"هل تتحمل يا فوزى مسئولية قيادة القوات المسلحة فى الوقت الحالى"هذا ما قاله الرئيس جمال عبدالناصر يوم 11 يونيه 1967 فى إتصال تليفونى للفريق محمد فوزى والذى رد نعم يا فندم فقال الرئيس سأعلن هذا القرار فى الساعة الثانية والنصف حتى التقيك فى السابعة مساءً يقول الفريق أول محمد فوزى الذى كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة منذ 1964 حتى 11 يونيه 1967أن الرئيس أعطانى التوجيهات السياسية والعسكرية وهى "عليك أن تبنى القوات المسلحة مرة أخرى على أسس علمية بهدف إسترجاع الأرض المحتلة فى 67 وهى سيناء والجولان والقدس والضفة وغزة وقال ايضا "عليك أن تدرب الجيش ورفع كفاءته القتالية أما السلاح فأنا سوف أحضره من الإتحاد السوفيتى وحدد عبدالناصر المدة لانجاز المهمة بثلاث سنوات فرد فوزى ولكن العدو لن يتركنا نفعل ذلك وهنا قال ناصر ان هناك واجب اخر وهو مواجهة العدو اثناء اعداد وبناء القوات المسلحة ويشرح فوزى كيف ان المرحلة التالية للتسليح كانت التدريب واعداد المقاتلين الذى بدان ندقق فى أختياره وتعمدنا تجنيد العناصر المتعلمة والمثقفين بدلا من الاميين فبعد ان كنا نجند 3بالمائة من الجامعيين اصبحت النسبه 79 بالمائه والتى ساهمت فى الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل والذى اعطى نتائج مبهره فعدندما يقوم مجند خريج علوم بعد ان شاهد استخدام العدو قذائف مضادة للدبابات فتفجر ماسورة دباباتنا الذى قام بوضع سلك شائك ملفوف امام الدبابة ب20 متر وعندما تم ضرب نفس القذائف لم تصل اليها انما وقعت داخل السلك ولم تنفجر ولم تصب الدبابة المصرية يومها تم ابلاغى تليفونيا بالواقعة فركبت الطائرة وتوجهت مسرعا الى الموقع ووضعت لهذا الجندى نجمة بدل الشريط واعطيته ميدالية والبسته زى الضابط وقلت له تفعل نفس الشيىء على طول خط المواجهه وبعدما تنتهى من عملك تنتقل الى مركز بحوث القوات المسلحة بعدها تخلص الجيش المصرى من الجندى العادى الى الجنى المثقف اوالجندى المقاتل .. يصر فوزى ان ان اسرائيل احتلت ارض ودمرت معدات لكنها لم تكسر ارداتنا او نستسلم فكانت رغبة المقاتل المصرى فى الثار والانتقام فحرب الاستنزاف بداها جندى صعيدى راى جندى اسرائيلى ينزل القناة مع فتاة للستحمام وبدون ان يشعر اطلق النار عليه وعليها فقتلا فى الحال وترر الحادث ثلاث ايام متتالية وزاد عدد جنونا فى اطلاق الناررغم وجود اوامر كتابية بعدم الاشتباك والتهدئه وعندما تم بلاغى بالامر بعد اختراق احد جنودنا وقف اطلاق النار وقالوا ماذا نفعل قلت رقوه وكل من يقتل ويخترق وقف اطلاق النار رقوه وشروهكذا واصدرت اوامرى بان كل من يعبر القناة يحصل على نيشان وبدات حرب الاستنزاف من بندقية الى مدفع حتى دخول الطيران المصرى فى يوليو 1969 شارك «فوزي» في حرب فلسطين قائداً للمدفعية المضادة للطائرات وأُصيب في غزة، ثم انضم إلى الكلية الحربية كمعلم برتبة «بكباشي» مقدم أركان حرب في 15 يناير 1949، وعمل فترة طويلة كبيرا للمعلمين وترقى فيها إلى أن وصل إلى درجة لواء فمديرا للكلية الحربية. وعين رئيساً لأركان