دائما ما يدخل الشعب المصرى فى اختبارات قاسية ثم يخرج منها أكثر بريقا من ذى قبل .. يثور الغنى قبل الفقير عندما تزداد أسعار البنزين فتزيد معها اسعار كل السلع والخدمات الأخرى تلقائيا،فنحسب أن الدنيا ستقوم فى مصر ولا تقعد ، ثم تهدأ الأمور سريعا لتفاجىء بحديث بين بعض المواطنين البسطاء فى سيارة نقل عام او محطة مترو يصف للحاضرين كيف أن الشعب يجب أن يتحمل من أجل أن تسير الأمور ولا تقع البلد التى هى نعمة من الله كما وقعت بلاد كثيرة مجاورة ، ثم يؤكد آخر أن الله لن يرضى لمصر أبدا بأى مصير سيىء لأنه ذكرها فى القرآن كثيرا بالأسم وبالوصف وهو مباركها وحارسها.. يحتار كل من يتأمل فى هذا الشعب الذى يبدى غالبيته ظاهرا لايعبر بأى حال عن مدى جمال وطيبة باطنه!! الجهل والأمية متفشيان فى شعبنا المصرى ويجب علينا محاربتهما فى المستقبل ، لكن طيبة القلب والتكاتف والصبر فى الشدائد صفات جميلة موجودة فيه بوفرة أيضا.. قد يظن البعض أن المصريين أعتادوا على اللامبالاة ، وركنوا إلى السلبية وعشقوا العشوائية فى كل شىء ، لكن فى بعض التجارب التى يكون الألتزام فيها مطلوبا نجد أن الكل يلتزم بل ويبادر بأن يكون قدوة . وإذا كانت للحكومة خطط لمحاربة سلبيات الشعب فعليها العمل على إيجاد خطة للأستفادة من إيجابياته . وقد جفت أقلام كثيرة من الكتابة عن حتمية خلق مشروع قومى يكون هدفا عاما للبلاد يستوعب طاقات أبناء الشعب القادرين على التبرع بوقتهم ومجهودهم ومهاراتهم لخدمة البلد . الصحراء واسعة لمن يقرر البناء فيها لتسكين أصحاب العشوائيات ، فلنجعلها مشروعنا للمستقبل . أو هى موجودة لزراعة القطن المصرى والقمح وغيرها من المواد الغذائية التى نستوردها ، فلتكن مشروعنا القادم . المشكلة ليست فى طرح الأفكار فهى كثيرة ومتداولة بين الناس ، المشكلة فى أصحاب القرار ، من يتخذ القرار ؟ ومن يرعى أستمرارة ؟ ثم من يحميه من حمى التغييرات التى يمحو القادم فيها آثار خطوات سابقيه فى عادة مصرية خالصة ، لاتوجد إلا عندنا . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل