كريم النجار اسم يعرفه جيدا كل صاحب إعاقة في مصر والوطن العربي, لأنهببساطة واحد منهم, معاق مثلهم, يحاول تجسيد معاناتهم وآلامهم في لوحاته, يريد أن يكون صوتهم المسموع من خلال فنه التشكيلي, هو من مواليد محافظة الاسكندرية حاصل علي بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة, لقب بعدة القاب تحمل لها معاني شاملة للإرادة والتحدي فمنها سفير التحدي وفنان الارادة وفنان ضد التهميش. وفي حوار مع صفحة صناع التحدي عبر التليفون قال كريم إنني كنت سليما بدنيا حتي مرحلة التعليم الجامعي, ولكن اصابني مرض نادر أدي إلي إعاقة أطرافي الأربعة, مما أدي إلي تحركي بصعوبة من خلال كرسي متحرك, وبعد أن أستقر وضعي الصحي قررت مواصلة حياتي بصورة طبيعية وكأن شيئا لم يكن, وهذا ما جعلني انتصر علي الخوف الذي كان بداخلي من نظرة المجتمع لي علي أنني معاق وعبء وعالة عليه. وأضاف كريم البالغ من العمر45 عاما, أنني تعلمت الرسم علي يد الفنان السيد عبدالله عام1973, وكنت وقتها طفلا صغيرا, وهو من أكتشف موهبتي وقام بتعريفي علي الفنانين أدهم وانلي وسيف وانلي وهما من تنبؤا لي بمستقبل في عالم الفن التشكيلي, وبعد الحادث بدأت أعتمد علي نفسي في التعلم الذاتي عبر شبكة الانترنت من خلال المحاكاة مع الاجانب من ذوي الاحتياجات الخاصة مثلي وهذا افادني كثيرا في مشوار حياتي, فعرفت منهم كيف استخدم الفرشاة والألوان, وكيف أقوم بتحميل أعمالي علي الشبكة, وكيف أعمل فيديو أشرح فيه أعمالي للآخرين. وجعل كريم من موقع الفيس بوك معرضا دائما طوال العام للوحاته الفنية والتعرف علي الآخرين من كافة الانحاء للتواصل والتعبير عن نفسه والحديث عن مراحل حياته حيث أن لكل لوحة يرسمها معاني مختلفة علي حسب ما يدور في ذهنه أو ما يعايشه في مجتمعه, ويستخدم كريم الرسم في التعبير عن قضايا وحقوق ذوي الاعاقة وهذه كانت الطريقه المختلفة لكريم وهي ريشته التي هي بمثابة الاداة التي تعبر عن اسلوبه في التغيير بكيفية المطالبة بتنفيذ الحقوق فكانت لوحاته بمثابة وقفات احتجاجية لمواكبة ثورة التغير والارتقاء بمستوي ذوي الاعاقة في مصر والوطن العربي. وفي نهاية الحوار أعطي كريم تصريحا خاصا لصفحة صناع التحدي قائلا: إنني أقوم حاليا بالاعداد لمعرض في محافظة الاسكندرية يشمل حوالي30 لوحة زيتية تعبر عن معاناتي الشخصية وعن أخر انطباعاتي عن الثورة المصرية. ويتمني كريم أن تتغير نظرة المجتمع للشخص المعاق, لأن المعاق يستطيع أن يكون ايجابيا وان يغير المجتمع من خلال موهبته وابداعه في الناحية التي ميزه بها المولي عز وجل, ولكن بشرط الاستغلال الأمثل له في وطنه