دباغة الجلود احدى المهن القائمة على ذبح الماشية والخراف، وهي صناعة تنتعش في عيد الأضحى المبارك الذي يعتبره العاملون بها أهم موسم ، لكن هناك نصيحة يقدمونها للمواطنين عند ذبح الأضاحي ، فما هي ؟ يوضح ياسر سيد ابراهيم صاحب احد مصانع الدباغة بمصر القديمة أن قيام بعض المواطنين بالذبح بأنفسهم ، أو قيام أشخاص غير مؤهلين للذبح والسلخ بهذه المهمة يتسبب في حدوث تمزقات أو قطع في فروة الخروف أو جلد الأضحية مما يؤدي الى تلفها ، أو إهلاكها لهذا ننصح بعدم التعجل في عملية السلخ وأن يقوم بها المؤهلون لها الذين يتمكنون من السلخ وفل الجلد عن لحم الأضحية بدقة للحفاظ على أصل الجلد وقيمته . ويضيف أنه توجد بورصة للجلود ، لكن هناك العديد من المشاكل التي تعانيها هذه الصناعة الحيوية التي تقدم الخامات اللازمة للمنتجات الجلدية التي اشتهرت بها مصر ويعمل بها أكثر من 4 ملايين مواطن ، في مقدمة هذه المشكلات انتشار الذبح في الشوارع ومحال الجزارة دون رقابة أو التزام بالاشتراطات والمواصفات الصحية . لهذا نطالب بالذبح فقط داخل المجازر الآلية والتوسع فيها مثل باقى الدول العربية منعا لإهدار وضياع الجلد المصري الذى يعتبر من افضل الجلود على مستوى العالم ، ولابد أيضا من نشر الوعى والارشادات الصحية والبيطرية من وزارتي الزراعة والصحة ومديريات الطب البيطري ، كما اننا كمجموعة تجار مدابغ مصر القديمة نطالب بتشديد الرقابة الصحية على المنتجات الجلدية المستوردة من الصين او منعها تماماً لما تسببه من امراض حيث يقبل عليها المواطنون لقلة سعرها. ويضيف أن مكان المدابغ في سور مجرى العيون بمصر القديمة يرجع لعصر محمد على ولم تكن هناك مشكلة حتى بدأ التفكير في نقل مصانع الدباغة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الى منطقة الروبيكى والتى تقع ما بين مدينتي بدر والعاشر من رمضان بسبب التلوث ومشكلة الصرف الصحي الذى تعانى منها منطقة مدابغ سور مجرى العيون حيث يصل عدد المدابغ الى خمسة الاف، وكان اختيار موقعها الحالي في عهد محمد علي يرجع الى قربه من نهر النيل لحاجة الجلود الى المياه العذبة ، ولا يجوز استخدام مياه الآبار كبديل مؤقت للمياه العذبة ، لذلك نطالب بمحطة مياه ضخمة قبل الانتقال الى الروبيكي . وأضاف أن هناك ما يقرب من 12 مصنعا تريد النقل الى منطقة الروبيكى وهى كبرى مصانع التصدير حتى يكونوا قرب الطريق الصحراوى والموانى ، بينما يرفض العاملون بالمدابغ النقل بسبب بعد المسافة بين مكان السكن فهم يقطنون فى وسط المدينة بدار السلام او حلوان او فى منطقة مصر القديمة ولا يستطيع أحدهم تحمل اعباء وتكاليف المصاريف اليومية التى ستهدر فى المواصلات ، واذا فقدنا العامل ذا خبرة الصنعة الذى يتقنها ولديه خبرته بالفطرة ، فما هو البديل ؟ بالأخص انه لا يوجد الان اى معهد فني دباغة للحفاظ على مهنة الدباغة من الاندثار واذا اختفت هذه المهنة ستكون خسارة فادحة لصناعة الجلود فى مصر فهى بمثابة دخل اقتصادى للبلاد . ويضيف ياسر سيد ابراهيم اننا لسنا ضد التحديث وتطوير مهنة الدباغة لكن هناك العديد من المشاكل التى تعوق عملية النقل على سبيل المثال صعوبة نقل المعدات والآلات التى يرجع عمرها لمئات السنين كما ان تفكيكها مكلف لأنه لا أحد يستطيع تركيبها مرة اخرى ، كما أن منطقة الروبيكي تحتاج الى ان تصبح مدينة خدمية متكاملة بداية من توفير مستشفي وأماكن مخصصة للسكن ومحلات تجارية حتي تلبي احتياجات العمال . فنحن نستورد مواد الدباغة المكلفة اما الملح فيأتي من المدن الساحلية كالاسكندرية والعين السخنة والسويس وبسبب ارتفاع اسعار البنزين اصبح النقل مكلفا جداً . ونطالب بهيئة رقابية على جهاز غرفة الجلود بسبب احتكار بعض التجار المناقصات دون علم اى من التجار الاخرين وايضا يحدث ذلك بالنسبة للمعارض الخارجية التى هى مجرد واجهة لتحقيق المصالح الشخصية فقط ولدعم مصانع الجلود والدباغة من دول الخليج . وقال إنه منذ ثورة 25 يناير 2011 فقد انخفض مؤشر الذبح بنسبة 20% بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الأعلاف والنقل او الاستيراد لذلك الإقبال على شراء الأضاحي انخفض على الرغم من ان عيد الاضحى يعتبر موسما للتاجر والعامل ينتظرونه كل عام. اما عم حسن ابراهيم وهاني محمد عمال فى الدباغة فيقولان ان الدباغة تمر بخطوات مهمة لابد ان تتبع بدقة لان الجلود صنعة فنية فهي ثروة مثل صناعة الرخام والكريستال ، اولاها بعد وصول الجلد المسلوخ من عند الجزار نقوم بعملية تمليح لعدد غير محدد للأيام على حسب احتياج الجلد حتى تجفيفه من المياه ، ثم مرحلة التحليل والمياه لتعود له الدموية أو الحيوية ، وبعد ذلك مرحلة العيار او الحلاق وهى عبارة عن دخوله لماكينة ضبط عيار الدهون ، ويخضع لمادة الكروم ، وهى مادة الدباغة - مستوردة من روسيا - ثم مادة الشحومات والصباغة ، ويتعرض للشمس ، ثم مرحلة التسمير وهى عبارة عن تشكيل فني للجلود حتى تنتهى فى صورتها الاخيرة واكثر التسوق فى بيع جلود الأحذية ، اما السجاد فيباع للتجار المصدرين .