ظهر مصطلح "الناشط السياسي" من نوافذ الفضائيات في 2011 ليطلق علي كل من هب ودب، علي كل من قام بزيارة ميدان التحرير ولو مرة وكل من قام بإنشاء مدونة على شبكة الانترنت، وكل من أسس صفحة علي مواقع التواصل الاجتماعي ليتحدث فيها باسم الثورة, ولكل من أسس ائتلاف لا نعرف له أصل من فصل, ليصبح لقب "ناشط سياسي" بمثابة رخصة لقيادة مصر وممثلا للرأي العام الذي يجهله و لتصبح مهنة من لا مهنة له ووسيلة للحصول علي جوائز وعطايا ولتتحول الي سبوبة كنا نجهل أبعادها ومن محركها. "اندرية سخاروف" هوعالم يهودي منشق عن بلاده الاتحاد السوفييتي وكان ينادي بحريه أكثر لليهود وحقهم في الهجرة الي إسرائيل وقد استخدمته الولاياتالمتحدةالامريكيه وأوروبا الغربية أثناء الحرب الباردة لتدمير الاتحاد السوفييتي وكل المعسكر الشرقي من الداخل. كما استخدمته إسرائيل في الترويج وجلب المهاجرين اليهود السوفييت الي إسرائيل التي كرمته ببناء حديقة تحمل أسمه لتخليد ذكراه، ويعطون جوائز تحمل أسمه لشخصيات لاتتعارض مع مصالح اليهود وإسرائيل. ولعل من أشهر من حصلوا علي جائزة سخاروف تلك, تسليمة نصرين المرتدة البنجلاديشيه المشهورة بسبها للإسلام والمسلمين أرضاء للغرب, وأونج سان سوكي من بورما التي كانت تعادي الجيش وتحاول الوصول الي السلطة في دوله أسيويه بوذية حتي النخاع بدعم أمريكي وبريطاني, وكذلك صالح محمود عثمان, وهو من أشهر المحرضين ضد بلده السودان وأحد المطالبين بتدخل القوات الدولية في دارفور. والسؤال هو لماذا تم إعطاء بعض نشطاء السبوبة جائزة العالم اليهودي سخاروف؟ . وحتي نفهم ما نحن بصددة علينا ان نتذكر مقولة الجنرال عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "اخترقنا مصر بما يعجز أي نظام بعد مبارك". ومن هنا يتضح ان بعض الحركات والائتلافات لم تكن حركه ثوريه تحرريه, إنما جزء من مسرحيه تم تمثيلها علي الشعب المصري. وهو ما قاله أوباما نفسه أيضا في اجتماعه مع مدراء "جوجل" في 14نوفمبر 2007 حين قال " أنتم ستساعدون في إحداث التغيير من الأسفل للأعلى ". وهو ما تم بالفعل, فقد تم إنشاء حركه تبدو ثوريه من الخارج ولكنها وتعمل بتنسيق كامل مع الاجهزه الامنيه والمخابراتيه الاجنبيه, تم تلميع هذه الحركة إعلاميا وتقديمها للشعب في الصحف والمجلات والفضائيات والمحطات التلفزيونية علي أنها حركه ثوريه تحرريه, وتم استخدامهم في عمليه التفريغ النفسي للشعب مع إلهاء الشعب المصري عن الخطر الحقيقي وإشغاله بقضايا فرعيه وبشخصيات غير هامه . والآن بعد فشل المخطط الأمريكي الصهيوني, تحاول أمريكا الآن جاهده إنقاذ مايمكن إنقاذه بغرض حماية الانظمه العميلة بعد انكشاف قادتها وسقوطهم, ولذا تطالب وبشدة بالإفراج عنهم. باختصار شديد, اللعبة لم تنتهي بعد. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى