( ان داعش فى طريقها الى اسرائيل , وان وصول داعش الى الضفة الغربية بات وشيكا ) ليست العبارة السابقة خبرا مؤكدا و لكنه تحذير من احد كبار المسؤلين العسكريين الاسرائيليين , ففى حديث لصحيفة معاريف اشار هذا المسؤل الى ان مسؤلى الاجهزة الامنية و العسكرية فى اسرائيل يبحثون امكانية تسلل هذا التنظيم الى داخل اسرائيل عن طريق الضفة الغربية بعد تثبيت اقدامه بها خاصة بعد ما اكدت الشواهد وجود متعاطفين معه سواء من الفلسطينيين او من عرب اسرائيل كما اضاف هذا المسؤل انه ربما بعد ستة اشهر نرى فرعا لداعش فى احدى القرى الفلسطينية بالضفة حيث ان افكار هذا التنظيم تنتشر انتشار النار فى الهشيم . و فى مقابلة للاذاعة الاسرائيلية قال وزير الامن الاسرائيلى ان هناك علامات تشير الى وجود نشاط لمؤيدى تنظيم داعش فى اسرائيل الا انه اشار الى انها لاتمثل مصدرا للقلق . السؤال الذى اصبح يطرح نفسه بقوة فى الاوساط الدولية بصفة عامة و داخل اسرائيل بصفة خاصة هو ( لماذا لم تنضم اسرائيل الى التحالف الدولى ضد داعش و الذى وجه ضربة مؤثرة لهذا التنظيم فى سوريا , فقد وجه زعيم المعارضة الاسرائيلية و رئيس حزب العمل ( يتسحاق هيرتسوج ) انتقادات لاذعة للحكومة الاسرائيلية مؤكدا ان اسرائيل كان باستطاعتها ان تنضم لهذا التحالف الدولى , و لكن الفشل الذريع للسياسة الخارجية لاسرائيل هو الذى حال دون انضمامها له . لكن لا اعتقد ان فشل السياسة الخارجية لاسرائيل هو السبب الرئيسى لعدم انضمامها للتحالف الدولى و انه هناك عدة نقاط كان لابد من مراعاتها : اولا – ان انخراط قوات اسرائيلية ضمن قوات عربية لضرب التنظيم الاسلامى داعش كان من الممكن ان يتم استغلاله سياسيا و دينيا حيث كانت ستعلوا الحناجر بان العرب و امريكا يسمحون للجيش الاسرائيلى بضرب مواقع فى الاراضى العربية بحجة القضاء على داعش , و هو امر كان من الممكن ان يؤدى الى حرب عالمية فى المنطقة .
ثانيا – ان الحكومات العربية المشاركة فى التحالف الدولى ضد داعش قد تقبل انضمام اسرائيل لها بحجة القضاء على داعش كمصدر للارهاب , الا ان هذا الامر كان من الممكن بل و من المؤكد انه كان سيتم رفضه شعبيا من ابناء الشعوب العربية و التى مازالت تعتبر اسرائيل هى العدو المشترك لكل العرب , و انه من الغير القبول و لا المنطقى ان تشارك القوات الاسرائيلية قوات عربية لضرب مواقع للارهاب فى دول عربية اخرى , و هو امر كان من المؤكد انه سيلهب الشارع العربى . و لكن اسرائيل ليست بعيدة عن هذا الامر , ففى سياق متصل قالت تسيبى ليفنى و زيرة العدل الاسرائيلية فى اجتماع لناشطى حزبها ( الحركة ) ان على اسرائيل ان تبدا عملية سياسية مع السلطة الفلسطينية لايجاد محور قوى مع الدول العربية بحيث يكون الارهاب هو العدو المشترك , كما انه و بمنطق ( ليس كل ما يتم فعله يقال ) فقد كشفت دورية ( ديفنس نيوز ) الامريكية عن اتفاق غير معلن بين امريكا و اسرائيل لتنسيق الضربات الجوية ضد سوريا و تفعيل دور القوات الجوية الاسرائيلية فى الحرب ضد داعش , كل هذا بالتوازى مع اتساع التحالف ضد الارهاب بعد انضمام بريطانيا و بلجيكا و الدنمارك , فمن السذاجة ان نتصور ان تقف اسرائيل موقف المتفرج . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا