوأ بكثير والخسائر ستكون فادحة إذا حاولنا الحل خارج الإطار العربي سواء علي النظام السوري أو العربي أو حتي المعارضة التي تنادي بهذا المطلب دون أن تدرك تبعاته المؤلمة!! المزيد من أعمدة مسعود الحناوي