في مفاجأة من العيار الثقيل حصلت «صباح الخير» علي خطاب مرسل من شركة مصر للطيران إلي أغلب شركات السياحة اليابانية تخبرها فيه بأنها قررت إيقاف جميع رحلات مصر للطيران من وإلي طوكيو وأنها لن تستطيع بالتالي استقبال أي طائرات أو سياح يابانيين في مصر في الفترة القادمة نظرا لتأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية مما قد يؤدي إلي غضب شعبي في مصر- بحسب الرسالة- وهذا الإيقاف سيؤدي إلي عجز في قطاع عريض من السياحة فعدد السائحين اليابانيين لمصر يصل إلي 130 ألف شخص يمثلون 10% تقريبا من إجمالي الدخل للسياحة في مصر.. وهذا يدعونا إلي التساؤل هل شركة مصر للطيران تعمل ضد السياحة؟ أم هو تخبط وعدم تخطيط وتواصل بين الوزارات؟! في البداية نعرض ترجمة حرفية لنص الرسالة المرسلة عن طريق البريد الإليكتروني من شركة مصر للطيران إلي أغلب شركات السياحة اليابانية وهو: أولا نشكر لكم حسن التعاون معنا خلال السنوات الماضية ونعتذر عن إيقاف رحلاتنا بداية من 4 فبراير لمدة 10 شهور وذلك لظروف خارجة عن إرادتنا وكنا في وقت سابق قد أرسلنا إليكم أننا سنبدأ رحلاتنا مرة أخري يوم 19 نوفمبر ولكن نتيجة لتأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية مما قد يؤدي إلي غضب شعبي في مصر فإن مصر للطيران قد قررت تأجيل رحلاتها لأجل غير مسمي.. نعلم أن قرارنا هذا قد يؤدي إلي خسائر لكم ولكننا نقدم لكم خالص اعتذارنا ونتمني أن تتفهموا موقفنا.. مكتب مصر للطيران.. طوكيو ولمعرفة الحقيقة كان لابد لنا أن نسأل المعنيين بالأمر وهم أصحاب شركات السياحة أنفسهم وكذلك المسئولين في شركة مصر للطيران. يقول ياسر مصطفي صاحب شركة أس بي تي تورز: إن خط مصر للطيران لليابان من أكثر الخطوط ربحية وإلغاؤه كان خطأ كبيرا في الفترة السابقة، وهذا الإلغاؤه دفع الشركات اليابانية لاستخدام خطوط طيران أخري مثل القطرية والإماراتية وقد عرضت علي مصر للطيران أنا ومجموعة شركات سياحة أخري تحمل تكاليف الخط وتسيير طائرة لليابان وكنا نواجه بالرفض الدائم من المسئولين في الشركة ولا ندري ما السبب.. وبعد فترة من (التوسلات) قرر المسئولون أن يعيدوا تسيير الخط وأعلن هذا منذ شهرونصف، وقامت الشركات اليابانية بعمل برامج سياحية وإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة في اليابان، وأن مصر للطيران قررت تسيير رحلات طيران إلي مصر وفوجئنا أنهما رحلتان فقط بعد أن كانت 10 رحلات قبل ثورة 25 يناير ولكن المفاجأة السارة أنه تم بيع تذاكر الرحلتين بالكامل حتي نهاية مارس القادم 2012 وهناك قائمة انتظار كبيرة.. ولكن الأغرب أن مصر للطيران جاءت بعد كل هذا لترسل الميل السابق دون مبرر لتدمير السياحة اليابانية الي مصر. ويكمل ياسر : مصر للطيران تقول إنها تأسف علي خسارة شركات السياحة اليابانية وتعتذر لها فماذا عن شركاتنا المصرية؟!! وللأسف جاء القرار في صالح الخطوط الجوية القطرية التي أعلنت زيادة عدد رحلاتها إلي مصر. وتتساءل سمر إسكندر صاحبة شركة فلاش للسياحة: لماذا السوق اليابانية بالذات؟ وإذا كانت مصر للطيران جادة في أنها تخاف علي السياح اليابانيين وأنها تتوقع رد فعل شعبي غاضب لماذا لم توقف رحلاتها إلي الصين مثلا أو أوروبا أو ماليزيا وغيرها؟ لماذا ترسل مصر للطيران هذا السبب غير المعلوم منطقه لتجعل الشركات السياحية في اليابان تفكر في إلغاء برامجها بالكامل؟ للأسف توسمنا خيرا في وزير السياحة منير فخري عبدالنور.. ولكن !! وتكمل سمر تساؤلاتها : لماذا تحارب شركة مصر للطيران الحكومية السياحة!! رغم أن السائح الياباني له ميزة تفضله عن السائح الأوروبي أولا أنه يزور مصر من أقصاها الي أقصاها فهو يذهب من الإسكندرية إلي أسوان في حين أن الأوروبي يأتي للمنتجعات في البحر الأحمر فقط تقريبا وتشمل رحلته كل شيء حتي زجاجة المياه فلا يصرف شيئا في مصر، أما السائح الياباني فهو يشتري كل شيء من مصر بدءا من زجاجة المياه إلي المشغولات الذهبية والسجاد والتحف والإنتيكات أي يدفع تقريبا عشرة أضعاف السائح الأوروبي أو أكثر.. ولا عزاء لطابور البطالة الطويل. اتصلنا بالمهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ليرد علي اتهامات شركات السياحة لمصر للطيران بإلغاء الرحلات الوافدة من اليابان، فقال: لا يوجد ما يسمي بإلغاء خط لمقصد ما، فالخط يتوقف عندما تكون الرحلات قد تم وضعها علي السيستم ثم توقفت ولكن في الحالة التي نحن بصددها لم يتم وضع أي حالات علي السيستم، خلاصة الأمر أن ما يحدث ضغط من شركات السياحة حتي نعمل بالخسارة، فكل واحد عنده 10 زبائن يريد أن يستقدمهم دون النظر إلي ال350 مقعدا يرجعوا فاضيين، فكل ما يهم شركات السياحة أن ال10 زباين يجدون طائرة يعودون علي متنها.. فسأروي لكم الموضوع باختصار: لدينا ثلاثة أنواع للسفر علي شركة الطيران، النوع الأول هو البيزنس ترافل المخصص لرجال الأعمال الذين يتنقلون من بلد إلي آخر لإقامة العديد من المشاريع، النوع الثاني اسمه زيارة الأهل والأصدقاء مثل المصريين الذين يعملون بدول الخليج ويأتون لزيارة أهلهم في الصيف أو المصريين الذين يعيشون هنا في مصر ويذهبون لزيارة أهلهم في أمريكا وأوروبا، أما النوع الثالث فهو السفر للسياحة الذي يشمل نوعين السياحة الوافدة والسياحة الخارجة.. فبالنسبة لخط اليابان لا يوجد بيزنس ترافل علي هذا الخط لأن كم الأعمال بين مصر واليابان ضئيل جدا لأنه لا يوجد فروع لشركات مصرية في اليابان مثلا وكذلك لا يوجد مشاريع يابانية كبيرة في مصر، أما بالنسبة للنوع الثاني من السفر المتعلق بزيارة الأهل والأصدقاء فالجالية المصرية في اليابان محدودة للغاية والجالية اليابانية في مصر محدودة جدا وبالتالي فلا يوجد من يتنقلون بين مصر واليابان لزيارة الأهل والأصدقاء، وبالنسبة للنوع الثالث من السفر فلا يوجد سياحة وافدة من مصر إلي اليابان بسبب ارتفاع مستوي المعيشة في البلد وبعد المسافة وأسباب عديدة أخري فلا يوجد حتي نسبة 1% من السياحة الخارجة من مصر إلي اليابان أي أن من كل مليون سائح نجد واحداً فقط يذهب لليابان.. إذن خط اليابان يعتمد علي السياحة الوافدة فقط.. نحن كمصر للطيران كنا نقوم- قبل ثورة 25 يناير- بتشغيل 10 رحلات لليابان 6 لطوكيو و4 لأوزاكا وكنا ننتوي زيادة عدد الرحلات إلي اليابان هذا العام لأن العام الماضي السياحة اليابانية حققت 100 ألف سائح لمصر وهي نسبة جيدة، وكما نعرف جيدا أن مصر للطيران اشترت طائرات جديدة منها طراز ال300-777 المخصصة للتشغيل علي خط اليابان، وهذه الطائرات موجودة وخط اليابان لا يعمل فهل أحد يتصور أن مصر للطيران لا تريد تشغيل الخط لليابان؟؟ فالطائرات يتم تشغيلها علي خط الرياض والدمام وهي ليست مخصصة لمثل هذه الرحلات وإنما الرحلات الطويلة فرحلة اليابان تستغرق 14 ساعة فمصر للطيران لديها رغبة كبيرة للتشغيل لليابان.. ويستطرد مسعود قائلا: «بعد ثورة 25 يناير قامت الحكومة اليابانية بفرض حظر علي المواطنين اليابانيين للسفر إلي مصر.. ونحن استقدمنا وفدا يابانيا علي نفقتنا الخاصة في شهر يوليو الماضي، وكلامنا كان واضحا للوفد الياباني إننا سنقوم بتشغيل رحلات أقل في الموسم الشتوي القادم الذي كان من المفترض أن يبدأ في 31 أكتوبر شريطة أن ترفع الحكومة