العلاقة بين مصر والسعودية علاقة تاريخية ومتشابكة ومصيرية، تستند إلى البحث عن مصالح الأمة العربية والشعبين المصرى والسعودي، ويشهد التاريخ على عمق هذه العلاقات، فمصر والسعودية شعب واحد ووطن واحد مشتركين فى الأحزان والأفراح والأخطار والتحديات، فالسعودية عمق استراتيجى لمصر وأمنها من أمن مصر، ولا يمكن للشعب المصرى أن يسمح بوجود أى تهديد لأمن المملكة مهما كلفه ذلك. وشهدت العلاقات المصرية السعودية فى الفترة الأخيرة تقارب كبيرا فى كل المجالات ولن تستطيع أى دولة أو جماعة أن تضعف تلك العلاقات أو تقطعها بأى طريقة من الطرق فالدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى يدرك عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين ، كما أن المملكة تحمل نفس المشاعر التى يحملها أبناء مصر للسعودين والمواقف الأخيرة أثبتت عمق العلاقات بين الحكومتين والشعبين . وأكدت القوى السياسية والأحزاب المصرية أن مصر والسعودية مؤهلتان لقيادة المنطقة العربية وإعادة اللحمة والاستقرار والتنمية إلى المنطقة وأن مصر لن تسمح بوجود أى تهديدات لأمن المملكة مهما كان الأمر، مشيدة فى الوقت نفسه بالدور الكبير للمملكة العربية السعودية فى دعم الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة خاصة ثورتى 25 يناير و30 يونيو سواء اقتصاديا أو دبلوماسيا من جانبه قال المهندس جلال مرة أمين عام حزب النور إن العلاقات المصرية السعودية علاقات تاريخية أخوية فالسعودية بشعبها وحكومتها جزء من نسيج الشعب المصرى والعربى مشيرا إلى أن علاقة البلدين سد منيع لكل أبناء الأمة العربية، فالسعودية عمق استراتيجى لمصر، ومصر عمق استراتيجى للسعودية. وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية حاجز منيع أمام كل المخططات التى تسعى للنيل من الأمة العربية والتى تحاول أن تقوض دورهما على جميع المستويات العالمية والإقليمية والمحلية. وشدد على أن مصر لن تسمح أبدا أن تمس المملكة بسوء فنحن شعب واحد ووطن واحد مشتركين فى الأفراح والأحزان، والأخطار والتحديات مشتركة بينا مشيرا إلى أن التواصل بين الشعبين المصرى والسعودى لم ولن ينقطع وآثر الدولة المصرية للسعودية معلوم للجميع وكذلك آثر المملكة السعودية على مصر يشهد به الجميع ولن يستطيع أحد أن يضعف تلك العلاقات أو يقطعها بأى طريقة من الطرق. وأوضح أن العلاقات بين البلدين مصر والسعودية دائما تستند إلى البحث عن مصالح الأمة العربية والدولة المصرية والسعودية، مشيرا إلى أن التاريخ يشهد بذلك بداية من مواقف مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز مرورا بجميع الملوك والأمراء والشعب السعودي. وأضاف انه لا يمكن أن ننسى دور المملكة على مر الأزمنة وفى كل الأحداث سواء فى حرب أكتوبر 73 وثورتى 25 يناير و30 يونيو، كما أن دور المملكة فى دعم الاقتصاد المصرى معلوم يشهد به الجميع وكذلك دور المملكة فى توضيح المواقف السياسية المصرية الداخلية لجميع المحافل العالمية. وطالب أمين حزب النور بأن يكون هناك مزيد من التعاون المشترك بين البلدين فى جميع المجالات فقوة البلدين قوة للمنطقة العربية بأسرها حتى نستطيع أن نواجه التحديات والمؤامرات التى تتعرض لها البلدين الشقيقان. وقال شهاب وجيه المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار إن مصر والسعودية دولتان محوريتان فى المنطقة ووجود