مع بداية العام الجديد.. نبدأ صفحة جديدة فى علاقتنا بالآخرين.. نهنئ بعضنا البعض بقدوم العام الجديد.. ويرسل البعض باقة من الزهور تعبر عن المحبة.. بينما يقدم البعض الهدايا الرمزية.. فالهدية تبقى أبدا رسالة محبة لها تأثير السحر لدرجة أن أعقد المشكلات يمكن حلها بهدية صغيرة لا تزيد على وردة حمراء.. لغة الهدايا من أسهل اللغات وأجملها فى العالم أجمع.. تلعب على أوتار المشاعر الإنسانية بعمق ويبقى أثرها لفترة طويلة فى النفوس.. لاترتبط أهمية الهدية بمدى الحاجة إليها فأغلب البشر مهما كان ثراؤهم ونفوذهم يشعرون بالسعادة عندما يتلقون هدية من غيرهم حتى لو كانت بسيطة وبدون مناسبة.. وكما يقول المثل الشعبى «انا غنية واحب الهدية» كذلك حثنا الحديث الشريف على التهادى فى قول الرسول الكريم «تهادوا تحابوا». وقد اثبتت الابحاث التى اجريت على تأثير الهدية على العلاقات الإنسانية انها افضل وسيلة لتدعيم تلك العلاقات بين البشر على كل المستويات بين الزوجين وبين الأبناء وآبائهم وبين الجيران والأصدقاء حتى بين زملاء العمل والأساتذة والطلاب.. حتى تلك الأوسمة التى يحصل عليها المبدعون فى كل زمان ومكان من حكوماتهم فإنها تظل اغلى ماحصلوا عليه من تقدير طوال حياتهم حتى لو كانت لاتعدو ان تكون قطعة من المعدن الرخيص. وتبادل الهدايا هو اقصر طريق لإنهاء الخلافات وأسهل طريقة للتعارف بين البشر.. وهى الدليل القاطع لكل شخص يتلقاها على ان الأخر يفكر فيه ويبحث عن اسعاده ويحاول ارضاءه.. لذلك جاءت اهميتها للمرضى وعند تحقيق النجاح وفى الأعياد ولإنهاء حالات الخصام. ومن هنا اصبحت الهدايا فنا وعلما واسلوبا للتعامل يحتاج لكثير من التنظيم والتفكير. قواعد فن الإهداء: حتى يكون للهدية تأثير كبير وفعال يستمر لمدة طويلة عليك باتباع مايلى: يفضل الا يكون لدى المتلقى للهدية اية فكرة عنها بحيث تأخذ طابع المفاجأة قدر الإمكان لتصبح ذات معنى كبير. ان تكون الهدية مختلفة عن نمط حياة الشخص الذى يتلقاها وخارج روتين مشترياته المعتادة فإذا كان من تهديه الهدية رياضيا مثلا يمكنك اهداؤه كتابا أو رابطة عنق. كلما كانت الهدية صغيرة كلما وجد صاحبها المكان المناسب للاحتفاظ بها فى مكان محبب لقلبة. يفضل ان تكون شيئا ملموسا لااحتفالا ينتهى سريعا خاصة اذا كانت العلاقات بين الطرفين علاقات مستمرة فالورود تذبل سريعا ولكن لامانع من باقة زهور صناعية تعيش لمدة اطول. ان تلبى الهدية متطلبات قد يتكاسل المتلقى عن القيام بها رغم ضرورتها كإهداء صديقك الكسلان لجهاز رياضى يساعده فى التخلص من الوزن الزائد. ربطة عنق جميلة أو بلوفر بلون مختلف عما اعتاده زوجك قد تلفت نظره لرغبتك فى احداث التغيير فى حياته الروتينية الكلاسيكية التى تجعله يبدو اكبر سنا. المرأة وان كانت تحب الهدايا الرومانسية كالزهور والعطور الا انها تفضل دائما هدية تحملها معها فى كل مكان كالحقيبة أو الخاتم أو السوار. يفضل تقديم قطعة واحدة فقط من الهدية وان كنت ترغب فى تقديم قطعتين فيفضل الايكونا متشابهين فلاداعى لشراء قميصين مثلا يفضل قميص مع بنطلون أو حذاء مع حقيبة بدلا من حقيبتين. لا تقدم هدية تثير اعصاب المتلقى وترهق ذهنه كالأجهزة المعقدة والتى تحتاج لساعات طويلة لفهمها وتركيبها. لا تتصل ابدا بمن تقدم له الهدية حتى يتصل بك هو ليشكرك عليها. لا يشترط ان تتساوى قيمة الهدية التى تقدمها لقيمة الهدية التى تلقيتها منه من قبل. لا تكرر نفس الهدية لنفس الشخص فى كل المناسبات حتى لايمل هداياك. تجنب شراء الهدايا الثمينة بقدر مبالغ فيه فقد لاتستطيع فى المرات القادمة تقديم هدية لها نفس القيمة خاصة اذا كانت علاقتك بمتلقى الهدية مستمرة. زوجتك تفضل ان تقدم لها الهدايا امام الآخرين حتى تشعر بأنك تعلن عن اهتمامك وحبك لها امام الملأ. اهتم بتغليف الهدية فهى التى تعبر عن قيمة الهدية ومدى اهتمامك بها. اذا كنت مدعوا لتناول الطعام عند صديقك فلا داعى لأن تكون هديتك من الحلوى كما اعتدنا فصاحب البيت يكون قد اعد الكثير من الأصناف الا اذا كنت على اتفاق معه على ذلك. عند مباركة الزواج الجديد اسأل صاحب المناسبة ان كان قد اعد قائمة للهدايا فى احد المتاجر حتى يمكنك تقديم الهدية التى يحتاج اليها كذلك الأمر فى هدايا المولود الجديد. تقديم مبلغ من المال بدلا من الهدية لايتم الا بناء على رغبة المتلقى وعلى ان يكون شديد الصلة بك بحيث يطلب ذلك من اصدقائه. لا تسأل من تقدم له الهدية عما يرغب فى اهدائه له الا اذا بدأ هو بالطلب أو تحديد احتياجاته فأجمل ما فى الهدية المفاجأة.