الجيش في مارس 1964، ثم الرئيس قائدًا عامًّا للجيش في 11 يونيو 1967 ثم أضيف إليها منصب وزيرا للحربية في 24 فبراير 1968. وهو أول من جمع بين منصب القائد العام ووزير الحربية ومن حينها لم يفصل بين المنصبين. وكانت أولى الخطوات التي اتخذها الفريق أول محمد فوزي هي تطهير الجيش من قيادات الصف الثاني المسئولة عن الهزيمة، وإعادة تنظيم صفوف الجيش المصري بعد النكسة وتنقل الدكتورة هدى عبالناصر تحليل الفريق فوزى لمعركة 5 يونيو: إن الشرح الذى قدمه الفريق فوزى فى هذا الصدد لهو على درجة عالية من الأهمية فقد كان يشغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة ذلك أنه حضر جميع اجتماعات الرئيس - القائد الأعلى للقوات المسلحة - مع قادة الجيش قبل وبعد معركة 5 يونيو. والتى جاءت كالآتى: 1- حجز70,000 مقاتل مصرى فى اليمن. 2- تراخى قيادات الجيش المصرى فى تجهيز مسرح العمليات فى سيناء، كما أن الإعداد لمعركة مشتركة حديثة لم يتم. وعلى العكس فى الجانب الآخر بدأ العدو الاسرائيلى يعد خطة الهجوم الجوية "كولومب" وخطة "صهيون الكبرى" البرية منذ عام 1957. 3- عدم استعداد القوات المسلحة لمواجهة اسرائيل؛ فاستراتيجية الدفاع يتضمن التدريب عليها الهجوم المضاد، وعمليات الانسحاب. 4- تضارب المعلومات بخصوص التهديدات والحشود الاسرائيلية، رغم تأكيد الفريق فوزى - بعد تفقده لمنطقة الحدود السورية الاسرائيلية - فى تقرير للمشير عبد الحكيم عامر؛ بعدم وجود حشود برية، مع عدم استبعاد حشودًا جوية. 5- ارتباك القيادة العسكرية المصرية؛ مثل حدوث تغييرات فى بعض المناصب القيادية فى آخر لحظة قبل الهجوم الاسرائيلى، وتخلى القيادة العسكرية عن الخطة " قاهر" التى وضعت سنة 1965، والتى بموجبها تسيطر القوات المسلحة على مضايق سيناء الاستراتيجية، ثم صدور الأوامر بتحركات متضاربة أنهكت القوات البرية. ومما أمعن فى خطورة الموقف؛ سوء تقارير المخابرات الحربية؛ مما ضلل قيادة القوات المسلحة، وجعلها تتوقع الهجوم الاسرائيلى من المحور الجنوبى لسيناء، بينما قد حدث الهجوم فعلاً من المحور الشمالى. 6- الخداع الدولى؛ فقد طلبت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتى ألا تبدأ مصر بالضربة الأولى! وهددتا بعدم الوقوف معنا إذا هجمنا أولاً. لقد كانت عملية خداع بالذات من ناحية الولاياتالمتحدة، التى تظاهرت بالرغبة فى تسوية النزاع، ووافقت على زيارة زكريا محى الدين اليها، وحددت ميعاد الزيارة يوم 5 يونيو1967! اما عن الوضع أثناء العمليات الحربيةكما جاء فى تحليله يقرر الفريق فوزى أن الفوضى التى حدثت عقب الهجوم الاسرائيلى؛ المسئول عنها قيادة الدفاع الجوى التى كانت موجودة ضمن القوات الجوية. لقد حدث تخبط فى نتائج الاستطلاع الجوى، ولم تصل الاشارات ببدء الهجوم من الأردن فى المكان المناسب أو الوقت المناسب؛ نتيجة للاهمال. وأكثر ما تسبب فى مضاعفة خسائرنا هو قرار الانسحاب الخاطئ المتسرع من جانب المشير عبد الحكيم عامر فى يوم 6 يونيو1967، ولم تكن المعركة قد مر عليها سوى 24 ساعة! لقد كان يعتقد بأن القوات