اختفت عن الحركة التشكيلية لفترة بسبب المرض ، وما أن واتتها الفرصة حتى عادت تشرق من جديد في أحدث معارضها والذى سيفتتح مساء الاثنين 13 اكتوبر الجارى بالمركز المصري للتعاون الثقافى الدولي بالزمالك تحت عنوان "النور والطبيعة" انها الفنانة زينب عبد العزيز .. التى شقت طريقها فى الفن منذ سن العاشرة من خلال تتلمذها على يد الفنان لطفي الطنبولي- زوجها فيما بعد – فقد كان له الفضل فى توجهها بعد توجيهها حتى بعد دراسة الأدب الفرنسي فى كلية أداب القاهرة وتخرجها عام 1962. أعدت رسالة الماجستير "يوميات أوجين ديلاكروا".. وحصلت عليها عام 1967 ورسالة الدكتوراه عن " النزعة الإنسانية عند فان جوخ" عام 1974 لتنتهج الفن ممارسة وعلماً وثقافة ونقداً.واتخذت من الحضارة وتاريخ الفن منهجا ومادة قامت بتدريسها فى الجامعات المصرية وتخصصت فى الترجمة لتقوم بترجمة العديد من الكتب والروايات إلى العربية ، وقامت بمؤلفات بلغت 17 مؤلفاً خاصا بالإسلام وخمسة مؤلفات فى الحضارة وتاريخ الفن بالإضافة الى العديد من الأبحاث بالفرنسية والمقالات الفنية والأدبية فى المجلات المصرية والعربية، وقد أدرج أسمها فى أربع موسوعات عالمية كأستاذة جامعية وباحثة وكفنانة تشكيلية. ورغم نبوغها فى مجال الأدب والكتابة والترجمة فإن عشقها للفن والإبداع قادها للنجومية تماما كما المجالات الأخرى. فنانة ملونة بالدرجة الأولى تتخذ من المنظر مجالا لإبداعها فى التصوير بالألوان الزيتية فجابت العديد من البلدان لتعايش طبيعتها ثم تنفذ إلى روحها لتعبر عنها بعجائن الألوان التى تضفي القيم الملمسية في بلاغة تشكيلية تنفذ إلى وجدان المشاهد. اختارت الفنانة من الزهور أيضا مجالا لابداعها ؛ عباد الشمس واللافندر واهتمام خاص بعصفور الجنة حيث حكت لى قصتها معه حينما كانت فى زيارة لهولندا واعجبها شكل الزهرة وبعد عودتها قام بائع الزهور فى القاهرة باستيراده من هناك بناء على طلبها . تسجل الفنانة باللون – الذى هو أساس إبداعها- جمال الأماكن من خلال النور الداخلي لتحيل المكان إلى "بورتريه" .. ووفقا لقول الراحل د. ثروت عكاشة: "لم يعد فن "البورتريه".. أمام ما حققه الفنان البندقي الشهير "كاناليتو" امتيازا للإنسان وحده يستعرض من خلاله ملامحه الشخصية ومظهره الاجتماعي بعد أن جعل مناظره الطبيعية "بورتريهات".. بالغة الإتقان والروعة يتغنى من خلالها بمفاتن عشيقته البندقية (فينيسيا).. التى استحوذت على روحه وكيانه، فانبرى يسجل باللون روائع جمال مدينته المحبوبة وأحفال سكانها الصاخبة، وإذا هو يبتكر "بورتريه المكان".. بديلا عن البورتريه الشخصي التقليدي وها هي الفنانة المبدعة زينب عبد العزيز تدلى بدلوها الفني فى مجال "البورتريه المكاني". وإذا ما تفحصنا إنتاجها بإمعان نلمس ترابطا موضوعيا بين أسلوبها والفن المصري القديم، فلوحاتها استمرار وتواصل لنفس المفهوم المنادى بخلود القيمة الجمالية الإنسانية وبساطة التعبير وهى الدعائم نفسها التى يتركز عليها أسلوبها.