علي طريقة المخابرات في الأفلام والتمثيليات كما شاهدناها في «رأفت الهجان» أقول «من طيران القطرية وطيران الإمارات إلي مصر للطيران... نشكركم علي حسن تعاونكم»! فأكاد أجزم أن شركتنا الوطنية لا تسعي إلا إلي الخسارة بشكل يبدو متعمدا أو بسبب إدارة تستحق عن جدارة «وسام سوء التخطيط». والحكاية أنه يوجد في اليابان شركات منافسة لمصر للطيران مثل القطرية، والإماراتية، والاتحاد والتي لا يتعدي عمرها في السوق اليابانية عشر سنوات. بينما شركتنا الوطنية عمرها في اليابان خمسون عاما.. وغني عن البيان فارق مستوي الخدمة الفرق في طرازات الطائرات لمصلحة الآخر... ولكن مصر للطيران لديها ميزة نسبية وهي الطيران المباشر، وللعلم فإن القطرية لديها 21 رحلة أسبوعيا، والإمارات 21 رحلة أسبوعيا، أي بواقع 3 رحلات يوميا من مطارات اليابان الرئيسية ناريتا وهانيدا وكانساي. وجدير بالذكر أن 98% من المسافرين ليست وجهتهم الإمارات أو قطر، إنما ترانزيت فقط، ووجهتهم إلي أوروبا وإفريقيا، فبالله عليك يا إدارة مصر للطيران أيها أقرب إلي أوروبا وإفريقيا، مصر أم الإمارات أم قطر؟ أم أنكم يجب أن تعيدوا دراسة الجغرافيا؟ وبناء عليه خسرنا كل هذا العدد من المسافرين بسبب سوء سياسة مصر للطيران! إن جميع الشركات المنافسة مديروها يابانيون فهم يفهمون أحكام السوق، والتنافس، ويعرفون متطلبات الراكب الياباني، ويتقاضون مرتبات في المتوسط حوالي 6000 - 7000 دولار شهريا، وباقي الموظفين متوسط رواتبهم 2500 إلي 3000 دولار في الشهر، مع الأخذ في الاعتبار أن مجموع موظفي الشركة لا يتعدي عشرين موظفا. أما عن مكاتب مصر للطيران فحدث ولا حرج، فالمديرون يأتون من مصر (علي الأقل 4 مديرين) ولا يعرفون شيئا في اللغة اليابانية، ولا حتي الإنجليزية! ولا يعرفون أي شيء عن اليابان، والتعامل مع الشعب الياباني، وكل همهم كم سيدخر من أموال خلال وجوده باليابان! ومرتبات الطاقم المصري فقط تتعدي مائة ألف دولار شهريا! ذلك إلي جانب 45 موظفا آخر! أي أربعة أضعاف عدد موظفي الشركات المنافسة بالرغم من قلة عدد الرحلات لمصر للطيران، وينتظر المديرون المصريون الأوامر من القاهرة لينفذوها فقط. عموما بعد هدوء الحالة الأمنية في مصر ورفع الحكومة اليابانية الحظر عن زيارة مصر، بدأت شركات السياحة اليابانية في التحرك للتسويق لمصر بالتعاون مع طيران الإماراتوالقطرية! وقد تفتق ذهن مسئولي مصر للطيران إلي العمل في السوق اليابانية عن طريق وسيط سيريلانكي! وأنا كمصري وأعمل في مجال السياحة في اليابان أتحمل نقدا لا طاقة لي به بسبب ذلك. لقد سافر العديد من مسئولي الشركات اليابانية إلي القاهرة للوقوف علي الحالة الأمنية وبعد عودتهم قرروا البدء في عمل برامج لمصر بداية من الموسم الشتوي 2014/2015 وجميع البرامج يتم تنفيذها علي طيران القطريةوالإمارات، والآن دخل الطيران التركي في المنافسة ليحصل علي جزء من التورتة! أي سياسة هي التي تتبعها مصر للطيران عندما تقوم بعمل 3 رحلات أسبوعيا إلي عنتيبي وبومباي ونجامينا وتترك السوق اليابانية؟ فكم واحدا من المصريين يعرف أين هي عنتيبي أو نجامينا؟. برجاء الوضع في الاعتبار أن إنفاق السائح الياباني في مصر يعادل 12 ضعف الجنسيات الأخري، بسبب أنه سائح ثقافي يعني كل سائح ياباني يدفع متوسط 250 دولارا رسوم دخول المناطق الأثرية فقط. أرجو من مسئولي مصر للطيران الإجابة علي هذا السؤال: لماذا قررت مصر للطيران إغلاق مكاتبها في اليابان وإيقاف خطي أوساكا وطوكيو بالرغم من أن إحدي الشركات السياحية الكبري في اليابان عرضت شراء 50% من مقاعد جميع رحلات الشركة؟ ثم ماذا يعني تجاهل السوق اليابانية برغم رفع الحظر عن زيارة مصر؟. فتحي إسماعيل مدير مكتب سياحة باليابان