تكامل بينهما نواه لوجود تكامل بين الدول العربية. وأشار إلى أن مساهمات السعودية لمصر فى الفترة الأخيرة لها بعدان الأول حسها الوطنى وإيمانها الحقيقى بوجوب وجود علاقات حقيقية بين البلدين، والثانى إدراكها بأن انتشار الإرهاب فى مصر سيؤدى لانتشاره وتوسعه فى أنحاء الوطن العربى مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وأوضح ان وجيه أن محاولات الوقيعة بين مصر والسعودية لن تفلح ومن المستحيل حدوث ذلك ففى قمة الخلافات بين البلدين ظل الشعبين شقيقان متحابين مشيرا إلى أن أى دولة تتخيل إمكانية ضرب المحور المصرى السعودى من أجل إنشاء المحور القطرى التركى فهى واهمة، فمثل هذه المؤامرات لن تنجح، وستفشل فى مهدها فالكل يثق فى المحور المصرى السعودي. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تقترب وستشهد تقاربا كبيرا فى الفترة المقبلة، فالتكامل الاقتصادى بين البلدين خطى خطوات كبيرة، فهناك تنسيق اقتصادى واسع بين البلدين والدليل على ذلك مشروع الشبكات الالكترونية، إضافة إلى أن مشروع إقامة الجسر بين مصر والسعودية تحت الدراسة وأظن أنه سيتم تطبيقه إذا لم تكن هناك صعوبات بيئية. وأكد وجيه أن الشعب المصرى يتفق مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إن أمن الخليج خاصة السعودية فهو "فردة كعب": وأن أى تهديد للسعودية تهديد لمصر والشعب المصرى لن يسمح بوجود تهديد لأمن السعودية مهما كان الأمر. وقال عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد, إن علاقة مصر والمملكة العربية السعودية علاقة قديمة تقوم على المصالح المشتركة, والدولة المصرية لديها إستراتيجية فى علاقتها مع السعودية باعتبارها دولة محورية فى منطقة الخليج العربي, ودولة مؤثرة فى محيطها العربى والإقليمي. وأكد أن مصر باعتبارها قاطرة الدول العربية فى الشرق الأوسط فأمر طبيعى جداً أن تكون هذه العلاقات متشابكة ومصيرية, مشيرا إلى أن التجارب التى مرت بين مصر والسعودية أثبتت عمق هذه العلاقات, فمواقف السعودية فى دعمها لمصر تاريخية منذ حرب73, ورأينا دعم مصر ومساندتها للملكة العربية السعودية وللكويت فى حرب الخليج الأولى والثانية. وأوضح أن مصر تعتبر إن أمنها القومى يبدأ من الخليج العربى وفى مقدمتها السعودية, وهو ما يعنى إعلانها حماية استقرار منطقة الخليج العربى, وإرسال رسالة مفادها إن أى اعتداء على أى دولة فى الخليج العربى وفى مقدمتها السعودية فهو اعتداء على الدولة المصرية مباشرة, هو ما يحد من المخاطر اللى تحيط بالدولة السعودية. وتابع : نتذكر المجهود الكبير للسعودية وخادم الحرمين الشريفين فى دعم الاقتصاد المصرى والوقوف بجانب المؤسسة السياسية فى ثورتها الأولى والثانية , ودعمها أمام ضغوط الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا. وقال : إن المصير المشترك بين مصر والسعودية هو ما يبقى العلاقات بين البلدين قوية ومستمرة, وهو دور إيجابى بين البلدين. وأضاف إن مصر ومن خلال اتفاقية الدفاع المشترك مطالبة بمواجهة أى تهديد لأمن منطقة الخليج خاصة السعودية, وتقدم الدعم والمساندة بكل أشكاله للمملكة العربية السعودية, وليس فقط من خلال الكلمات المنمقة, بل باتخاذ فى بعض الأحيان قرارات صعبة لا يتخذها إلا الزعماء الذين يتمتعون بشعبية كبيرة, وإذا تعرض الأمن القوى السعودى لأى مخاطر على الدولة المصرية المبادرة بدعم