ما هوالجديد في نشر الصحف ووسائل الأعلام المختلفة يوميا عن بعض كوارث المنظومة الصحية في مصر وعلي رأسها تدني مستوى اداء المستشفيات لدينا سواء الحكومية أو الاستثمارية فمنذ أيام نشرت جريدة الأهرام المسائي موضوع بعنوان (قصر العينى المبنى فرنساوي والمريض مصري والخدمة عشوائية ) وفيه باختصار شديد مدى درجة التدنى في خدمة المرضى والرعاية الطبية التي وصلت إليها مستشفى القصر العينى الفرنساوى . وهى تعتبر واحدة من اكبر المستشفيات لدينا كما أنها تعتبر من المستشفيات الاستثمارية ، والسؤال الطبيعي الذي يطرح نفسه ما هو الجديد ؟ فمن المعروف منذ سنين أن الخدمة في هذه المستشفي سيئة للغاية وأسعارها مرتفعة وهذا ليس بالجديد . * ففي 27 / 3 / 2010 نشرت جريدة الجمهورية أن هناك ميكروب يهدد مرضى القصر العينى الفرنساوى وحزرت من كارثة طبية وتقدم اهالى المرضى الذين أصيبوا بالميكروب ببلاغات للنائب العام في ذلك الوقت واتهموا إدارة المستشفى بالإهمال وطلبوا فتح باب التحقيق عن طريق وزارة الصحة ونقابة الأطباء وفى نفس الوقت اعترف فيه مدير المستشفى حين ذاك الدكتور / عمرو جاد بوجود الميكروب وعلل ذلك بكل بساطة بأنة موجود بجميع مستشفيات العالم . * نشر في اليوم السابع 19 /5 /2010 انه حرر المواطن يوسف محمد عبد الكريم من المحلة الكبرى محضرا في قسم السيدة عن وفاة ابنة محمد بعد اصابتة بفيروس مجهول داخل غرفة عمليات القصر العينى الفرنساوى أثناء إجرائه عملية زراعة كلى كما تقدم ببلاغ للنيابة بذلك . * وفى الشروق 8 /11 /2012 رصدت جريدة الشروق الوضع على الطبيعة داخل المستشفى وكان مأسويا بكل معنى الكلمة وهو ما عبر عنه العنوان الذي كان يحمل (وقائع معاناة المرضى على أعتاب الفرنساوي 3ساعات متواصلة للاستغاثة بطبيب ولا حياة إلا بالعناية الإلهية ) وهذه كلها بعض النماذج المختصرة مما يحدث داخل هذه المستشفى ونحن نخصها بالذكر لأنها تعتبر من اكبر الصروح الطبية (الاستثمارية) لدينا وهذا هو حالها فما بالكم ببقية المستشفيات. يا سادة إن الأمر وصل لدينا إلى انتشار الفئران والزواحف في مستشفياتنا كما يوجد لدينا وحدات صحية لا يوجد بها سوى طبيب واحد لخدمة آلاف المرضى فهل هذا يعقل، فإلى متى سنظل نقف مكتوفي الايدى ونكتفي بموقف المتفرج على هذا الوضع المأسوي؟ وكيف نحمى المواطن المصري من هذه المنظومة الفاسدة الذي يروح ضحيتها الكثير من الأرواح يوميا ؟ فليس الحل بالطبع تلك الزيارات المفاجئة التي يقوم بها السيد رئيس الوزراء لبعض المستشفيات . فنحن نعلم جميعا علم اليقين أنها لا تغنى ولا تسمن من جوع فبمجرد انصراف سيادته كلها يوم أو اثنين بحد أقصى وسوف ترجع الأمور إلى ما كانت علية وأسوء. فحل المشكلة ليس بتلك الطريقة بل يجب البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الوضع المتردي والتي لا تخفى على احد ومحاولة حلها . ومن أهم تلك الأسباب: * توغل الفساد الادارى وغياب الضمير وعدم محاسبة المخطئ والمقصر من أول المدير المسئول عن المستشفى * غياب الرقابة الحقيقية والمتابعة على المستشفيات سواء الحكومية أو الاستثمارية. وأين دور وزارة الصحة من كل هذا؟ * عدم اختيار أصحاب الكفاءة والضمير للإدارة * عدم اهتمام الدولة بالمنظومة الصحية بالوضع الذي يجب أن يكون فأي حكومة في أي دولة محترمة في العالم بيكون على رأس أولوياتها توفير منظومة صحية مناسبة لمواطنيها من الأخر الناس تعبت ولم تعد تستطيع أن تتحمل المزيد.. فهل يستطيع المسئولين أن يستوعبوا هذا الأمر؟ أم لم يحن الوقت بعد؟