إذا تعالى بكاءالطفل الذي لا يتجاوز عمره الخمس سنوات أثناء غضب أمه أو صراخهافي وجهه لاعتقادها أن طفلها يعانى الأنانية الشديدة لرفضه إعطاء من حوله بعض مما يملك، فهى مذنبة فى حق هذا الصغير ذنبا كبيرا، فهذا البكاء والصراخ وإصراره على الاحتفاظ بأشيائه وحاجياته ماهى إلا وسائله مشروعه وهى أسهل فى الدفاع عن ما يملك. حقه المشروع وهذا ما توضحه د. منى عمران أستاذ علم النفس بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس وتقول: أن رفض الطفل لإعطاء الآخرين جزءا من أشيائه ولتكن الحلوى على سبيل المثال إنما هو دليل على عدم شعوره بالأمان وقد يكون نتيجة شعوره الزائد بالحاجة، أو أن الكميات التي معه لا تكفى، وهنا تؤكد أهمية دور الأم فى معرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى هذا السلوك الذى يعتريه وعليها كأم واجب مداواة السبب الرئيسي لرفضه وأن تحيطه بمزيد من الحنان خاصة إذا كان سبب البكاء هو الحالة الأولى من فقدانه للشعور بالأمان،كما يجب أن تعلم الأم أن وجود بعض الأنانية فى تصرفاته هو سلوك طبيعى في هذه المرحلة التي يمر بها والتى تتميز بالأنانية والميل إلى المنافسة والعناد،والتى تكون فيه الرغبة في الاستقلال الحياتى فى بدايتها ومنها تناوله الطعام وارتداؤه ملابسه بمفرده. ولذا تحذر الأمهات من استخدام أساليب النقد والصراخ في وجوه أطفالهن البريئة حتى لايزيد خوفهم على مايمتلكون ويتحول حرصهم إلى زيادة رغبة فى الامتلاك والأنانية وهو سلوك مرفوض وكريه لو استمر لسنوات كبرهم، حيث يصعب تصحيحه بعد إكتمال شخصيتهم فتتحول إلى سمة من سمات شخصياتهم، أيضا يجب الحرص على عدم توبيخ الصغار وإهانتهم لاحتفاظهم بما يحبون بما يقلل من تقديرهم لذواتهم. العطاء فى أيامه السعيدة و من المهم أن تبدأ الأم فى غرس قيم العطاء بالإعتماد على أسلوب الحب والمدح لتعزيز قدرات العطاء لديه، وأن تتوقف عن توبيخه عند إصراره على عدم إعطاء بعض من الكل الذى يملكه مهما يكن، بل تضرب له أمثلة للعطاء تكون هى نفسها القدوة على أن تقوم بإحضار بعض الحلوى لطفلها بكميات تكفى للآخرين وتطلب منه أن يعطيهم بعض منها فى مناسبات يحبها كعيد ميلاده أو نجاحه أو أثناء الاحتفال بأعياد ميلاد الأصدقاء.وتشير د.منى إلى أهمية دور القصص في تنمية سلوك العطاء لدى الطفل،وذلك بقراءة الشيق منها والمشجع على تنميةهذاالسلوك الإيجابى ومساعدته على فهم معنى العطاء ومساعدته على كيفية استخدامه فى حياته. حب الكبار.. للصغار وأخيرا تنصح الأم بأن تجعل لعب طفلها مع أقرانه ممتعا وأن تشجعه على حل مشكلاته وخلافاته بنفسه ،ولا تتدخل إلا عند الضرورة وأن تنمى لديه روح التعاون وعدم الأنانية، خاصة قد أكدت آخر الدراسات أن هناك الطفل في سنواته الأولى ينمو جهازه العصبي وينمو ذكاؤه الاجتماعي وتزيد احتياجاته النفسية كالبحث عن مشاعر الأمان وتتمثل في البحث والاستكشاف والرغبة فى الحصول على الحب وفي امتلاك الأشياء- مما يدفعه إلى التقرب من الآخرين باللعب أوالمنافسة والاستقلال الذاتى.