المملكة. وأكد عصام شيحة أنه لا تستطيع أى دولة أو جماعة أن تفت فى عضد العلاقة المصرية السعودية ومن الصعب التدخل فى العلاقات بين البلدين لإفسادها. وأشار إلى أنه بحكم رعاية المملكة العربية السعودية للمسجد النبوى والكعبة الشريفة فإن ذلك له دور مهم جداً فى تقوية العلاقة بين البلدين ليس فقط على المستوى الرسمى والحكومات بل على مستوى الشعوب. من جانبه قال الدكتور محمد أبو الغار إن السعودية قدمت لمصر مساعدات اقتصادية جبارة وشجعت بقية دول الخليج فى المساهمة فى الاقتصاد المصرى لسببين الأول العلاقات الوطيده بين الشعبين المصرى والسعودي، والعلاقات الجيدة بين قيادات البلدين، أما السبب الثانى فهو أن السعودية اكتشفت أن الإخوان خطر كبير عليهم وناصرت مصر للقضاء عليهم. وأشار أبو الغار إلى أنه يعتقد أن تستمر العلاقة الجيدة بين مصرى والسعودية خاصة أن رؤساء الدولتين علاقتهما طيبة وكذلك العلاقة بين الشعبين ممتازة إضافة إلى الخوف من جماعة الإخوان التى مازالت موجودة. وأضاف: قوة العلاقة بين مصر والسعودية ستؤدى إلى تقوية العلاقات المصرية بباقى دول الخليج باستثناء قطر، واعتقد أنها ستتراجع عما تفعله وستحسن علاقتها بمصر أما باقى الدول العربية الأخرى فعندها مشاكل تمنع وجود علاقة طيبة أو غير طيبة. من جانبه قال السفير معصوم مرزوق، القيادى بالتيار الشعبى إن موقف السعودية الداعم للثورة المصرية بعد 30 يوينو موقف صلب واستفادت منه مصر فى علاقاتها الدولية فلم يقتصر دور المملكة على الدعم المادى فقط ولكن امتد للدعم الدبلوماسى فى جميع عواصم العالم. وأضاف: بدون شك أن دور السعودية ومعها الإمارات ساهم فى إقناع دول الخليج بدعم المواقف السياسية المصرية بعد الثورة. وأشار إلى أنه ليس هناك أدن شك فى أن التحالف المصرى السعودى قد يكون المقدمة الطبيعية لنظام أمن إقليمى تنسق فيه جميع دول الأقليمية مع هذه القيادة التى تتصدر المشهد فى الوقت الحالي، خاصة بعد الدور الحالى التى تقوم به مصر والسعودية فى مواجهة الإرهاب. وتابع: نتوقع ونأمل أن يؤدى دفء العلاقة المصرية السعودية خلال المرحلة القادمة إلى مزيد من الاستثمارات السعودية فى مصر وكذلك فتح أسواق العمل لمزيد من الأيادى فى الأراضى السعودية. وأضاف السفير معصوم مرزوق: دون شك فإن مصر والسعودية تعتبران دولتين مركزيتين لأنهما فى القلب من العالم العربى كله تجمعهما حدود مشتركة فتاريخيا وجغرافيا تمثل الدولتان قلب العالم العربى وفى القضايا المحورية كانتا تقودان العمل العربى المشترك. وأشار إلى أن مصر والسعودية مؤهلتان للعب الدور الأكبر لإعادة اللحمة والاستقرار والتنمية والوصول إلى حالة التكامل التى نأمل أن تكون موجودة للعالم العربي. ومن جانبه قال السفير محمد العرابى، رئيس حزب المؤتمر إن العلاقات المصرية السعودية هى حجر الزاوية للإستراتيجية العربية المناهضة للإرهاب فعندما تتقدمان صفوف العالم العربى فإن هذا معناه أن هناك استراتيجيه قوية مبنية على أسس ومعناة أنه نواه لضم عدد من الدول العربية إليهما. وأشار إلى أننا فى حاجة إلى نظام عربى جديد، ومصر والسعودية مؤهلتان لوضع الخطوط العريضة لهذا النظام مشيرا إلى أنه يتمنى أن يقوم النظام العربى الجديد على فكر السوق العربية المشتركة لتحقيق تنمية وتكامل اقتصادى أكبر وأشمل, مشددا على ضرورة توسيع دائرة الشراكة بين مصر والسعودية وضم عدد من الدول العربية