كانت فكرة جريئة أن انظم معرض كاركاتير كل لوحاته عن الأشخاص ذوى الإعاقة والرفاهية التى يعيشون فيها. السخرية من المشاكل التى يعيشون فيها كان هو طريقى وأنا أضع التخيل الأول للخطوط العريضة للوحات المعرض، فرق كبير بين حياتى وأنا شخص أتمتع بكامل صحتى، وبين حياتى كشخص من ذوى الإعاقة، مع أنى نفس الشخص وفى نفس الوطن. حين أعبر عن نفسى، فانا أعبر عن ملايين الأشخاص ممن لهم نفس ظروفى ودائما أبحث عن حلول للمشكلات، فكل مشكلة لها ألف حل، لكن نحن ذوى الإعاقة سقطنا من أولويات الدولة التى ننتمى لها مع أننا مواطنون، فإلى متى سننتظر وضع قوانين منصفة تتيح لنا العيش الكريم فى بلدنا. كنت انتظر مواجة المجتمع بلوحاتى وأفكارى التى لا أملك إلا سواهما. وجاء يوم المعرض وأنا فى قصر ثقافة برج العرب شعرت بتغير كبير. القصر كخلية نحل مع تولى شاب إدارته، كان ينتظرنى الجمهور وبدأت التهانى بنجاح المعرض. الكل كان يقول لى أنت مش معاق، الإعاقة إعاقة الفكر، مع أنى فى الحقيقة من ذوى الإعاقة واستخدم كرسيا متحركا، ولا أستطيع أن أمارس حياتى بشكل طبيعي بسبب البيئة التى لا تسمح لى بالتنقل وقضاء مصالحى كبقية البشر، أضف إلى ذاك ثقافة مجتمع لا يرى منى إلا الكرسى المتحرك. أحتوى المعرض على ثلاثين لوحة، 29 منها عبرت عن مشاكل ذوى الإعاقة سواء فى المواصلات أو التعليم أو الزواج والمحتوى الاعلامى الذى يظهر به ذوى الإعاقة والعزلة التى يعانون منها، والكثير من المشاكل والمواقف الصعبة عبرت عنها بأسلوب ساخر بالإضافة إلى الإرهاب وما ينتج عنه من إصابات وزيادة فى أعداد المعاقين. وفى اللوحة رقم 30 التى وقفنا أمامها كثيرا ودار حولها النقاش وهى عن تمكين ذوى الإعاقة، اللوحة مقسمة لنصفين، الأول لشخص على كرسى متحرك مربوط بحبل وشخص آخر «رمزت به للمجتمع» يحاول سحب الشخص المعاق من الحبل، والنصف الثانى نفس المنظر لكن يوجد خلف الشخص المعاق امرأة «كرمز للدولة» تدفع الكرسى إلى الأمام.