الصداقة بين الرجل والمرأة قضية مثيرة للجدل ، تنقسم حولها الأراء بين مؤيد ومعارض .. البعض يتخذها ستارا لإخفاء مشاعر يخشى البوح بها ، والبعض الأخر يخلص لها بشكل مطلق .. لكنها تظل فى كل الأحوال علامة إستفهام حائرة ومرتبكة فى مجتمع ينظر بتوجس إلى أى تقارب بين الرجل والمرأة . من هنا توضح الدكتورة هبة قطب إستشارية العلاقات الزوجية إن العلاقة بين الرجل والمرأة مقبولة إذا كانت داخل إطار محدد بمعنى بعيدا عن الخصوصيات الزوجية أى الحياة الشخصية حتى لا تذوب الفوارق لأن ما هو الفرق بين المتزوجين والأصدقاء حتى تكون صداقة كل منهما فخور بها ويتحدث عنها بحرية أمام الجميع دون خجل وما مجريات الحديث ،لكن فى مصر الصداقة بين الرجل والمرأة غالبا ما تفسر بطريقة خاطئة ولا توجد إحصائيات او أبحاث تؤكد نسبة الصداقة بين الجنسين أما فى المجتمع الغربى فالأمر مختلف لأن هناك خلفيات ثقافية ،إجتماعية أخلاقية ودينية فهم تعدوا هذه المرحلة ولديهم قدرة التفهم والتفريق بين الصداقة والحب . فجوة ثقافية أما الدكتور أحمد يحيى خبير إدارة الموارد البشرية بجامعة الدول العربية فى يوضح أن مشكلة رفض المجتمع الشرقي لطرح فكرة الصداقة بين الرجل والمرأة تكمن فى إصلها إلى فجوة بين الدول وبعضها وتركيبة البناء المعرفي للمجتمع ومجموعة القيم والأعراف وتحكمها المرجعية الدينية وما مدى قدرة المجتمع على الإنفتاح على الأخر ،فهى مجموعة من المعايير التى تكون هذه الفجوه وإذا أردنا معرفة الفجوة الزمنية بين مجتمع وآخر يجب علينا قياس هذه المعايير حتى يتم تحديد القيمة الأكبر فى الفجوة ويطلق عليها أسم عملية التشخيص لما تتضمنه من تحليل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء رفض المجتمع لفكرة الصداقة المحترمة بين الرجل والمرأة ، فالعلاقة بين الذكر والأنثى موجودة لكن المجتمع يرفضها ويستنكرها لإعتقاده دائماً إن أى علاقة ما هى إلا وسيلة لإتمام هدف معين كالحب والزواج أو العمل لكن الصداقة مرفوضة بين الجنسين المختلفين حتى إذا كانت فى أطار محدود ومحترم على الرغم من إن الإنسان يحتاج فى حياته الإختلاط وعدم حوث ذلك يؤدى إلى عدم التوازن، لذلك فإن علم إدارة الموارد البشرية يبحث فى إتزان أفراد المجتمع حتى لا يؤثر هذا الإتزان فى تطوير وتنمية المجتمع ويصبح مجتمعا خال من الأمراض النفسية ، لذا فالمجتمعات الغربية المتحررة لا تعاني من وجود مشكلات تترتب أو تنتج عن وجود علاقة بين الجنسين أما فى المجتمعات الشرقية المتحفظة وصلت نسبة حالات الطلاق إلى 39٪ بسبب عدم تقبل أي من الطرفين وجود علاقة صداقة بين أقرانهما على عكس المجتمعات الغربية التى تقدر المعنى الحقيقى لكلمة الصداقة بل إن الزوجات والأزواج يرحبون بها لانها تعتبر نوع من أنواع تقارب الإجتماعيات المختلفة بين الأفراد من العديد من الشعوب كما يحدث الأن على شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتبادل الثقافات والحضارات وليس بالأحرى فقط صداقة دراسة أو عمل ومن هنا تستمر الصداقات حتى نهاية العمر لان الصداقة كنز أيا كان أطرافها .