للكلمات الجميلة أثر أكبر بكثير فى أغلب الأحيان من الأفعال الطيبة ، رغم أنها ليست سوى هواء يخرج من الفم وقد تكون صادقة أو كاذبة .لكن الكلمات الطيبة والجميلة هى التى تجعلنا نحيا ونتحمل صعوبات حياتنا ونستكمل السير رغم الألم . نحن أحببنا بكلمات وكرهنا وفارقنا بكلمات ، هناك حروب قامت بكلمات ماتت فيها أمم كثيرة ثم توقف الدم بينها بمعاهدات مكتوبة بكلمات على ورق .. تأملوا كيف يصف الله سبحانه وتعالى ما للكلمة من سحر يملكه وحده حين يصف أنه حين يريد للشىء أن يكون فيقول له : "كن" فيكون ، وتأملوا أيضا حديث رسولنا عن أبى هريرة رضى الله عنه : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقى لها بالا يهوى بها فى جهنم . إذن نحن محاسبون بشدة عن كل كلمة تخرج من هذا اللسان المتسرع دائما فى أخراج ثمرات العقل حتى الفاسد منها، فقد يظن الأنسان ظن السوء فى أحد ما فلا يتمهل لأعطاء نفسه فرصة لأحتمال الفهم الخاطىء ، لكن اللسان دائما متسرع كطفل غير مسئول . ونحن شعوب غريبو الأطوار، ورثنا صفة سيئة جدا هى أننا نخجل من التعبير عن مشاعرنا الطيبة تجاه الأخرين، فى حين نسارع بأظهار المشاعر السلبية ولا أعرف مبررا منطقيا لهذا الفعل الذى يتعارض مع مبادىء ديننا الذى أمرنا صراحة أن نفشى السلام والمحبة بيننا . أنظروا إلى ما يحدث داخل مكاتب العمل بالمؤسسات من ظلم ناتج عن الوشايات بالكلام عن الناس من خلف ظهورهم فيتم الأطاحة باصحاب الخبرة والمهارة مقابل وضع أصحاب الكلمات المعسولة المغموسة بالنفاق والكذب والأفتراء على الغافلين . تأملو معى لو تبدل الحال وراقب الجميع أقواله ونقى كلماته من السيئات ليحمى المجتمع من سموم هو فى غنى عنها، تأملوا لو ألتمسنا "بعض" الأعذار لبعضنا وتركنا مالايعنينا كما أمرنا الحديث الشريف أن من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه !! ألن تهدأ الدنيا من حولنا لنلتقط أنفاسنا اللاهثة من هول ما نعانيه فى البيت والعمل وحتى وسائل الأعلام ؟! قولوا لمن حولكم كلمات تتمنوا أن تسمعوها، أنشروا الخير والمحبة والسلام فهم يتسللون منسحبين من دنيانا وسيتركوننا نندم على ما ضيعناه ..