تزخر مصر بالعديد من الطاقات العقلية والبشرية التي تمكنها من النهوض والتقدم فى المجالات كافة، فمصر تحفل بمئات بل الآلاف من النوابغ أصحاب العقول العامرة والخبرات العلمية البارزة فى مختلف الفنون والمجالات. الدكتور غازى قاسم الخبير المصرى هو أحد أشهر أطباء المسالك البولية فى ألمانيا، وهو مؤسس قسم المسالك بمستشفى هملينج بشمال غرب ألمانيا، وقد أجري العديد من الجراحات لأمراء ورؤساء الدول العربية ومشاهير العالم، وانتشر صيته فى المانيا بعدما أجرى جراحة ناجحة للمستشار الألمانى السابق هيلمت كول، إلى جانب بعض الوزراء السابقين، والحاليين، ومنهم وزير المالية الحالى. د. غازى التقته "الأهرام" خلال زيارة قصيرة له بالقاهرة، وسألناه عن أسباب الزيارة، والجديد فى علاجات المسالك، فتحدث عن مناظير بحجم "أنبوب القلم الصغير" تم التوصل إليها من أجل تفتيت الحصوات، علاوة على إجراء جراحات البروستاتا بالروبوت، وعمل مثانة تخليقية من الأمعاء لتعويض استئصال المثانة المصابة بأورام. والآن إلى الحوار: حدثني عن ظروف هجرتك إلى ألمانيا؟ { تخرجت في كلية طب الإسكندرية وكانت لدي حيوية لممارسة الطب ولكن وقت تخرجى لم يكن فى المستشفى الذى أعمل به الامكانات التى تكاد تمثل بدائيات العمل الطبى التى تمكننى من ممارسة عملى بنجاح فالحياة العملية والتطبيقية. وقتها لم تكن لها علاقة بالدراسة التى كانت على مستوى عال بطب الإسكندرية، والتى بالفعل أفادتنى كثيرا عند ممارسة العلمل الطبى بعدما هاجرت إلى ألمانيا، ولحقت بجامعة بون. ما أسباب الزيارة الحالية للقاهرة؟ { أنا موجود بصفة دورية بمركز طبى ، لأقوم بعمل بعض الجراحات فى مجال المسالك البولية ومنها المثانة والحالبان والبروستاتا سواء بالمناظير أو بنظام الجراحات المفتوحة. وغالبا تجرى هذه العمليات التى أشترط سفرها للخارج والعمليات المعقدة، وأنا أقوم بهذا العمل منذ عام 2006 وحتى اليوم. وماذا عن استخدام الخلايا الجذعية فى جراحات المسالك بألمانيا؟ { إلى الآن لم تأخذ الخلايا الجذعية موضعا يعتمد عليه فى أمراض المسالك فهى ما زالت قيد البحث العلمى، ولكن بعض الأطباء والشركات يقوم بعمل إعلان عن استخدام الخلايا الجذعية فى علاج بعض الامراض خاصة أمراض الأعصاب فى ألمانيا، وهذا غير صحيح وهو نوع من النصب، وتضييع الوقت. ما السبب الرئيسى فى تكون الحصوات؟ وكيف يمكن تفادى تكونها ؟ { أكثر من 90 بالمائة من أسباب تكون الحصوات غير معروفة و10 بالمائة تكون نتيجة لمشكلات فى امتصاص الأملاح من الامعاء وبعض الغدد مثل الغدة الدرقية التى تنظم الكالسيوم والفسفور بالجسم، وكذلك الالتهاب المتكرر فى المسالك البولية ولكن شرب الماء النظيف بكميات كبيرة يقلل من تكوينها إذا كانت هناك أجسام بطبيعتها تكون الحصوات. وما الجديد فى علاج الحصوات؟ { معظم تقنيات علاج الحصوات وعلاج الأورام بالليزر، وكذلك تفتيت الحصوات من خلال المناظير المتقدمة، التى وصل إليها العلم ،والتى تبلغ فى الحجم "أنبوب القلم الصغير"، وهذه التقنيات موجودة حاليا فى مصر، لكنها فى عدد قليل من المستشفيات الخاصة نظرا لأسعارها المرتفعة، والصيانة المستمرة لها. كيف ترى المنظومة الطبية فى مصر؟ { جزء كبير من العمل الطبى فى مصر أصبح عملا تجاريا، خاصة بعد التوسع فى المستشفيات الخاصة على حساب المستشفيات الحكومية التى تفتقد الامكانات المادية وايضا البشرية حيث إن غالبية الأطباء والتمريض يتجه للعمل فى المستشفيات الخاصة لوجود الأجهزة والتقنيات الحديثة.كذلك القصور فى التوثيقات الطبية للتعرف على التاريخ المرضى لكل مريض بما فى ذلك عمل تقارير وافية عن تفاصيل العمليات الجراحية . ولا شك أن فقدان الثقة بين المريض والطبيب هى السبب الأساسى فى حدوث اضطراب العلاقة بينهما. فيجب أن يكون هناك تواصل بين كبار الأطباء وشباب الأطباء فى الجامعات وداخل المستشفيات دون التخوف من أن هذا النشء سيؤثر على خبراتهم وقدراتهم فى السوق وهذا سيمكن الأطباء من الوصول إلى المعلومة بسهولة، بما يسهم مستقبلا فى قدراتهم على التجديد والابتكار فى جميع التخصصات دون تضييع سنوات عمرهم فى الحصول على معلومة موجودة لدى الخبراء. فإذا كانت علاقة الأستاذ والطالب علاقة الأب بابنه فلن يبخل عليه بمعلومات قد تميزه على أستاذه نفسه وهذا ما يحدث لنا فى ألمانيا وهو السبب الرئيسى فى تفوقنا فى مجالنا . ما نصيحتك لتفادى أورام البروستاتا؟ { أنصح كل من أتم 45 عاما بضرورة عمل فحوص لغدة البروستاتا وفحص لدلالات الأورام الخاصة بها فى الدم ، ذلك أن الاكتشاف المبكر لأورام البروستاتا يكون له دور كبير فى سهولة العلاج وسرعة الشفاء. .. وماذا عن التقنيات الحديثة لعلاج أورام البروستاتا، ونسب نجاحها؟ { التقنيات الحديثة مكنتنا اليوم من إجراء عمليات البروستاتا بنجاح مع الحفاظ على النواحى الجنسية، فهناك جراحات بالروبوت، وهى من أحدث التقنيات التى تمت ولها مستقبل مبهر، إلى جانب جراحات البروستاتا بالمناظير والتبخير، وهى موجودة حاليا، وبدرجات نجاح عالية جدا. أخيرا: ما أحدث ما توصل إليه العلم فى علاجات المثانة؟ { توجد تقنيات حديثة لاستئصال المثانة نتيجة لوجود أورام إذ يمكن الآن أن تُستبدل بالمثانة مثانة تخليقية من خلال قص جزء من الأمعاء، وتشكيله بطرقة معينة حتى تقوم بنفس دور المثانة التى تم استئصالها.