اليابانية حظر السفر عن مصر.. وللعلم فإن اليابانيين شعب مطيع للغاية فعندما تحظر الحكومة اليابانية السفر عن مصر الشعب سيستجيب في الحال.. فمصر للطيران جاهزة للتشغيل في الموسم الشتوي لأن في الموسم الصيفي لا يوجد سياحة و لكن علي الحكومة اليابانية أن ترفع الحظر.. ويضيف قائلا: «الحكومة اليابانية حاليا لم ترفع الحظر ولكننا وجدنا رغبة حقيقية لدي شركات السياحة للتشغيل وبالفعل جلسنا مع أصحاب هذه الشركات وطالبناهم بالالتزام بعدد معين من الأعداد فليكن ب 100 راكب أسبوعيا أو ب 200 مقعد من ال300 ونحن كمصر للطيران سنقوم بالتسويق لبقية ال100 بحيث تستطيع مصر للطيران أن تتحمل الخسارة ونحن حتي هذه اللحظة لم نحصل علي أي التزام من أي شركة من الشركات فكلما نبدأ أن نضع الرحلات علي السيستم لا نجد من يلتزم فنقوم بإلغاء الرحلة فعرضنا أن نبدأ في وضع الرحلات علي السيستم في نهاية أكتوبر لبدء التشغيل في ديسمبر ولكن ما من أحد يلتزم وأؤكد علي أنه لا يوجد أي رحلة تم وضعها علي الحجزحتي يتم إلغاؤها».. وتساءل قائلا: «هو عشان هناك شركة سياحة من مصلحتها أن تستقدم 10 زبائن و3 أو 4 مرشدين ان ترجع الطائرة ب30 راكباً ل14 ساعة طيران من المال العام؟! أليست أموال مصر للطيران من المال العام؟.. فالضغط الذي تمارسه شركات السياحة علينا وتحرض المرشدين علي التظاهر والاعتصام يعني أنهم يريدون أن يسيروا أعمالهم دون النظر للمصلحة العامة».. فلا يستطيع رئيس الشركة أن يتخذ قرارا بإهدار 30 مليون جنيه شهرياً بدون عائد.. «فالموضوع أبسط من البساطة أننا لدينا رحلة تستغرق 14 ساعة طيران ولا نستطيع نسيرها بطائرة صغيرة فيجب أن تكون بطائرة كبيرة التي تكون إما 300 أو 319 أو 364 مقعداً عندما أقوم بتسيير طائرة من هذه الطائرات وأرجعها ب30 راكبا يبقي المفروض اتحاسب!!».. فشركات السياحة تريد أن نشغل هذا الخط بأي طريقة دون النظر إلي الملايين التي سنتكبدها ولكن كل ما يهمهم هو ال15 ألف جنيه المكسب من 10 زبائن. وما ردك علي عرض شركات السياحة لتحمل تكاليف الخط إلي اليابان؟ فأجاب قائلا ياريت وأقول لهم: «اللي عايز يشرتر طائرات لليابان إحنا مستعدين من بكرة».. يشرتر يعني يدفع ثمن الطائرة حتي يستقدم ناس علي متنها.. فنحن لدينا في اليابان مكتبا ومحطة وموظفين ولدينا مرتبات ندفعها هناك وإيجار مكتب ندفعه هناك ولدينا أيضا طائرة واسعة علي الأرض ليتم تشغيلها فلا أحب أن أسمع اشياء غير منطقية.. فنحن طلبنا منهم الالتزام ب20 أو 30 أو 50 مقعداً ولكن ولا حياة لمن تنادي فكل ما يريدونه أن يتم التشغيل بضغط من الرأي العام. وماردك علي مطالبة الشركات السياحية بالتحقيق مع مدير محطة مصر للطيران في طوكيو لإرسال خطاب إلي شركات السياحة اليابانية يضر بمصلحة مصر؟ - لم يحدث أن مدير المحطة قد أرسل أي خطاب.. فالخطاب الذي يتم تداوله علي الإنترنت كان بين موظف ياباني يعمل في شركة مصر للطيران وموظف في شركة سياحة ياباني والاثنان أصدقاء، فالأول أرسل إلي الثاني من الإيميل الخاص به، وليس من إيميل مصر للطيران ويسأله موظف شركة السياحة لماذا لم يتم وضع الرحلات حتي الآن علي السيستم فأجابه موظف مصر للطيران قائلا: أنا أتوقع أن الرحلات لن يتم وضعها علي السيستم إلا بعد الانتخابات فهو من نفسه يقول هذا الكلام ولكن لا يوجد رحلات قد تم وضعها ثم تم إلغاؤها.. وبالمناسبة تم محاسبة هذا الموظف لأنه يتحدث باسم مصر للطيران.. فالمفاوضات التي تجري بين مصر للطيران وشركات السياحة تدور في إطار التزام شركات السياحة بعدد معين من المقاعد علي الطائرة وستقوم مصر للطيران بتشغيل الرحلات فورا.