وجذبهم إلى العمل المشترك. وأوضح العرابى أن الأخطار التى تحيط بالمنطقة تستدعى نظرة كبيرة وشاملة للتعامل مع الجماعات الإرهابية وألا تكون المواجهة عسكرية أو أمنية فقط مشيرا إلى أن التكامل الاقتصادى بين البلدين جزء من محاربة الإرهاب خاصة أن أهم الأسباب لانتشار الجماعات الإرهابية معاناه الشعوب العربية وعدم وجود فرص عمل وتردى الخدمات مما ساهم ف ظهور هذه الجماعات الإرهابية. وأشار إلى ضرورة أن تكون هناك نظرة إستراتيجية متعمقة للوضع فى اليمن حيث أن الوضع هناك يمثل تهديدا للبلدين ويمثل قضية أمن قومى لمصر والسعودية. وطالب بضرورة وضع خطوط عريضة واضحة المعالم للعمل العربى المشترك بعيدا عن المهادنة لأى طرف هدد الأمن العربي. وأشار إلى ضرورة مشاركة السعودية فى بعض المشاريع القومية فى مصر مثل استصلاح الأراضى ومحطات للكهرباء خاصة أن السعودية قادرة على المساهمة فى هذه المشروعات والجميع سيربح منها سواء المستثمر السعودى أو المواطن المصرى مشيرا إلى ان المصالح المشتركة مهمة والشعوب هى التى تحميها وتنميها فهناك جالية مصرية فى السعودية وهناك استثمار فى مصر يجب الاهتمام به وتنميته. ومن جانبه قال أحمد دراج إن العلاقات المصرية السعودية بعد 30 يونيو تعتبر فى أفضل مراحلها فهى فى شكل جيد جدا وتجاوزت فكرة اختلاف النظم السياسية فى كلا البلدين وهذا يعتبر تغيرا إيجابيا جدا حيث أن الدولتين أدركتا أن هذا ليس وقت خلاف النظم السياسية مشيرا إلى أن البلدين يشكلوا قوة دفع وركيزة للمنطقة العربية ككل. وأوضح أن المملكة العربية السعودية فى عهد الملك عبد الله استطاعت أن تستوعب كثيرا من الأزمات التى مرت بها مصر فى علاقتهما، كما أن السعودية استطاعت أن توازن فى علاقاتها الدولية والعربية فلم تخسر أمريكا ولم تعطيها شكيا على بياض للتصرف فى المنطقة مشيرا إلى أن البعض كان يراهن على أن تتخاذل السعودية فى دعمها فيما بعد، ولكن السعودية لم تتخلى عن مصر. وأشار أحمد دراج إلى أن إدراك المصالح العليا للأوطان جعل السعودية ومصر يتوصلان إلى صيغة جديدة للعلاقات بينهما من خلال طمأنة كل طرف للآخر بأنه لن يتدخل فى شئونه الداخلية . وأوضح أن وجود علاقات قوية بين مصر والسعودية سيؤدى إلى تقليل الصعاب التى تواجه الدول العربية خاصة الإرهاب الذى يحتاج إلى عمل قوى لا تتدخل فيه الأجهزة الأمنية الغربية التى تهندس الصراع ولا تعمل على نهايته. وقال دراج: ننتظر من السعودية أن تدعم مصر من خلال توجيه الاستثمارات إليها خاصة فى المشاريع الكبرى وغير التقليدية والتى تدر ربحا كبيرا على المستثمر السعودى ومصر، أن خاصة المنطقة العربية تستهلك من كل شيء بمبالغ طائلة تذهب إلى امريكا واليابان والدول الأوربية وإذا تم استثمار جزء بسيط من هذه الأموال سيعود بالنفع على الدول العربية بأثرها. وأكد ضرورة الاستثمار فى العقول والمخترعين وأصحاب الأفكار الإبداعية لمنع هروبها إلى الخارج، خاصة إن مصر مليئة بالعقول والكفاءات التى إذا أحسن استغلالها وتنميتها عاد ذلك بالنفع على المنطقة العربية بآثرها. وأوضح دراج أن هناك من أصحاب المصالح من لا يريد استمرار العلاقات المصرية السعودية بهذا المستوى الجيد مشددا على ضرورة أن تنتبه مؤسسات الدولة فى البلدين لهذه المؤامرات يقعان فريسة لهذه الدسائس التى أحيانا يكون وراءها دول غربية، خاصة أن الغرب ليس من مصلحته أن تنعم المنطقة بالاستقرار.