أكد سامح شكرى وزير الخارجية التزام مصر بتوفير الدعم المناسب لدولة العراق والتعاون من أجل القضاء على تنظيم "داعش" وكل التنظيمات الإرهابية فى كل أنحاء العالم. وحذر شكرى -فى كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول العراق- من خطورة الإرهاب الذى ينطلق من المنطقة العربية ويهدد الجميع، وما يمثله من أيديولوجيات تختبئ وراء الشعارات الدينية كوسيلة لارتكاب انتهاكات وحشية ضد كل من هو مختلف، مشيرا إلى أن الإرهاب هو فكرة تعبر عن نفسها من خلال أسماء وعناوين متعددة تظهر فى أماكن مختلفة من العالم . وقال إن مصر تدرك ذلك أكثر من غيرها، لأنها على وعى تام بطبيعة التنظيمات الإرهابية من واقع تصديها لهذه الظاهرة. كما أكد ضرورة عدم إغفال الأبعاد السياسية والثقافية، التى أسهمت فى انتشار ظاهرة الإرهاب لذلك يجب على المجتمع الدولى أن يصل إلى مرحلة الإدراك الكامل بعدم جدوى الاستناد إلى منطق الاحتواء وأنصاف الحلول مع مثل هذا الفكر المتطرف. وأكد شكرى مجددا ثوابت الموقف المصرى من أمن العراق. وهو ما يتطلب تضافر كافة الجهود فى سبيل إحياء مفهوم الدولة الوطنية البعيدة عن الاصطفاف السياسى أو الطائفى أو الإقليمي. وأكد أن مصر تعول على وفاء الحكومة العراقية بمقتضيات الوفاق الداخلى والتمثيل العادل لمختلف المكونات الوطنية العراقية، حتى يتسنى لها التضامن فى مواجهة مخاطر الإرهاب ودحر سيناريوهات التقسيم. وأشار شكري، فى كلمته، إلى أن هذا الاجتماع إنما يعد استمرارا للاجتماعات المتعددة التى عقدت مؤخرا للإعداد لتنسيق مشترك يهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار فى العراق. وشدد على أن الأمن والاستقرار فى العراق يستلزمان حشدا دوليا قادرا على التصدى لخطر مشترك، يتمثل فى تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية بشكل عام فى العراق والمنطقة، تمهيدا لاستئصال هذه الآفة الخطيرة من منطقتنا، ومعالجة الانقسام المذهبى الذى ساد ما يزيد على عقد من الزمان فى منطقة الشرق العربى بشكل خاص. كما أشار إلى مشاركة مصر فى اجتماع جدة، مع مجموعة من الدول العربية والولايات المتحدة، فى الحادى عشر من الشهر الجارى لبحث أسلوب التعامل مع ظاهرة الإرهاب المنتشرة فى العراق والمنطقة العربية بأكملها. كما ركز الاجتماع على سبل التصدى ل"داعش" باعتباره الأكثر تهديدا لأمن المنطقة، وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن 2170 واتساقا مع مضمون المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية الصادر فى السابع من الشهر الجاري. وأوضح وزير الخارجية أن مصر شاركت أيضا فى مؤتمر باريس حول السلام والأمن فى العراق، والذى أكدت الحكومة العراقية خلاله طلبها الحصول على دعم عسكرى فى مواجهة الإرهاب وتأمين الاصطفاف الدولى للدعم لها. وقال شكرى إن لاجتماع مجلس الأمن خصوصيته لأنه يعكس الإرادة الدولية، وقدرا من التنسيق يشمل جميع أركان النظام الدولي، فضلا عن القوى الإقليمية المعنية بشكل أساسى بالأزمة العراقية. وهو التنسيق الذى تأمل مصر فى استمراره وتكثيفه حفاظا على الزخم والتوافق والإجماع لهذه المواجهة التى قد يطول أمدها. ويبحث مع مسئولين دوليين ابرز قضايا الشرق الاوسط كتب مندوب الأهرام: بحث سامح شكرى وزير الخارجية، مع كل من جيفرى فيلتمان وكيل سكرتير عام الأممالمتحدة للشئون السياسية وتيرى لارسن وكيل سكرتير عام الأممالمتحدة ومدير معهد السلام الدولي، عددا من القضايا المهمة فى الشرق الأوسط، أهمها القضية الفلسطينية والأوضاع فى سورياوالعراق وليبيا، فضلا عن سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب العالمية.