توالت ردود الفعل الدولية أمس علي مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار غزة الذي اختتم أعماله في القاهرة أمس الأول، حيث سلطت الصحف ووكالات الأنباء الغربية الضوء علي التحركات الدولية التي تجري في إطار دعم قطاع غزة والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وفي أبرز ردود الفعل هذه ، كشفت صحيفة التليجراف البريطانية اعتزام مجلس العموم البريطاني إجراء تصويت رمزي، خلال ساعات، لمصلحة الاقتراح الذي تقدم به نائب حزب العمال جراهام موريس يطالب فيه الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين جنبا إلي جنب مع الاعتراف بدولة إسرائيل. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي يضغط فيه مجلس العموم علي الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين ، أعلن وزير التنمية ديموند سواني أن حكومته لن تكون مستعدة لتقديم أي دعم مادي جديد لقطاع غزة في ظل استمرار جمود العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وأشارت الصحيفة إلي أن بريطانيا كانت قد تعهدت خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة بتقديم 20 مليون دولار للمساهمة في عملية إعادة إعمار القطاع ، إلا أن سواني حذر بشكل صريح من عدم استعداد الحكومة لتقديم أي مساعدات جديدة في ظل جمود العملية العملية السياسية. ومن جانبها، علقت وكالة أنباء رويترز علي التصويت بأنه من غير المرجح أن يغير السياسة الرسمية لبريطانيا لكنه يهدف إلي تعزيز الوضع السياسي للقضية الفلسطينية. وفي الإطار نفسه ، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن زعيم حزب العمال البريطاني إيد ميليباند يواجه معارضة داخل حزبه بشأن تعليماته لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال التصويت الرمزي المقرر داخل مجلس العموم خلال ساعات. وأضافت الصحيفة أن نواب الحزب حذروا من غضب العديد من الأعضاء بسبب إجبارهم علي دعم التحرك، في الوقت الذي من المتوقع أن يغيب فيه بين أربعة إلي ستة أعضاء من حكومة الظل العمالية عن التصويت فضلا عن قيادات الحزب. في الوقت نفسه، اعتبرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية انعقاد البرلمان البريطاني للتصويت علي الاعتراف بدولة فلسطين بمثابة دعم لقيمتي السلام والعدل في منطقة الشرق الأوسط التي تفتقر للاستقرار بشدة. ودعت الصحيفة أعضاء البرلمان البريطاني إلي اغتنام الفرصة قائلة :إن دعوة الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين حتي ولو بشكل رمزي من شأنها أن تبعث رسالة قوية إلي منطقة يعصف فيها العنف الأعمي بأي آمال سياسية مشروعة. ورأت أن تلك الرسالة في أبسط صورها هي أنه من الممكن إحراز تقدم إيجابي حتي علي صعيد أطول النزاعات أمدا وأعقدها عندما يستعد الساسة المؤمنون بالديمقراطية ويتهيأ لهم المناخ للنضال من أجل المبادئ التي تم انتخابهم لإعلائها. وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة لا يمكن الطعن عليها حتي من جانب أكثر المنحازين المتشددين لإسرائيل، مشيرة إلي أن بريطانيا قد تفي بالتزامها الذي تتقاسمه مع معظم أعضاء المجتمع الدولي المتعلق بحل الدولتين وأن هذه الخطوة كفيلة بإنعاش عملية السلام المتدهورة. وفى تل أبيب، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن نحو 363 شخصية إسرائيلية عامة من الجناح اليساري، بينهم أعضاء سابقون بالكنيست، دعوا البرلمان البريطاني للاعتراف بدولة فلسطين خلال التصويت الذي من المقرر أن يجريه أعضاؤه خلال ساعات. وكانت صحيفة «هاآرتس» قد كشفت أمس الأول عن سعي مسئولين بارزين من حزب العمل الإسرائيلي - بالتعاون مع أعضاء موالين لهم في حزب العمال البريطاني - إلي إقناع أعضاء البرلمان البريطاني المنتمين لهذا الحزب بالامتناع أو معارضة التصويت علي الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي سيتم طرحه داخل البرلمان. وفي إطار ردود الفعل الدولية حول مؤتمر إعادة إعمار غزة ، أكد وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس أن مصر نجحت في تحقيق أهداف المؤتمر ، وأكد ترحيب النمسا بالإلتزام الدولي لدعم السكان في غزة، مشيرا إلي أن الهدف الأساسي يجب أن يركز علي تحسين الظروف المعيشية للسكان الذين يعيشون في قطاع غزة والاسهام في إيجاد حل سياسي دائم يهدف علي وجه الخصوص إلي إتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن جانبه، صرح المندوب الدائم لروسيا في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين بأن فرص إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا دوليا بشأن قيام دولة فلسطينية غير كبيرة. وأشار إلي أن روسيا ستؤيد هذا المشروع إذا تم طرحه هذا ، ومتوقع ان يطرح في 21 أكتوبر الجاري ، إلا أن الفلسطينيين لم يحددوا موعدا تقديمه للمجلس. وكانت الدول المشاركة في مؤتمر المانحين لإعاة إعمار قطاع غزة قد تعهدت بتقديم 5.4 مليار دولار ، حيث أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية ستشارك ب2.1 مليار دولار من إجمالي القيمة المطلوبة لإعادة إعمار القطاع، في حين تعهدت قطر بتقديم مليار دولار ، كما تعهدت الولاياتالمتحدة بتقديم 414 مليون دولار، وفقا لما أعلنه وزير خارجيتها جون كيرى، في حين أعلنت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أن تبرعات الدول الأعضاء بالاتحاد ستصل إلي 568 مليون دولار، أما تركيا والإمارات فتعهدتا بالاسهام ب200 مليون دولار.