المسلم لن يبلغ كمال الإسلام إلا إن حفظ لسانه ويده وسلم المسلمون جميعاً من لسانه ويده. روي البخاري في صحيحه قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة. عن عبدالله بن أبي السفر. وإسماعيل عن الشعبي. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. فاللسان إما يدخلنا الجنة وإما يدخلنا النار فبكلمة واحدة يرددها الإنسان بلسانه تدخله الجنة وهي كلمة التوحيد. وأيضا بكلمة واحدة يرددها اللسان تدخل الكفر من أوسع أبوابه وتخرج من بيت الإسلام واللسان سلاح ذو حدين فالعاقل هو الذي يجعل لسانه دائماً رطباً بذكر الله والصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم قول الحق دائما والبعد عن آفات اللسان من الوقوع في الغيبة والنميمة وقول الزور والكذب والقسم بالله كاذباً وقذف التهم جزافاً دون بينة وقذف المحصنات المؤمنات. ولقد خُص اللسان بالذكر لأن اللسان هو المعبر عما في النفس فالإنسان مخبوء تحت لسانه يقول النبي صلي الله عليه وسلم إذا اصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تستكفي اللسان وتقول له: "اتق الله فينا فإنما نحن بك. فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا" "اخرجه الترمذي في الزهد" ومن العجيب أن تجد من يتورع عن الحرام وعن أكل الحرام ولايتورع الرجل عن الفري بلسانه في أعراض الأحياء والأموات ويقول ابن القيم: قد يتورع الرجل عن أكل الحرام وهو في الوقت ذاته يفري في أعراض الأحياء والاموات في الليل والنهار. يقول الله تعالي في سورة "النور 24": "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانو يعملون". ويقول سبحانه وتعالي في سورة "الأنبياء 48": ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين". ولو فكر كل إنسان في كلامه حين يتكلم به لفكر ألف مرة قبل أن يتكلم بكلمة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله جل وعلا" "اخرجه الترمذي" وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.