كشفت مناقشات المؤتمر السنوي لجمعية الإسكندرية للحساسية والمناعة عن أحدث الأبحاث العالمية فى علاج أمراض الحساسية والمناعة، ومنها اكتشاف خلل بالخلايا المناعية النافعة " IL10"، المسئولة عن إيقاف التفاعل المناعى المسبب للحساسية، وظهور آمال لعلاجات جديدة تسعى لتنشيط هذه الخلايا، وتحقيق السيطرة المناعية الكاملة على المرض. وتناولت المناقشات دور موسعات الشعب طويلة المفعول مع مرضى الانسداد الشعبى، إذ تكون أكثر إفادة خاصة فى المرحلة الثانية، للحفاظ على وظائف الرئة. ويقول الدكتور سمير خضر أستاذ الحساسية بطب الإسكندرية ورئيس الجمعية والمؤتمر، أن أحدث الأبحاث التى نشرتها المجلة الإكلينيكية الدولية للحساسية والمناعة كشفت عن وجود اختلال بالخلايا المناعية التى تفرز" السيتوكينات" النافعة " IL10" التى توقف التفاعل، وتدخل المريض فى حالة ثبات مناعى مع اختفاء أعراض الحساسية بجميع أنواعها، ويؤدى الخلل فى وظائفها لظهور الحساسية بحسب العضو المصاب بالجسم سواء كانت حساسية صدرية أو جلدية وغيرها. وسيساعد هذا الاكتشاف فى ظهور علاجات تسيطر على الجهاز المناعى، وزيادة إفراز مادة "IL10"، وبالتالي السيطرة الكاملة على المرض، مشيرا إلى أن الأبحاث الحديثة فى علاج مرضى السدة الرئوية بالعلاجات التقليدية كموسعات للشعب الهوائية طويلة المفعول، ومشتقات الكورتيزون إلى جانب بعض المضادات الحيوية "الكلارثيرومايسن" ساعدت فى المدى الطويل على تحسين جودة الحياة، وتقليل الانتكاسات الصدرية. ومن جهته، أشار الدكتور محمود الزلبانى أستاذ طب الأطفال والحساسية بطب الإسكندرية إلى النظريات الحديثة فى منع الأمراض المناعية المزمنة، وأمراض الحساسية، ودراسة الخريطة المناعية لكل مريض على حدة، بهدف التحكم الجينى فى التفاعلات المناعية المؤدية للالتهابات المزمنة. وتتيح الدراسة معرفة الموروثات الجينية للمريض، والاستعداد للإصابة بمرض محدد، بهدف وضع استراتيجيات، وعمل تعديلات جينية لمنع المرض أو تقليل حدته. وبدأت بوادر هذه الدراسة فى ظهور علاجات تعمل على وقف تفاعل هذه الجينات المؤدية للالتهابات الشعب الهوائية، بصورة تحسن من الشفاء، والوقاية من المرض. وتناولت الدكتورة لمياء الحسينى مدير وحدة الأبحاث الطبية بمركز ميد بفيينا بالنمسا، دراسة حديثة نشرت بمجلة المناعة العالمية أظهرت أن هناك مجموعة من الجينات "HDAC1" هى المسئولة عن الحماية من الإصابة بحساسية الصدر، وأن نقصانها فى فئران التجارب، زاد من نسب إصابتها بحساسية الصدر، مما دفعها لإنتاج مكملات غذائية نباتية باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، تعمل على استرجاع دور هذه الجينات، وزيادة فاعليتها فى تقليل الالتهابات الصدرية والحساسية. وأوضح الدكتور محمد الشرقاوى استشاري حساسية الصدر والمناعة وأمين عام الجمعية، ارتباط التدخين ببعض الوظائف الفسيولوجية بالجسم وعلاقته بمرض السدة الرئوية، إذ يرتبط التدخين بشدة ببعض العادات كالغذاء والاستمتاع بالمكيفات أو العلاقات الاجتماعية. وفى هذه الحالات يحتاج المريض إلى تأهيل نفسى لقطع العلاقة بين السيجارة والوظائف الفسيولوجية، مما يوقف تدهور حالة السدة الرئوية، مشيرا لأهمية ممارسة الرياضة تدريجيا فى المرضى بهدف رفع الكفاءة التنفسية، وتحسين جودة الحياة. كما تحدث الدكتور مؤمن الزلبانى الطبيب الزائر بجامعة هارفارد بأمريكا عن بحث نشرت نتائجه بدورية أبحاث النانو العلمية بالولايات المتحدة، لإنتاج شرائح بتقنية هندسة الأنسجة لإنتاج شرائح رئوية صناعية تُستخدم لمعرفة تأثير العلاجات على أنسجة الرئة فى الأمراض الصدرية، وأيضا ظهور تقنيات بيولوجية كهروميكانيكية حديثة تعمل على المستوى الذرى، لتشخيص مرض الحساسية من نقط دم واحدة، إذ تقدم صورة دقيقة للمرض، وشدته، بهدف اختيار أفضل سبل العلاج.