وأوضحت وزارة الخارجية أن "هذه اللقاءات عقدت على هامش مشاركته فى جلسة لمجلس الأمن الدولى فى نيويورك حول الأوضاع في العراق. وتركزت على الأوضاع السياسية والأمنية هناك ودعم الحكومة العراقية فى مواجهة الإرهاب". كما استعرض شكرى خلال اللقاءين الجهود المصرية الخاصة باستئناف المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية، والرؤية المصرية للأوضاع فى ليبيا والمبادرة المصرية التى تبنتها دول الجوار الجغرافى لليبيا لاستعادة الأمن والاستقرار هناك. كما عرض أيضا نتائج مؤتمر مدريد فى هذا الشأن، فضلا عن مسار الأزمة السورية وأهمية الحل السياسى لها بما يحقق تطلعات الشعب السورى ويحافظ على وحدة الدولة السورية والأوضاع فى العراق. وأكد وزير الخارجية خلال اللقاءين أهمية دعم توجهات الحكومة العراقية الجديدة لبناء توافق وطني، بما يسمح بتكاتف كل القوى العراقية فى مواجهة التنظيمات الإرهابية ومخططات تقسيم الدولة، ونتائج اجتماعى جدةوباريس فى هذا الشأن. كما تناولت المباحثات ظاهرة الإرهاب وأهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمواجهتها والقضاء على التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة، حيث أكد شكرى أهمية وجود رؤية شاملة للتعامل مع هذا الخطر بما يضمن نجاح جهود مكافحته. من جانبه، عرض تيرى لارسن جهود معهد السلام الدولى خاصة فيما يتعلق بإصلاح الأممالمتحدة. ونوه بالاجتماع الوزارى المقرر انعقاده فى نيويورك غدا الاثنين بمشاركة شكرى لبحث المقترحات المتعلقة بإصلاح المنظمة الدولية. ويلتقى نظيرته الإيطالية كتب مندوب الأهرام: التقى سامح شكرى وزير الخارجية فديريكا ميوجيرينى وزيرة خارجية إيطاليا أمس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.وتركزت المباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها فى مختلف المجالات. كما بحث الوزيران العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما استعرض شكرى تطورات الأزمة الفلسطينية والجهود المصرية المبذولة فى هذا الصدد، وأشار إلى المساعى المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، فضلاً عن استضافة مصر مؤتمر إعادة إعمار غزة بالتنسيق مع حكومة النرويج وهو ما يعكس عودة مصر للاضطلاع بدورها الإقليمى البارز. وأكدت وزارة الخارجية أن اللقاء تناول أيضا تطورات الأوضاع فى الأراضى الليبية، فى ضوء الاهتمام المشترك الذى يوليه الجانبان للشأن الليبى وانعكاساته على منطقة المتوسط. وتطرق شكرى إلى الجهود المكثفة التى تبذلها مصر بالتعاون مع دول الجوار الليبي، مؤكدا ضرورة الالتزام بالحوار الشامل ونبذ الإرهاب وبدء حوار بين الأطراف السياسية التى تنبذ العنف وصولاً لتحقيق الوفاق الوطنى والمصالحة. كما أكد ضرورة التزام الأطراف الخارجية بوقف امدادات السلاح للأطراف غير الشرعية فى النزاع، بالإضافة إلى دعم دور المؤسسات الشرعية للدولة بما يحقق الأمن والاستقرار فى المنطقة. من جانبها، أكدت الوزيرة الإيطالية ضرورة الاهتمام بالبعد الاقتصادى لتسوية الوضع فى ليبيا وتحقيق الاستقرار.