أنا فتاة فى الرابعة والعشرين من عمري، تمت خطبتى منذ عام لشاب يكبرنى بسنة واحدة، ويعمل فى وظيفة مناسبة، وأموره ميسورة الى حد كبير، وجاءت خطبتى له بعد «تعارف سطحي» دون أن ندخل فى تفاصيل طباعنا وتصرفاتنا، وبعد فترة من الخطبة تكشفت لى حقائق جديدة عنه، مثل أنه بخيل، أو قل إنه حريص أكثر من اللازم على عدم شراء هدايا لى فى المناسبات المختلفة، واذا زارنى بهدية فإنها تكون رخيصة، ولا تليق بظروفه ولا بمستوانا المادى والاجتماعي، وبرغم أننى أحببته إلا أننى فكرت كثيرا فى فسخ الخطبة، وحاولت أن ألفت نظره أكثر من مرة الى هذه النقطة، وتحسن الوضع قليلا، ثم اكتشفت أنه عنيد جدا، واذا نشب بيننا خلاف، فإنه يتأخر كثيرا فى مصالحتي، أو بمعنى آخر يتكبر علىّ، ولا أجده حنونا معى فى وقت الغضب ولا يهتم لأمرى اذا وجدنى مهمومة وحزينة، وهو لا يتقبل النقد أبدا، ولا أن يتصرف معى بطريقة أو أسلوب مناسب، فهو كما هو، أما أنا فقد تغيرت كثيرا من أجله، بل وإننى أفضله على الجميع، فهو الأقرب لى حتى من أهلي، وبرغم طبعه القاسى فإنه يقول إنه يحبنى وأجده أحيانا رومانسيا، لكنى أصبحت أشك فى هذا الحب، إذ كيف يحبنى وهو لا يتغير من أجلي، فهل ترانى أطلب منه المستحيل؟.. أم أننى لا أستحق منه ذلك؟ ثم لماذا لا يغفر لى «زلة لسان» أو خطأ ارتكبته فى لحظة توتر، فيعاقبنى عليه، ويعد علىّ أخطائى وكلماتى وأنفاسى، ويتحول عند الغضب الى عدو وليس أقرب حبيب لقلبى وروحى؟ إننى لا أعرف ما هو الحل؟.. ولا الى متى سوف أتجاوز عن هذه التصرفات؟، وما الذى يجب علىّ أن أفعله، إذ لا استطيع أن أتحمل منه أكثر من ذلك؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: يجب البحث دائما عن أرضية مشتركة بين كل عروسين وهما يبدآن حياتهما معا، فيحاولان تقريب وجهات النظر بينهما، والبعد عن كل ما يثير خلافهما، فإذا نظرنا الى المشكلة التى تتحدثين عنها نجد أنها مشكلة بسيطة تتعلق بهدية رخيصة أو غالية الثمن، ورأيى أن الأهم من ذلك هو المعنى نفسه، فإنه يقدرك ويحبك، فلا تتوقفى عند هذه المسألة وسوف يستجيب لما ترينه بعد زواجكما حينما تصبحان معا، وتكون الأمور المتعلقة بالهدايا وخلافها من اختصاصك مثل كل البيوت التى تتولى فيها السيدات اختيار ما يحلو لهن من هدايا للأقارب والأهل والأصدقاء، أما حكاية «العند»، فأعتقد أنه يتعامل معك به من باب أنه يريد أن يفرض شخصيته عليك، أو أنه يبين لك أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى المسائل المتعلقة بك، وعليه أن يحذر المغالاة فى ذلك، فالمشورة هى السلاح الأقوى دائما للوصول الى الحل الأمثل، والا فسوف يفقدك، ولن يكسب أى إنسانة أخرى سوف يتبع معها هذا الأسلوب الذى لا يتناسب مع شاب مثقف ومتعلم يقدر من يرتبط بها حق قدرها. فلا تخضعا علاقتكما لحالة التربص التى يفقد بها كل منكما الآخر، وسوّيا خلافاتكما بمزيد من العقل والحكمة، فتمضيان معا على الطريق الصحيح بإذن الله.