البرية لا يمكن أن تحارب بدون غطاء جوي. إن هذا القرار المميت - على حد تعبير الفريق فوزى - أدى الى الانهيارات المعنوية لقواتنا التى رجعت من سيناء، وتسبب فى خسائر جسيمة بين المقاتلين. والى جانب هذه الهزيمة القاسية، يبرز الفريق فوزى من ناحية أخرى بعض المكاسب التى دعمت الموقف اليائس فى بداية حرب الاستنزاف: 1- إذا كانت الضربة الجوية الاسرائيلية يوم 5 يونيو 1967 قد أفقدتنا 85٪ من قواتنا الجوية؛ فكان ذلك بالنسبة للطائرات التى ضربت على الأرض فقط، أما الطيارون- وهم الأغلى - فقد نجوا ؛ حيث حدث اتصال مع بومدين فى الجزائر ليرسل لمصر 40 طائرة ميج 17، أحضرها الطيارون المصريون. 2- كشف الفريق فوزى عن سر.. وهو أن القوة الجوية المصرية الضاربة كانت موجودة فى مخازنها مفككة! وهى عبارة عن 51 طائرة سوخوى 7 قاذفة مقاتلة،. 3- كان لمصر قوات فى اليمن أُنقذت من ضربة العدو وكانت تبلغ فرقتى مشاة، ولواء مظلات، وكتيبتى صاعقة، وعددا قليلا من سلاح الطيران؛ تم استدعاؤهم ليأخذوا دورهم فى الحرب وفى اوراقه الخاصة يقول فوزى بخط يده موجوده بمكتبة الاسكندرية "ولدت يوم الجمعة 5 مارس 1915 من أبوين مصريين – بكباشى أمين فوزى فى 9 رمضان 26 مارس 1926 والسيدة فاطمة زهدى توفيت عام 7 يوليو 1932 فى 12 شارع العباسية – القاهرة – منزل جدى لأمى عبد الله زهدى، ونلت شهادة الابتدائية عام 1930 وكان ترتيبى الرابع فى مصر كلها من مدرسة العباسية الابتدائية، والتحقت بمدرسة فؤاد الأول الثانوية فى العباسية، ونلت فيها شهادة الكفاءة 3 سنوات، حولت إلى مدرسة القبة الثانوية فى كوبرى القبة قريبة من منزلى 12 شارع منشية البكرى وأخذت منها شهادة البكالوريا بمجموع كبير. والتحقت بالكلية الحربية وكان اسمها المدرسة الحربية عام أكتوبر 1934، واستمريت فيها سنتين وتخرجت بترتيب الثالث فى الأقدمية العامة لدفعة كان عددها 21 طالبا تخرج منها معى 10 ضباط فقط وكان عمرى 21 عاما. والتحقت بالأورطة الثانية بيادة بناء على رغبتى وكانت فى قشلاق المعادى، وهى نفس الكتيبة التى كان فيها والدى رحمه الله قبل وفاته، واخترت هذه الكتيبة بمعرفتى أنها ستمكث فى القاهرة – دائرة قسم المحروسة – لمدة سنتين وكنت فى أشد الحاجة للبقاء فى القاهرة حتى أباشر أخوتى أنعام وسعدية وشقيقى حسين فوزى الذى التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة فى هذه السنةوفي 14 مايو 1971 قدم استقالته من جميع مناصبه تضامنًا مع بعض الوزراء احتجاجًا على سياسة الرئيس السادات، وتم اعتقاله مع عدد كبير من كبار المسؤولين السابقين وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، لاتهامه بالتآمر ضد الرئيس السادات فيما عُرف بثورة التصحيح، وتمّت محاكمته أمام محكمة عسكرية ووضع قيد الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي العسكري إلى أن اصدر الرئيس السادات قرارًا بالعفو عنه عام 1974، وقد أبدى الرئيس «السادات» وقتها أسفه لذلك، وقال بالنص «إنه يحدد إقامته وهو حزين»، اعترافاً منه بأن للرجل أيادي بيضاء على القوات المسلحة المصرية