صرحت احدى الامهات المنتظرات انتهاء تمرين اولادها انها وصلت الى مرحلة تتمنى ان تصاب بالمرض حتى لا تفعل شئ وتستريح ووقتها فقط كما تقول " ابقى اشوف هيعملوا ايه من غيرى ".. تذكرت وقتها فيلم عن زوجة،وأم متفانية في خدمة أسرتها،تقرر أن تجعل الكريسماس هذا العام مناسبة لاتنسى، فإبنيها سيتخرجان من الجامعة، لكنها لاتجد إهتماماً من أسرتها، وزوجها، في الوقت الذى يطلبان منها دوماً التجهيز لحفلاتهما الخاصة، وزيارات أصدقاءهما، يلهمها إضراب محلات البقالة في المدينة، بفكرة إضراب عن تنظيم الإحتفال بالكريسماس هذا العام وعلى الزوج والابناء القيام بما كانت تقوم به من استعدادات ..وانتشر الخبر فى البلدة وانضم الى الاضراب عدد من الزوجات.. رسالته كانت ان سعادة العيد تكتمل بتعاون افراد الاسرة. الزوجة والام المصرية سواء كانت عاملة او ربة منزل تحمل فوق كتفيها الكثير من الاعباء والمسئوليات .. فهى طباخة ومربية وممرضة ، طبيبة ، شغالة ، مدربة ، طبيبة نفسية ، سائق مسئولة عن كل المشاوير العائلية ، مدرسة ، وزوجة هذا بالاضافة الى عملها الصباحى اى ان كان نوعة عليها ان تبذل فيه مجهود جبار حتى لا يدعى احد تراجع مستواها بسبب انها ام.. اصبحت لا تعرف معنى لكلمة " راحة " وفى وسط زحمة اليوم لا تجد وقت لنفسها تستريح او تمارس اى هواية كانت تقوم بها فى الماضى . أن الإسلام لم يفرض على المرأة القيام بالعمل فى منزل الزوجية وقيامها بذلك تبرع من باب مكارم الأخلاق هكذا كانت فتوى الازهر بل وضحت تلك الفتوى أن عقد الزواج للعشرة الزوجية، لا للاستخدام وبذل المنافع ، فليس من مقتضاه خدمة البيت والقيام بشئونه ، إذ ليس فى الشرع أدلة تلزم المرأة بخدمة زوجها وأولادها وبيتها، ولهذا أوجب جمهور الفقهاء لها على زوجها نفقة خادم تقوم على أمر البيت الذي تسكنه الزوجة، إذا كان الزوج موسرًا، وكانت الزوجة ممن تخدم في بيت أهلها، أو كانت مريضة. وقد روى ان رجلاً ذهب لعمر بن الخطاب يشتكيه من زوجته التي تخاصمه و ترفع صوتها عليه ، فسمع زوجة امير المؤمنين ترفع صوتها فى وجهه وتخاصمه فعندما وجد ذلك هم بالإنصراف فى نفس خروج سيدنا عمر صدفه فسأله عن سبب حضوره فقال ( جئت اشتكيك زوجتى يا امير المؤمنين فسمعت زوجتك تخاصمك فقلت هذا امير المؤمنين تفعل معه زوجته هكذا فكيف بى انا ) فقال رضى الله عنه ( يا رجل والله لقد بَسطت منامى وطَهت طعامى وتَحملت اوزارى أَولا احتملها انا كذلك إذا رفعت صوتها فى وجهى ). فإذا كنت ترغبين بتنشئة ابنائك فى جو صحى ، فعليك الاعتناء بنفسك اولا والاهتمام بها ومنحها بعض الوقت الخاص .. قد يكون صعباً ولكنه ليس مستحيلاً فقط اشرحى لهم ان هذا حقك ان تقتطعى هذا الجزء الصغير من الوقت ليعود لك نشاطك لقد خلق الله المرأة معززة مكرمة .. ساعدى زوجك واولادك واعملى فى المنزل وفى عملك ولكن بعزة نفس وكرامة فشعورك بقيمتك واهميتك يعطى قوة .. وحبك لنفسك يساعدك على نشر الحب لمن حولك .. لو تنجح الكلمات فى ايصال تلك الاهمية فلا مفر وقتها من اعلان " اضراب الامهات " ووقتها نرى كيف يُدار المنزل بدون وجودك.. ليس تقليلاً من دور الرجل او انكاراً له ولكن المثل يقول " الام عمود البيت". [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة عمارة